أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - التاريخ بين حمله وبين تجاوزه














المزيد.....

التاريخ بين حمله وبين تجاوزه


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 10:08
المحور: المجتمع المدني
    




هناك إنسان مسير ليحمل التاريخ على ظهره,منذ ولادته, وهناك إنسان مخيرا بين أن يعيش التاريخ فى يومه أو أن يتجاوزه لغده. أن تكون مسيرا لأن تحمل تاريخ أمتك دون أن تتجاوزه يعنى أنك أصبحت عبدا له, فى حين أنك حينما تتجاوزه بعد أن تعيشه يعنى أنه أصبح رهن طاعتك واشارتك. الفرق بين الانسان العربى والانسان الغربى فرق تاريخى, بين من يحمل تاريخه كما هو غثه وسمينه وبين من عايشه ويتجاوزه فى كل لحظة قادمه. من الظلم أن يولد أطفالنا ليحملوا تارخا عمره يقارب الالفين سنه, من الظلم أن يظلمهم التاريخ قبل أن يعايشوه, من السذاجه أن يظل ديدنهم على حساب حاضرهم ومستقبلهم. ماهو التاريخ أصلا؟ إنه مجموع الروايات التى تصل الينا من الماضى, وهناك طريقان لذلك الروايه الشفاهيه والمخطوطات او الكتب التاريخيه التى تسجل الحوادث وكلا الطريقتان لايمكن فصلهما عن ميول الراوى او الكاتب او ميول مصادره فالاجدر أن يُحمل الامرعلى ذلك , , لو جلست الى أى عربى تحادثه لوجدته مفتونا بالتاريخ يعيش به ومن أجله والتاريخ فى الذهنيه العربيه هو الماضى فى حين ان الماضى جزء من التاريخ فقط لأن الحاضر تاريخ يُكتب والمستقبل كذلك تاريخ سيكتب, تجاوز التاريخ بكتابته حاضرا ومستقبلا هى الطريق لاستيعابه , الذهنيه العربيه عليها الانتقال من التاريخ الى صياغته وكتابته وادوات المرحلتين مختلفه , فالعيش فى التاريخ والاستغراق فيه وتذكره والفخر به يستدعى ملكات الانسان الذهنيه بشكل رجعى بينما تجاوزه يستدعى التفكير بشكل أمامى وفتوح الافق , الفعل الاول تكرارى والفعل الثانى ابداعى, تجاوز الغرب تاريخه فأبدع , تجاوز الحروب المدنيه فأنتج مدنية الدوله, تجاوز تاريخ الاستبداد فأنتج الديمقراطيه , تجاوز العبوديه فأنتج الحريه الفرديه المسؤوله , تجاوز الشموليه فأنتج الفصل بين السلطات, هذا هو التاريخ المتجاوز لذاته وعدم تكراره . الشبكه التاريخيه وخيوطها العنكبوتيه تحيط بالعربى من كل جهه وصوب, تاريخ العائله وتاريخ القبيله وتاريخ الوطن وتاريخ الامه , شبكه من التاريخ , يعايشها العربى باستذكارها وتحفيظها لأبنائه واحفاده و عملية الحفظ والتلقين والمشافهه , هى من تجعل من التاريخ حملا ثقيلا, لابد من كتابته ليمكن تجاوزه , الاشكاليه عندما كتبناه جعلناه فوق امكانيه التجاوز كتبناه كنهايه وليس كبدايه او مقدمه لاستكماله واستمراره, كتبناه بتنقيته من الاخطاء فاصبح فوق التجاوز, سطرناه بطهارة الملائكه فلم يعد قادرا ان يستكين أو أن يعاش على ارض البشر. لم نقرأه جيدا وانما حملناه والتاريخ لايُحمل وإنما يقرأ فشاخت بذلك الاجيال دون ان تجعل منه مستقبلا وإكتفت بحمله تارة وترديده تارة أخرى عندما تؤاتيها فرصه لإلتقاط أنفاسها.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر للتنوع المذهبى فى الدوحه
- فى الخليج :ليس لدينا طغاه. لدينا نهج مستبد
- غابت الحريه فغاب المثقف
- الفرصه الدينيه والفرصه المدنيه
- إشكالية التخلص من الطاغيه
- كشف زيف الموظف
- أنظمه بلا هويه
- مكانة الإمام وخصوصية التفسير الإجتماعى
- كيف نُنتج الوعى؟
- الشعوب كظاهره تضخميه
- عن مجتمع الوسواس القهرى
- أنظمه فى حالة-توتر-
- حُرمة النظام
- الربيع العربى ومفهوم الاصلاح
- الحكم على النظام عندما يكون-قدرا-
- كويتيون ينقذون مبارك من شعبه
- العيش فى الماضى أو الاستيلاء عليه؟
- مسلسل -الحسن والحسين-وضرورة إخراج الفتنه من -اللاوعى-
- الوعى بالحريه ليس بالضروره يعنى الحريه
- فكرة المجتمع عن ذاته


المزيد.....




- مع دخول حرب السودان عامها الثالث.. هجمات على أكبر مخيم لاجئي ...
- الاحتلال يواصل قصف خيام النازحين بغزة ويستهدف مستشفى ميدانيا ...
- تعليق الأمم المتحدة على احتجاز الناطقين بالروسية في كييف وني ...
- اعتقال ناشط فلسطيني في أمريكا أثناء مقابلة للحصول على الجنسي ...
- الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق ...
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانا بشأن إعدام 3 أجانب وتكشف جنسي ...
- الأمم المتحدة: نزوح 125 ألف شخص منذ مارس بجنوب السودان بسبب ...
- السودان: مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحذر من -عواقب كارثية- ...
- سيناتور أميركي منتقدا اعتقال طالبة تركية: وزير خارجيتنا تفرغ ...
- 7 آلاف إسرائيلي يوقعون عريضة تطالب باستعادة الأسرى بوقف الحر ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - التاريخ بين حمله وبين تجاوزه