أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غادة عماد الدين - تربية المراهقين ... المشكلات والحلول















المزيد.....

تربية المراهقين ... المشكلات والحلول


غادة عماد الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 04:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن تربية المراهقين أمر متعب ومقلق، فالمراهقة مرحلة صعبة يحاول الفتى أو الفتاة الحصول فيها على الاستقلالية وعلى شخصية منفردة بعيداً عن التأثر بالوالدين مما يؤدي إلى خلق أجواء من المشاحنات في داخل المنزل حيث تكثر النزاعات بين المراهق وأسرته لا سيما الوالدين. لأن من أهم الأمور التي يُقدم عليها المراهق في هذه الفترة هي التمرد على القوانين والتعليمات المنزلية والحدود التي قام ذوو الأمور بوضعها، ما يؤدي إلى إيقاظ قوى الغضب في نفوس الآباء وبالتالي التعامل بأساليب عنيفة قاسية تزيد الأمر سوءاً أكثر مما تعالجه، فالمراهق في هذه الفترة وإن كان متمرداً فهو بأمس الحاجة إلى أسلوب التشجيع والمداراة، المراهق بحاجة إلى تفاعل أهله معه في هذه المرحلة الحساسة فالغرض الأساسي والهدف الأول هو مساعدة المراهقين على النضوج والوصول إلى بر الأمان.
ولطالما تذمرت الفتيات من أساليب القسوة الممارسة عليهن من قبل الأهالي فكثيراً ما نسمع ( أمي لا تفهمني .. )، ( أمي متعصبة .. )، ( أمي لا تحبني ).. تُرى ما هو السبب الذي دفع بالفتاة لهذا القول؟!، هل حقاً الأمهات لا يحببن فتياتهن؟!
أن تصرف الأم هذا نابع من الحب الشديد لفتاتها، وشعورها بالخوف على فتاتها من التخبط والضياع، والواقع أن الفتاة بحاجة إلى توازن الأهل في طريقة تربيتهم، مع عدم ترددهم حيال التصرف معها بقسوة عند الحاجة وحثها على تحمل المسؤولية.
وكما يقول المثل "لا تكن لينا فتعصر .. ولا قاسياً فتكسر "، دائماً نحتاج إلى رؤية ثاقبة واضحة للتعامل مع كل موقف بحكمة وبما يتناسب وطبيعة ذلك الموقف .
ليس التساهل والتجاهل أو التزمت والتشدد الذي يكون سائداً في بعض البيوت هو النموذج المثالي للمحافظة على الفتاة بل لابد من النظر والتمعن في الموقف واتخاذ الحل المناسب .
ومن خلال هذا الموضوع أقدم لكنّ أيها الأمهات ... وأقدم لكم أيها الآباء أربعة مبادئ خاصة بحل النزاعات والتخلص من السلوك السيئ عند المراهقين كما تذكر الأستاذة المحاضرة في علم النفس "كارول فيزباتريك" وزميلها "جون شاري" الاختصاصي في الخدمات الاجتماعية وهذه المبادئ الأربعة هي:
1 - تهدئة النفس
2 - الإصغاء بتفاعل
3 - التعبير عن الرأي بشكل جازم
4 - التفاوض وتقديم الاحتمالات

