أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المنم عبد العظيم - قراءة فى فوز تيار الاصولية الاسلامية















المزيد.....

قراءة فى فوز تيار الاصولية الاسلامية


عبد المنم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خواطر مجنون فى زمن عاقل

لم تكن نتيجة فوز التيارالاصولى الاسلامى باغلبية مقاعد مجلس الشعب غيرمتوقعة فقد كان تيارا منظماويملك التمويل وكانت الاحزاب الجديدة غير جاهزة فبعضها ضم الفلول وبعضها لم يكتسب القدرة على العمل الجماهيرى اعتمادا على شرعية الثورة ولم يكن الوقت فى صالحهم فى الوقت الذى كان فبه تيار الاصولية يزحف ليكتسب موقع لم تكن فى حسابهم وفاقت امالهم بعد ان كانت تنظيماته منفية وليس لها شرعية ولكن الضربات المتواصلة مكنتهم من اكتساب تجربة نضالية ونجحو اثناء عملهم تحت الارض فى تجنيد عدد كبير من الشباب الذين دغدغت مشاعرهم الدينية والشعب المصرى متدين بالفطرة واكسبته مساخر نظام مبارك رفضا لحزبه الذى انهار فجاة وعدم ثقة فى قيادات الاحزاب الاخرى التى عاشت كديكور للنظام الفاسد واكتفت بتحصيل العمولات من الدولة دون عمل سياسى وتجنيد ووخطط عمل وبرامج وخدمات جماهيرية
كان الجيل الجديد من شباب التنظيمات االاصولية اكثر مرونة وخاطبوا الشارع بلغة جديدة ومنهج متفتح ربما يكون نوعا من التكتيك ولم يحاول احد ان يدرس تاريخ هذه التنظيمات ومنابع فكرها بل لقنواالناس ان هؤلاء المجاهدين ظلموا وعاشوا فى السجون وتعرضوا للاضطهاد
والناس تستغرب من الدعم الامريكى للتيار الاصولى وتناسوا ان النظام العالمى الجديد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية هم اول من سمحوا بدخول الاصوليين الى عالم السياسة والمشاركة فى الحكم بما يعد انقلابا فى سياساتها والمبادىء التى قامت عليها الدولة وانقلابا على افكار عصر النهضة
والعالم يشهد تصاعد تيار الاصولية ليس فى مصر وحدها لكن فى العالم اجمع اما عن طريق الارهاب والعنف او عن طرق صناديق الانتخاب فى النظم الديقراطية
وتعود خطورة الحركة الاصولية الى ان لها بريقا عند الناس وعلى الاخص فى اوقات الشدة والاحباط على الرغم من المصائب التى يمكن ان تحدثها لو انها افلحت فى الوصول الى الحكم والمشاركة فيه
اول مراكز الاصولية فى العالم دولة اسرائيل مركز الاصولية اليهودية التى بنبت اصلا على اساس دينى وتستمد ايدلوجيتها من الحق الالهى المزعوم بوطن يمتد من الفرات للنيل وبموجبه ترتكب كل جرائم الاعتداء والتصفية العرقية للفلسطينين وانتهاك لكل العهود
المركز الاخر للاصولية تمثله دول النفط العربى التى استخدمت اموالها لنشر الاصولية الاسلامية الوهابية والثابت انها مولت بعض الحركات الاصولية فى مصر بمساعدة المخابرات الامريكية وامتد نشاطها الى باكستان وافغانستان ودول الاتحاد السوفيتى المسلمة بغرض دعم المؤسسة الدينية الاسلامية وتطبيق الشريعة والتبشير وتسييس الدين ودعم الارهاب باسم الدين
تجارب تسييس الدين لم تنجح فى اقامة دولة اسلامية بل مهدت لمزيد من القلاقل والممارسات الارهابية فى افغانستان طالبان وباكستان وتجربة السودان التى مهدت لانفصال الجنوب والقلاقل فى دار فور وعنتيبى
حتى التحربة التركية لم تصل بعد الى ان تصبح تجربة تحتذى
وتصاعد ايضا تيار الاصولية الهندوسية فى الهند وقد يكون له اثر كبير على استقرار القارة الهندية
