أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!














المزيد.....

نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



آثرت على امتداد الأسابيع القليلة الماضية، التزام الصمت، في إبداء الرأي، بما يكتب من نقد قاس، من قبل بعض الأخوة الكتاب، أو الساسة، بحق سواهم،
لا لأني أفتقد الموقف التقويمي، مما يكتب، أو يدور، في كلتا الحالتين، بل على العكس، لأنني أرى أن الدعوة إلى وحدة الموقف، ينبغي أن تكون الشعار الأكبر، لدينا جميعاً، وإن علينا، أفراداً، ومؤسسات، في آن واحد، أن نتعالى على الأمور الصغيرة، ولا نثيرها، حسب مبدأ ثنائية ما هو مهم وما هو أكثر أهمية.

وإن أية دعوة جادة ل"لمِّ الشمل الكردي" في مجرد "محاولة أولى" في ذلك المضمار- على سبيل المثال- ارتكب بعض القائمين عليها أخطاء صغيرة، أو كبيرة، فإنه يمكن تجاوزها في ما بعد، وإن مثقفاً تعرَّض للغبن، فإنه يمكن إنصافه، ومحاكمة من أساء إليه، في ما بعد-وكل هذا وذاك صحيح- وإن مجرد وضع الهدف الكبير، نصب أعيننا، أفراداً ومؤسسات، ليجعلنا-في حدود رأيي- نتعالى على الصغائر، وإن كان أكثر من مثال، يمكن الاحتكام إليه، بعيداً عن تجريح أحد على نحو عياني، مرفوض.
لقد حدث خلال الفترة الماضية، أن اكتشفت -بشكل شخصي- أخطاء فادحة، تم ارتكابها من قبل بعضهم، سواء أكانوا حديثي العهد بالسياسة أو النضال، أو ممن يعدون من الراسخين فيها زمانياً، وكانت هذه الفضائح من الطراز الذي يتلهف إليه الصحافي، صائد"ثآليل" المواقف، ليسلط عليه الضوء، ويشير إلى حالات مرضية، لابدّ من تناولها، بغرض تشكيل رادع لدى ضعاف النفوس-وهم موجودون في كل مكان-لئلا يقعوا في براثنها، بيد أنني كنت أفكر دائماً ب"مدى الضرر" الذي سيتركه تناول مثل هذه الظواهر،على نحو تشريحي، ما جعلني أشير، على نحو إيمائي،خاطف، إلى مواقعها، بعيداً عن"الشخصنة" بلغة مشعل التمو- وهو بالمناسبة،" أكثر من أسيء إليه كذباً، والنموذج عن صورة المثقف الذي لحقه الأذى من بعض المهزومين من حوله- لئلا تتكرر، من دون أية إساءة إلى أحد، لأن الهدف من عملية الكتابة، في مثل هذا المقام، ليس التشهير بالآخر، والتشنيع عليه، بل الإسهام في محاولة إصلاحه، والإصلاح ممكن في حالة من هو ناشىء، بيد أنه يغدو أكثر صعوبة أمام من عمر فيه "فيروس" الوباء.
يلاحظ أن بعضهم يوزع "إساءاته"، شمالاً أو يميناً ضد كل من لا يكون نسخة كربونية عنه، تفكيراً، وسلوكاً، بل وهناك من يتمادى مستنسراً في توجيه أذاه إلى غيره، مثقفين، أو أحزاباً، لمجرد أنهم لا يشاطرونه الرأي، ولعمري، أن من بين هؤلاء، من هو غائص حتى أذنيه في رامة الخطأ، ويطلب من غيره، أن يكون المريد، المطيع، المصفِّق له، بببغاوية، مستغبياً الآخر، وهو يعتمد على بعض أصحاب الأقلام المكتراة، أو معتمداً على سطوة ولى زمانها، محاولاً تمرير سوءاته، ليقسم الناس إلى أهل" جنة أو أهل نار"، وليكون تابعوه من "الفئة الناجية"، وهو في موقع الشفقة، من قبل كل غيور عليه، وهو الكردي، الشقيق، الذي نتألم له، ونفرح لأي إنجاز يحققه، بيد أنه يستعيد الخطأ تلو الآخر، غير متعظ و غير مستفيد من دروس التاريخ.