1 - تهدئة النفس
قد تتعامل المراهقة بطريقة عدائية عنيفة وتتمرد على القوانين والتعليمات المعمول بها في المنزل مما يؤدي إلى الشجار والنزاع بينها وبين الأهل وهنا فالأفضل من الآباء تهدئة النفس والتنفس بعمق لطرد شرارة الغضب والابتعاد عن موقع الشجار حتى لا تتعرض العلاقة بينهم وبين الفتاة إلى الخطر ويفقدن الفتاة نفسها، ففي حالة الغضب لا يتمكن الإنسان من إجهاض المشاكل التي تعتريه فالرؤية تكون مشوشة وغير واضحة لذلك ينصح علماء النفس بتأجيل ذلك إلى وقت لاحق تكون النفس فيه قد هدأت .
2 - الإصغاء بتفاعل
يحتاج المراهق إلى التعبير عن رأيه وأفكاره ومعتقداته فلابد من الأهل الاستماع للمراهق وتركه يعبر عن تفكيره بطريقته الخاصة وعدم قمعه، فأهم نقطة في هذه المسألة هي استيعاب المراهق والتقلبات المزاجية والسلوكية التي يمر بها وذلك عبر فتح باب الحوار معه وتشجيعه للتحدث عن مشاكله وهمومه.
3 - التعبير عن الرأي بشكل جازم
أثناء الحوار مع المراهق يجب مراعاة اللهجة المستخدمة معه، فليست اللهجة الموبخة المؤنبة القاسية حلاً وليس الصمت وترك المراهق ينهي الحوار لمصلحته - في حال كونه على خطأ - حلاً أيضاً، بل لا بد من التحدث بشكل جازم مع المراهق مع مراعاة إثبات النية الحسنة من جراء هذا السلوك. مثلا عندما تتأخر الفتاة عن المنزل بعد انتهاء الدوام الدراسي فإن علماء النفس في هذه الحالة يفضلون تعبير الأهل للفتاة عن مدى قلقهم وخوفهم عليها عوضاً عن لومها.
4 - التفاوض وتقديم الاحتمالات
إذا أراد الآباء التوصل إلى حل في مشكلة تمرد المراهق عليهم التفاوض عوضا عن فرض القوانين، فبالتفاوض والمناقشة يتم التوصل إلى الحل الصحيح فالمفاوضات تعود المراهقين على أهمية احترام رأي الطرف الآخر أثناء الحوار وعدم الاستبداد بالرأي كما يمنحهم الثقة بأنفسهم، وقد يتخلى المراهق بسهولة عن أفكاره وسلوكياته الخاطئة التي كان يقدم عليه وأؤكد على أن الحوار في هذه السن والتواصل مع الأبناء مهم جدا لتمر هذه الفترة من حياة أبنائنا بأمان، وبالأخص حوار البنت مع أمها .... حينما تكبر الفتاة، وتصبح أكثر إدراكاً واطلاعاً، لأنها تصنع - في الغالب - فجوة بينها وبين والدتها، فلا تعرض عليها اهتماماتها ولا تناقشها فيها.
فإن حاولت الأم أن توقف الفتاة عن حد معين وترسم لها الطريق كاملا عندما ترى أن هذا الطريق هو الطريق الصحيح الذي لم تحققه هي كي تجنبها الخوض في متاعب الحياة ، وتوفر عليها متاعب كثيرة مرت بها الأم وهي في نفس عمر بنتها، متناسية أهمية أن تخوض ابنتها تلك التجارب كي تعي أهمية النتيجة الصحيحة في النهاية وبذلك يمكن أن تقدر قيمة الشيء و تحافظ عليه أكثر.
إنها محاولة الأم في أن تلغي مرحلة من مراحل حياة ابنتها وتريد أن تقفز بها من كونها طفلة إلى إنسانة ناضجة، والسؤال هنا إذاً أين هي مرحلة المراهقة؟!!
يجب إعطاء الفتيات فرصة المرور بكل المراحل - مع المراقبة الشديدة طبعا -
لا أن ترسم الأم لابنتها مسيرتها في الحياة، لأنه لا يمكن أن تفكر ابنتها بذات الطريقة ولا يمكنها التخلي عن مرحلة من مراحل حياتها وهنا تبدأ المشكلة لتقول المراهقة: أمي لا تفهمني وتبدأ مرحلة الهروب، بل إن البعض منهن لا تجلس مع والدتها إلا نادرا، وتقضي كل وقتها في حجرتها. وتصعب المشكلة أكثر عندما تفشل بعض الأمهات في التعايش مع سن الفتاة ولا تعرف كيف تأخذها إلى ما تصبو إليه دون أن تشعرها بأنها مجبرة على ذلك فهنا تحدث الفجوة التي تتشارك الأم بنفسها مع بنتها في صنعها .
كما أن الأم ببعدها وانشغالها أو حتى عدم سؤالها عن كل صغيره وكبيره في حياة ابنتها، وأيضا عدم مشاركة الأم لبنتها وأخذ رأيها في حياة الأم الشخصية وتبادل المشاركة النفسية من كلا الطرفين يمكن بذاته أن يشكل فجوه بين الأم وابنتها تبعدهما عن بعض، ولو انتبهت الأم لهذا الأمر وخلقت جواً من الصداقة بينها وبين ابنتها نحصل على علاقة أمومة مدعمه بالصداقة وتكون الأم هي الصديقة الأولى لابنتها وهذا أمر مهم جدا في هذه المرحلة.



#غادة_عماد_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمة الطيبة للزوجة ... أجمل هدية بدون أي تكلفة
- جمال المرأة ... نعمة أم نقمة !!
- تغزل في امرأتك
- أكلة لحوم البشر!!... مرض يحتاج لعلاج
- عشوائيات الثقافة ... وثقافة العشوائيات
- فن إدارة المشاحنات بين أولادك
- إدارة الغضب والتحكم في المشاعر
- من أجل حوار جيد ومثمر بين الزوجين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غادة عماد الدين - تربية المراهقين ... المشكلات والحلول