أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - أرنب ذو مخالب














المزيد.....


أرنب ذو مخالب


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 13:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سأكتب لايهم لمن
سأكتب هذه الاسطر
فحسبي ان ابوح هنا
لوجه البوح لا اكثر
حروف لا مبالية … ابعثرها … على دفتر
بلا أمل بأنْ تبقى ..
بلا أمل بأن تنشر
نزار

طيبة مفرطة ورفق يلوح لمدار الخبث ، أرانب طيبة القلب أليفة جدا ، تخفي مخالب لوقت الحاجة ..
ذات صباح ، مكان مزدحم بالمرضى ، المرض في فلسفة الزمن العربي مقترن دائما بالجهل ومصاحب لقوى تسكن عوالم أخرى ، قوى تشفي وترزق وتميت .. دخل علي غاضبا حانقا وجهه مسودا بالانفعال على خلفية تاريخية ربما كنت أخذتها في دراستي عن البكتريا التي تعيش في محيط لا يلائم فعاليتها الحيوية ، ولأنه لا يختلف عن البكتريا في شيء ، راح جداره الخارجي يتصلب ويتصلب حتى صار حاله حال الصخور ، بانتظار فرج قادم بيد منقذ عادل ، أو سفينة تحلم ببداية جديدة ..
كان يحمل ابنه ذو الأربعة أعوام الذي كان يعاني من أعراض تشنجات أولية ، فكان لابد من فحص مفراس حلزوني ( C T Scan ) .. بكل أدب وبكل حيوية ( وأنا الملحد !! ) قلت له : مواعيد الفحص واصلة لمدة أسبوعين ولأنه طفل سأفحصك في اليوم التالي .
قال لي : هل تعرف من أنا ؟؟ المدير العام صديقي ، والشيخ الفلاني صديقي ( شيوخ الدين أصبحوا في مدينتي ذو مكانة كبيرة أداريا بعد شيوع المد الديني وطغيانه ) ،، أخبرته بأن هذا لا ينفع لأن مواعيد الفحص ثابتة وهي موصى عليها من أدارة المستشفى ،، لم ينفع وبعد دقائق رحنا نتشاجر أنا وهو وأصواتنا تعلى وتعلى حتى جاء المدير ، واخبرني بأن المدير العام فعلا صديقه لأن الشيخ فلان هو أبن عمه واتصل بي لهذا ..
طبعا تكيفت مع الحالة بسرعة وقلت لمديري بأن طلبه على رأسي ، دخل الشخص وأنا مبتسم ( ابتسامة صفراء تعرفوا نوعها ) .. رحل الشخص وهو يحمل علامات النصر والبهجة فقد فتح القسطنطينية بعون واحد أحد .. الشخص الواقع في بؤرتي هنا هو فقير الحال ومن طبقة اجتماعية من الدرجة الثالثة ( القاعدة ) ، وحتى الشيخ الذي أخبرني عنه كان جاره ، عرفت هذا لاحقا من اتصال مع صديق لي يعمل في أحدى المكاتب الدينية ، لماذا أخذ هذا الشخص هذا الحيز الكبير عند المدير العام وعند الشيخ الفلاني ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!! ليس الموضوع متعلق بالواسطة أو تطبيق أية ( ذو القربى ) ، لكن شيء محاك في علم نفس الأعماق ، شيء أعطاه تلك الهيبة والوقار ، جذر لشفرة معينة صغيرة ، كان هي السبب في كل هذا ..
يهتم علم نفس الأعماق بهذا المجال ، فهم تلك الكيفيات التي تتحكم بنا بشكل لا محسوس ، علم نفس الأعماق يشمل كل مدارس التحليل النفسي التي بدأت عند فرويد ويونغ ولاحقا عند أريك فروم .. يهتم هذا العلم متى وأين تنشأ الدوافع لمجمل سلوكياتنا ... نعود لصاحبنا وأزمته معي ،، تفسير الحالة يتعلق بالرفق المفرط الذي ناله عند المدير العام أو صاحبه شيخ الدين ، كانت حالة تنويم مزدوجة عاشوها معهم وعاشها معهم ، ( مسكين ، مسكين ، مسكين ) تكرار وتكرار حتى فعلا أقتنع واقتنعوا بهذا ، كانت كلمة مسكين بكل ماتحوي من معنى لغوي سيميائي هي الشفرة التي جعلته يلج في عوالم ليست من حقه ، ينادونه عليه بــ ( مسكين ) حتى تحول لكلب يطالب بحقوقه المسلوبة بحكم التناحر الطبقي بالعواء في مسامع الآخرين .. كان هذا الطيب القلب جزء من فئة بشرية اختارت الإبحار لما وراء الظواهر عبر تدمير حواسهم وذاتهم ( الملعونون حسب تعبير رامبو ) .. كانت حكاية من مليون حكاية وحكاية تحدث كل يوم من الجانب المظلم من وعي الشرق الكهنوتي ، حيث العجز والعطب والشلل والجسور المقطوعة وأزمة البحث عن الأصل تحت راية مغفل كبير أسمه الإنسان ..
شكرا لكم ...



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم أنه تائه الوجه لكنه يعشق .. قصائد
- الغريب والمثير في .. عبد المطلب بن هاشم
- الأنيمو والأنيما عند يونغ .. مدخل فلسفي
- الأنا ليست سيدة بيتها .. قصائد
- السلحفاة تدرس الأرتجاج في قصائد وليم ييتس
- الأقنعة .. بحث نفسي
- الموتى الذين دفنوا مع أحذيتهم .. تحليل نفسي
- المخلفات لا تجد لها أكياسا تناسبها
- ماقاله القصيمي .. هكذا رقصت الفراشات
- وليمة الملائكة .. الهوية الحقيقية لكابريال
- الجنس في بابل
- خرساء تكتب مذكراتها الأولى .. قصائد
- الرحلة الأخيرة للسيدة شيلان
- لن أعمل أميرا للمؤمنين
- نيتشه .. سيدا للنسور
- الدوبامين وشيء أخر بعضه رائع
- سوريالية نسر أعمى
- عن المايتكوندريا وأشياء أخرى ...
- كتابات أولى لملاك أبكم .. قصائد
- الزمن الغير المحدب .. الزمن العراقي


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - أرنب ذو مخالب