وتتبنى الولايات المتحدة تيار الاصولية المسيحية واقحم الدين الى ميدان السياسة خلال ادارة جورج دبليو بوش وبدات فى محاربة ما اطلق عليه مملكة الشر فى العالم
يقول الاستاذ محمد حسنين هيكل فى خريف الغضب فى مناخ مثقل بالتناقضات واسباب الشك والحيرة والقلق وتضارب قى القيم الاجتماعية والثقافية وتخبط فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية تكون العودة الى الدين طلبا لليقين حركة طبيعية وكانه السبيل الى الخلاص
لهذا حقق الاصوليين الاسلامين هذا العدد من مقاعد مجلس الشعب وحصد هذا الكم من الاصوات الى جانب الدور الذى لعبه التنظيم الجيد والتمويل السخى للحملة
ان الاصولية الاسلامية فى جوهرها تمثل عودة الى الاصول الاولى للاسلام بالنقاء الذى كانت عليه حين تنزل بها وحى السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عهد الخلافة العباسية عندما شاع فى بلاطها الترف والابهة برزت فى بغداد الدعوة الاولى للعودة الى الاصول على يد الامام احمد بن حنبل
وفى القرن التاسع ومابعده جاءت الكارثة الكبرى فى زحف المغول على بغداد فعادت فكرة العودة الى الاصول على يد ابن تيمية الذى استلهم اقكار ابن حنبل
وامتد تاثير ابن تيمية عبر الدهور وتاثر به الامام محمد عبده والثائر جمال الدين الافغانى وظهرت الحركة الوهابية فى الحجار والمهدية فى السودان والسنوسية فى ليبيا فى محاولة لمواجهة الاستعمار بالعودة الى الدين حتى ظهرت جمعية الاخوان المسلمين على يد الامام حسن البنا فى الاسماعيلية ثم القاهرة وانتشرت فى مصر والعالم الاسلامى واصبححت قوة لايستهان بها وظهر جيل جديد من رهبان الليل وفرسان النهار كما كان يصفهم البنا
كان الشيخ حسن البنا يجيب ان منهجه هو القران وعن برنامجه عندما تكون لى الكلمة وتجىء الظروف المناسبة قسوف نتكلم عما يمكن عمله قى ضوء الواقع الذى نحتاجه وحتى يحدث هذا لن نغرق انفسنا فى التفاصيل
وانشا حسن البنا التنظيم الخاص وتم تسليح هذا النظام ليصبح قوة ردع
هذا النظام قام بهجمات على دور السينما والملاهى والمحلات الاجننبية واغتال احمد ماهر والقاضى الخازندار واغتال النقراشى بعد ان حل الجماعة واغتالات الحكومة حسن البنا ردا على اغتيال النقراشى وفى ظل ثورة 23يوليوتمتعت الجماعة بوضع خاص واعيدت محاكمة قاتلى حسن البنا ولكنهم كانو يطمعون فى الحكم فحاولو اغتيال عبدالناصر وانتهى شهر العسل بين الثورة والاخوان فسجن من سجن وهاجر من هاجر وفى المعتقلات بدء ظهور فكر الجهاد الذى استلهم افكار ابو الاعلى المودودى والاستاذ سيد قطب وتلخصت الاقكار فى
حاكمية الله فى مقابل حاكمية البشر
الوهية الله فى مقابل الوهية الانسان
ربانية الله فى مقابل العبودية لغيره
وحدانية الله فى مقابل الاعتماد على اى مصدراخر فتنظيم امور المجتمغ
وفكرة الحاكمية تعنى تكفير الحاكم والخروج علية وجواز قتاله وجواز الاستيلاء على اموال الدولة ومحاربة سلطانها
وقى معالم على الطريق حدد الاستاذ سيد قطب منهاجه
1 ان هناك تعارضا شديدا بين فكرتين وتصورين ومجتمعين ونظامين وحقيقتين الاسلام والجاهلية الايمان والكفر الخير والشر حاكمية الله وحاكمية البشر الله والطاغوت وانه لابقاء لطرف الا بالقضاء على الطرف الاخرولا سبيل الى المصالحة او الوساطة بينهما
