أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق














المزيد.....

لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 13:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عاد اليوم إلى سوريا السفير الأمريكي روبرت فورد، بعد أن غادرها إلى واشنطن في تشرين أول/ أوكتوبر 2011، للتشاور كما قيل في حينه، ( يبدو أنهم قد تشاورا بما فيه الكفاية ويئسوا، تماماً، من إمكانية إسقاط النظام بالقوة)، كما نقل أن السفير الفرنسي في دمشق، إريك شيفالييه قد عاد لمقر عمله في السفارة الفرنسية في دمشق يوم الاثنين. ونزيدكم من الشعر بيتاً أن وكالة الأنباء الألمانية كانت قد أعلنت أن سفير ألمانيا أندرياس راينيكه قد عاد إلى دمشق منذ يومين، وشطرا آخر من ذات القصيدة والمعلقة السورية أن اليابان قد فعلت نفس الشيء، وكذا الأمر بالنسبة لسفراء إيطاليا، وهولندا، إن لم تخني الذاكرة.

وطبعا، ومن حيث المبدأ، إن ذهاب أولئك السفراء، وعودتهم في زمن ما، من الأزمة السورية، لم تهز شعرة في مفرق أي من السوريين، لكنها كانت إحدى وسائل الضغط والتجييش والتحريض والتهويل الإعلامي المعتمدة، والمراد منها إحداث تلك التشققات والخلخلات، وبث حالة الهلع والخوف في الجدار الوطني السوري، كان يؤمل أن تفضي إلى حدوث التصدعات ومن ثم الفوضى والانهيار العام. ويبدو أيضاً أنه وبعد دراسة متأنية وعقلانية للواقع والمعطيات، أن شيئاً من ذاك القبيل لم يحدث، وربما لن يحدث، وبالتالي، فلا بد من عودة أولئك السفراء، بما أن استخدام هذه الورقة، لم يفض إلا إلى مزيد من التماسك والتصلب في الجدار السوري، لا بل في الحقيقة لقد أراح ذهابهما سوريا من عبء طردهما، بسبب استفزازاتهما المتكررة، وسلوكهما المريب والشاذ، والاضطرار لإعلانهما، أشخاص غير مرغوب بهم، Persona non grata كما هو متبع في الأعراف الدبلوماسية. لكن هذه العودةا، بنفيس الوقت، لا تعني أن حالة العداء والتوجس والارتياب قد انتهت، وأن أمريكا وفرنسا قد أصبحتا من العشيقات المتيمات بالنظام السوري، ولكنها السياسة الملعونة، يا صاح، التي لا عداوات دائمة، ولا صداقات دائمة بها، وإنما هناك مصالح دائمة، وواقعية وبراغماتية وانحناءات لأكبر الرؤوس وأحماها، في اللحظات المناسبة ريثما تمر العواصف العاتية. ولنا هنا أن نتذكر، أنه بالأمس فقط، كانت السيدة كلينتون، تجتمع مع وفد من المعارضة السورية في سويسرا، أي أن أساليب الضغط وحالة العداء ما زالت قائمة، أو أن هناك صفقة ما يعد لها بالخفاء، ولكن أمريكا لا تريد أن تقول للمعارضة أنها قد تخلت عنهم، وعندها يصح فيها –المعارضة وليس كلينتون ضرّة مونيكا لوينسكي- قول أبي العتاهية: ولو أني صدقتُ الزهد فيها قَلَبْتُ لأهلها ظهرَ المجنِّ.

بيد أنه، وبالمطلق، فعودة السفراء الجماعية، رغم أنها تجاوز واستهتار كبير بقرار العربان بسحب سفرائهم من دمشق وتشكل حرجاً وإهانة بالغة لهم إذ ظهروا كمجرد أدوات لا في العير ولا في النفير وذيل تابع أمام السيد الكبير، نقول تعتبر مؤشرات، تنأى كثيراً بالحدث السوري، عن سيناريوهات سابقة جرت في المنطقة، وتضعه أمام احتمالات مفتوحة ومؤجلة، لكنها توحي، بشكل أو بآخر، بالتراجع في المواقف الفرنسية والأمريكية حيال النظام، وتدلل، من جهة أخرى، وبما لا يدع مجالاً للشك، على استمرار قوة النظام، واستمرار الاعتراف الدولي به(1)، وإمساكه بمعظم أوراق اللعبة في الساحة، ولا تغرنكم الفرقعات الإعلامية الهوجاء هنا وهناك، وبعد سلسلة النجاحات والإنجازات الأمنية، التي تجلت في منع الجماعات المسلحة، التي يسمونها بالثورة السورية، من الاستيلاء على شبر واحد من الأرض السورية، واستحالة هذا الأمر، كما يبدو، حتى اللحظة.