وإذا كنت أجزم-وهو شأني الخاص-أن أوثر تحاشي لغة النقد العنيف، ما أمكن-ضمن البيت الواحد- إلا أن مثل هذا الحذر في التعامل معه، يغدو، أكثر ضرورة، حين نكون في مرحلة" انتفاضة" أو ثورة"، وهو ما كنت دعوت إليه بعيد12 آذار، وألح عليه، الآن، ونحن نعيش يوميات الثورة السورية، وإن كان لابدًّ من اللجوء إلى اللغة النقدية، الحقيقية، بلغة حكيمة، وبأدوات لائقة- قوامها حب البناء-لا الهدم، كما أن النقطة الأولى التي نحتاجها جميعاً، لخدمة قضيتنا، وأهلنا، هي تحاشي كل ما هو ذاتي، في خطابنا، وممارستنا، لاسيما وأن المرحلة التي نمر بها جدّ حساسة، وتتطلب منا الحيطة، والحذر، والتكاتف، ورأب الصدع-أنى وجد- وتجاوز كل ما يفرق، وهي أمُّ المهمات العاجلة، وإن كنت لأدرك أنه من أحد، لا يلاحظ هرولات بعضهم، ليحتل مكاناً له، في ميدان، لم يقدم له، إلا "قبضاً من مزاعم" وفيضاً من إدعاءات"، خاوية، ولا يحتاج المرء إلى بذل الجهد، ليتلمس جملة تناقضات هذا الأنموذج، في ما يكتب، من مقالات، مهرطقة، وفي ما يسوق من مزاعم، على أنه"راعي الثورة" الأوحد، وهو"الثائر الأول"، بالرغم أن هناك أكثر من حالة، يمكن الإشارة إليها، بأن صاحبها ليس إلا "راكب موجة"، يظهر على حساب دم، وروح، وحياة غيره، من الأبطال الميدانيين الذين نركع لجبروت إرادتهم، ممن لا وقت عندهم للرد على ترهات الدعاة، وسارقي كد، وجهد الآخرين، والتمترس وراء العبارة الفضفاضة-وهم الأقل امتلاكاً لها-على أن يغطوا على بؤسهم الأخلاقي والفكري..
أجل، إنه لجميل، أن نوجه بوصلة النقد، في اتجاهها الصائب، ليكون الناقد، الطبيب الآسي، الذي لا يستخدم مبضعه إلا ل"بتر" ورم خبيث، لئلا "يسرطن"، جسد صاحبه، كاملاً، كما هو مطالب بألا يبتر العضو السليم، من الجسد المتناول، سواء أكان ذلك ناجماً عن جهل، أوغلِّ، لا فرق. ومن هنا، فإن جملة من الخصال، والمقوِّمات، والشروط، يجب أن تتوافر في" ممارس النقد" لئلا يكون اعتباطياً، أهوج، ضرره أكثر من فائدته، وهو ما يضرُّ ب"صاحبه" قبل من تطولهم شروره، وإن مثل هذا الأنموذج بات أكثر خطورة، في زمان ثورة الاتصالات، حيث تحتضن الذاكرة الافتراضية –يومياً - مليارات الأحرف، بيد أن ما يعلق في أذهاننا، من كل ذلك، لهو جد قليل، مادام أن سقوط الرقابة، إلى الأبد، ليجعلنا، في مواجهة ضرورة التحلي بروح المسؤولية، كي نكون أمام كتابة ترتقي إلى مستوى البناء، مباشرة، أو حتى تتجه إلى الهدم الذي لابد منه، كخطوة، تؤول إلى البناء الأكيد، والأكثر رسوخاً، وثباتاً.....!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم
- الكتاب رقيباً لا مراقباً: مكتبة في جيب قميص
- الكاتب والصدمة الاستثنائية
- بين الناقد والشاعر
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة
- برهان غليون في-بروفة-سياسية فاشلة:
- مشعل التمو يحاكم قتلته
- -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته
- مشعل التمُّو يرثي
- صديقي مشعل التمو فارساً للموقف
- : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو
- سنة كاملة دون مشعل التمو
- مشعل التمو عقل كردي لا يتكرر
- سقوط مدو لشبيح إعلامي آخر
- إبراهيم اليوسف:علينا أن نعيد صياغات مصطلحي (النظام) و(الأمن)


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!