2- ان الاسلام هو الحق والخير والعدل وان مجتمع الايمان الذى تكون فيه الحاكمية لله وان نظام الدولة القائم هو الباطل والشر والظلم مجتمع الكفر حيث تكون الحاكمية للطاغوت ولما كان الايمان قولا وعملا فان الدولة الاسلامية تصبح مشروعا ممكنا على شرط ان تصبح الشهادة مطلبا وامنية
3-لايمكن ان يحدث التغيير الا عن طريق الانقلاب الانقلاب على السلطة والقضاء على ائئمة الكفر ووضع ائئمة الايمان محلهم
4- ان هذه العملية تقوم بها الصقوة المؤمنه جيل قرانى جديد مثل جيل الصحابة الاوائل قادر على قيادة مجتمع الايمان ضد مجتمع الكفر والاولوية للصفوة وليست للجماهير والصدارة للنخبة وليست للشعب
5- ان هذه العملية عملية تحررشامل واجبة وضرورية مفروضة فرضاعينيا على كل مسلم ومسلمة مسئولية فردية وجماعية دينية واخلاقية لتحوبل مجتمع الكفر والطاغوت الى مجتمع الايمان والحرية حتى تصبح لااله الا الله منهج حياة وتحرير للوجدان البشرى والتخلص من حكم الطاغوت
كان جيل جديد تحت الارض من الجماعات الاصولية بتشكل كانت السجون والمعتقلات قد صهرتهم وقوت استعدادهم للتضحية ولم يكن ملهمهم الامام حسن البنا الذى اعتبروه تاريخا مضت ايامه انما نمت فى عقولهم افكار ابو الاعلى المودودى وسيد قطب لم يعد امامهم الا الجاهلية او الاسلام ولاحاكمية للبشر امام حاكمية الله
لقد نجح الملك فيصل وعثمان احمد عثمان فى عقد مصالحة بين الاخوان والنظام وعادو ليشهرو سهامهم حتى اصابت السادات نفسه ولم يستطع النظام بكل قمعه اعادته الى القمقم
ونجحت ثورة 25 يناير فى الاطاحة بنظام مبارك وحزبة ولان الثورة بلا قيادة او منهج او تنظيم ابتهل الاصوليين الفرصة وجمعوا صفوفهم التى كانت منظمة تنظيما دقيقا وممولة تمويلا مناسبا فى غياب التنظيمات الورقية التى انهارت فى اول تجربة ديمقراطية وكانت الفرصة سانحة لهم وسط قبول شعبى ليس حبا فيهم ولكن كراهية لكل من خدعهم وسلب اموالهم ونجح نجيب ساويرس وكتلتة فى ان يضخم الفرقة ويقسم الوطن الى مسيحيين وعلمانيين كفرة ضد الاسلام لهذا تقاسم التيار السلفى المقاعد مع الا خوان لاسباب عتصرية وهم الذين طفو فجاة من العدم هؤلاء هم رموز الاصولية الدينبة وهذه هى مرتكزات فكرهم
تنشد جماعة الاخوان التغيير الاجتماعى الجذرى ومن ثم تلعب الاعتبارات الايدلوجية دورا كبيرا فى صياغة افكارها لتحقيق هذا التغيير وهى ليست حركة دينية من حيث الجوهر بل هى حركة سياسية تنطلق من الاسلام كاطار فكرى وضعه حسن البنا وفرضت التحدديات الجديدة محاولة تطويع فكرها طبفا للواقع بقدر كثير من العموميات مما جعله يكتسى بالغموض الفكرى والمناورات السياسية
قد ينجح التيار الاصولى فى تحقيق اغلبية برلمانية ولكنه سيصطدم بضمانات الوثيقة الدستورية التى لن تعلي تيار على اخر وستظهر تيارات الشباب المعارض فى الجماعة غير الصدام المحتمل مع افكار السلفيين مما يؤكد ان الجولة القادمة لن تكون فى صالحهم لان الوعى حتما سينضج وستتمكن الاحزاب الجديدة من ترتيب اوراقها واتصالها بالجماهير وسيتمكن شباب الثورة والجماهير الواعية من استعادة قيادتها
عبدالمنعـــــم عبد العظيــــــم
مدير مركزدراسات تراث الصعيد
الاقصـــــر مصـــر
[email protected]



#عبد_المنم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هرم الكولا الذى اهملوه
- عندما تتعانق الكنيسة والمسجد فى حب مصر
- نقادة تستعيد عرش الفركة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المنم عبد العظيم - قراءة فى فوز تيار الاصولية الاسلامية