وفي ذات السياق، أي في الحرب الإعلامية والدبلوماسية الشرسة التي تشن على سوريا، وفي ذات الفزعة قام عربان مجلس التعاون على الغدر والإثم والقتل والعدوان، وتمويل الإرهاب، بسحب جماعي لسفراء المجلس من سوريا، وذلك كتعبير عن حزنهم العميق، وعظيم أسفهم على حقوق الإنسان في سوريا، ويا حرام، وعلى أساس أن حقوق الإنسان في الدول المشار إليها "عم تشرشر شرشرة"، وأن هذه القبائل والسلالات الحاكمة باسم الإنكليز والأمريكان، قد "هرت" شعوبها "هري" من كثرة استخدامها وتمسكها بحقوق الإنسان. وإن كنا نعلم جميعاً إن خطوة "الأشقاء" الخلايجة، ورجاء لا تضحكوا، موحى بها من قبل قوى كبرى تسيـّر هذه المشيخات الأبوية، بالريموت كونترول، وتقول لها ما تفعل، وما لا تفعل، فهي، وكل الحمد والشكر لله، لا تملك من أمرها شيئاً.

وكما نرى، هناك تراجع واضح لجهة زخم وحدّة ومنسوب ما يجري في سوريا، باستثناء تلك العمليات الإرهابية والدموية دعائية وتحريضية الغرض والهدف، ومع التأكد بصعوبة السير بالملف السوري وفق السيناريو الليبي فقد يفكر "الخلايجة"، باتباع سنة أسيادهم في واشنطن وباريس، وذلك بمحاولة التفكير بإعادة السفراء إلى سوريا رغم ما أسالوه من الدم الطاهر البريء، بسبب الدعم بالأموال والسلاح والتجييش الذي قام به هؤلاء الإعاريب. غير أن هوى ومزاج السوريين، بشكل عام، لا يصب بهذا الاتجاه، والسفراء الأعاريب، دونا عن سائر البشر، وحتى لو كان السفير الإسرائيلي موجوداً، ولا سمح الله، غير مرحب بهم في سوريا اليوم، ولا في الأمد القريب، نظراً للاستنفار العام نحوهم، ولما قد يشكله ذلك من تنكر لدماء الضحايا، والشهداء، وإهانة بالغة لكل أم فقدت وليدها، وكل أخت بكت شقيقها، وكل زوجة فجعت بحبيبها، وكل فتاة فارقت عشيقها، وكل أب انفطر قلبه على ابنه وفلذة كبده الوحيد وقرة عينه وهو في عز الشباب. إن عودة السفراء الأعاريب، مؤجلة، ووجودهم من عدمه سيان، وذلك إلى أن تبرأ الجراح، وتبرد النفوس وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وليعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون.

(1)-لم تعترف أية دولة، في العالم، باستثناء مجلس مصطفى عبد الجليل بمجلس استانبول، حتى من تسمى بالدول العربية التي صنعته، ما زالت مترددة بالاعتراف به.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحباً بالمقاتلين الليبيين
- نعم لعقوبات عربية على هؤلاء
- جاييكم الدور
- سوريا ليست ليبيا2
- سوريا ليست ليبيا 1
- فضائح إعلامية إصلاحية سورية
- متى يتحضر العرب؟
- لماذا لا أخشى من الله؟
- أين عزمي بشارة؟
- مجازر إعلامية سورية
- لماذا لا يعتذر حزب البعث للسوريين؟
- السيد وزير الإعدام السوري: أنت متهم
- هل وصلت بوراج عسكرية روسية إلى سوريا؟
- هل أفلست الجامعة العربية؟
- لا لتريد شعار البعث والأمة الخالدة
- الجامعة العربية: إنا أعطيناك الخنجر فصَلِّ لجنرالات الناتو و ...
- ما هو المطلوب، شعبياً، من هيثم المناع؟
- لماذا لا يكون منصب رئيس الوزراء في سوريا دورياً؟
- درب تسد ما ترد: العطري الرجل الذي كاد يطيح بنظام البعث السور ...
- امنعوا العربان من دخول سوريا


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق