خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 23:57
المحور:
الادب والفن
دق جرس الباب في وقت يكاد يكون متأخرا بالليل ، إذ سرعان ما يشتاق الظلام لاعتناق الأرض فيسدل ستائره في خجل يكاد لا يُرى احتراما للمواعيد غير المرئية العديدة التي تحيطنا دون تفقّد منا ، إذ أن شيئا ما قد حدث في زمن ما فقدنا إثره الذاكرة الجماعية فأصبنا بالذهول و الإحباط .
كانت نورما التي ذُكرت فيما مضى ،تلتقط أنفاسها متفكرة في أمور كحجز التذكرة و تسديد الفواتير و في كتاب " الأمير" الذي وصل سريعا هذا الصباح ، إذ ما فتئت خدمات " أمازون" تتحسن يوما عن يوم رغم بعد المسافات الرابطة للقارات و أسعار الشحن المرتفعة ومع ذلك فإن الشركة تبذل ما في وسعها لإيصال الطرود إلى أصحابها قبل المواعيد .
تذكرت نورما أنها لم تحاول قط قراءة أي كتاب منذ سنين بسبب كسل خارج عن إرادتها .
استعادت نورما احصائيات مخيفة حول مدى تهافت الشعوب الغربية على ابتلاع الكتب بكل أصنافها بغضّ النظر عن ارتفاع البورصة أو نزولها ، ثم استدركت ذكريات الإملاء الدولي تحت إشراف " برنارد بيفو " . تنهدت في صمت .
دق الجرس مرة أخرى ، فتحت ن نافذة الطابق العلوي لترى في أمان من يكون.
نظرت عبر الزجاج أولا ، كان تيري شاحبا ، يبدو مرهقا و ما أن سمعها تهمس كما هي عادتها حتى أخرج رأسه من جسده مبتسما تشرق عينيه الزرقاوين و أشار إلى شئ بين يديه . ركضت ن لفتح الباب لتستقبلها مرة أخرى باقة ورد لَيْلَكِيّ طويل .
نظرت عبر الزجاج أولا ، كان تيري شاحبا ، يبدو مرهقا و ما أن سمعها تهمس كما هي عادتها حتى أخرج رأسه من جسده مبتسما تشرق عينيه الزرقاوين و أشار إلى شئ بين يديه . ركضت ن لفتح الباب لتستقبلها مرة أخرى باقة ورد لَيْلَكِيّ طويل .
إنها المرة الثالثةـ في ظرف أيام ـ التي غمرها فيها تيري بالزهور في وقت لم تكن تتوقع فيه شيئا من أحد .
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