أحمد جان عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 1058 - 2004 / 12 / 25 - 08:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كذلك هذه المرة ستبدأ القصة بالتفاح. لكن، ليس آدم وحواء سيلعبان البطولة، إنما دبلوماسي من سوريا وجنرال من إسرائيل. لا يتعلق الموضوع هذه المرة بالخطيئة الأولى والسقوط من الجنة بل بحكمة في السياسة السورية ومحاولة للصعود من جحيم الـ 1967 والـ 1559. نصف السياسة السورية بالحكيمة كي نتلافى اتهامهم لنا بالانحياز إلى كل من الصهيونية والإمبريالية الدوليتين. أما الإرهاب الدولي فهو تهمة حديثة العهد تخص الأمريكان لا غير.
بتفاح الجولان، لا تفاح السماء، ستبدأ القصة. المسألة ليست معرفية إلهية وإنما سياسية دنيوية. لكن السؤال هو أنه كيف نسمي شراء سوريا لتفاح الجولان مسألة سياسية لا اقتصادية؟! ربما الجواب يتعلق بمن يلعب بطولة القصة: فاروق الشرع وشاوول موفاز وليس كل من وزيري التجارة والاقتصاد السوري والإسرائيلي. حقاً، ما علاقة التفاح بالشؤون الدبلوماسية والعسكرية! أو سنتساءل على هذا النحو: ألا تغدو القصة ركيكة عندما ندخل التفاح الجولانيّ في نشيد إنشاد التقارب السوري الإسرائيلي في الآونة الأخيرة؟
نعلم من قصة التفاح الأصلية أن يسوع الناصري احتاج إلى كل من يوحنا المعمدان ونهر الأردن حتى يجعل اليهود المهتدين إلى نوره يكفّرون عن خطيئة آدم. ترى، هل هذا هو السبب في إقحام الأردن، مرة أخرى، في هذه النسخة المعدّلة من القصة لكي يكفّر السوريون، الذين لا يضلّون الطريق إلى حكمة سياسة ساستهم، عن وديعة رابين؟ لكن كيف نفهم وجود منظمة الأمم المتحدة ضمن هذا السياق؟ أهي ترمز إلى يوحنا المعمدان؟ وخاصة أن رأس كوفي أنان ربما سيقدّم عما قريب على طبق من ذهب إلى راقص اليهود المفضّل جورج دابليو بوش.
المهم في القصة، كما تناقلتها وسائل الإعلام العربية والعالمية، أن وزارة الخارجية السورية ستشتري تفاح أهلنا في الجولان من وزارة دفاع العدو، ويتم نقله عبر الأردن، كما ستشرف على هذه العملية السياسية الشاقة جداً منظمة الأمم المتحدة. انتهى. وسنشير نحن بدورنا إلى كلمة السر، التي تهمّ قراء هذه القصة عبر "كيكا"، ألا وهي: ما سرّ التوقيت المشترك بين كل من شراء الوزير فاروق الشرع لهذا التفاح وإشادة الرئيس حسني مبارك بآريل شارون كفرصة تاريخية في التسوية السلمية في الشرق الأوسط وتوقيع الملك عبد الله الثاني على اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وإسرائيل؟
الجواب عند المرشح الدولي والإقليمي الوحيد للسلطة الفلسطينية محمود عباس أبي مازن.
#أحمد_جان_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