أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية














المزيد.....


تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما كانت الثورتان التونسية والمصرية لا تُواجهَان بتعاونِ الدكتاتوريات الشرقية ضدهما، فإن هذا التعاون أخذ ينمو بدءًا من الثورةِ الليبية وتصاعدَ بشكلٍ خطر ضد الثورة السورية.
بطبيعة الحال فإن الوعي السياسي الديني المصاحبَ لهذه الثورات محيرٌ للغرب حيث يتناقض مع حرياته الفكرية والاقتصادية، لكنه تجاه الحكومات الرأسمالية الشرقية كان مضراً ومخيفاً خاصة عندما حول أغلبية الشعب السوري إلى عواصف جماهيرية أسبوعية ثم يومية هادرة.
الأسبابُ مختلفةٌ بين الرأسمالياتِ الغربية والرأسمالياتِ الشرقية الحكومية، فالنسبة إلى الغربِ هي عمليةٌ مفيدةٌ لأنها تؤدي إلى توسيع أسواقه، حيث تخف القبضات الحكومية والشركات العامة التي تلتهم أغلبية ثروات هذه البلدان خاصة في ليبيا ذات الإمكانات النفطية الكبيرة فيما سوف تتوسع الرأسماليات الخاصة في هذه البلدان وتكبرُ أحجامُ التبادلاتِ معها.
لكن بالنسبة إلى الرأسمالياتِ الحكومية الشرقية خاصة الإيرانية والروسية والصينية فإن ضياعَ الاتفاقيات الاقتصادية وتدهور مكانة شركاتها العاملة باتساعٍ في هذه الدول وخفوت شراء الأسلحة وتفكك التحالفات وتشابه النظامين الليبي والسوري مع تلك الأنظمة وتداخل مصالحها وعلاقاتها وفسادها، تغدو كلها خسائر اقتصادية وسياسية جسيمة.
لقد كان النظامُ السوري خاصةً بالنسبة إلى روسيا وإيران حليفاً استراتيجياً، فهو نظراً لحربائيتهِ السياسيةِ علماني وديني في ذات الوقت، وقد تماشى مع ثورةِ السوفيتِ المتحولة لحكمٍ بيروقراطي حكومي فاسد، ومتآكل لسماتِ الاشتراكية والعلمانية، ومنتج لدكتاتورية فردية في خاتمةِ تحولِ المسوخِ الرأسماليةِ الحكومية الشرقية بالضرورة، كما أنه حليف لنظام طائفي شمولي عسكري في طريقه لإنتاج دكتاتورية فردية هو الآخر، وهو كذلك متآكلٌ كذلك في علاقته بالطائفة والإسلام والشعوب الإيرانية.
هذا الازدواجُ التحالفي يعبرُ عن تحولِ هذه القطاعاتِ العامة المملوكة للشعوب زعماً إلى حاضناتٍ للرأسمالياتِ الخاصة البيروقراطية، ولهذا فإنها تتعاونُ بضراوةٍ لعدمِ سقوطِ نماذجها السياسية، وقد بدأ ذلك في ليبيا خاصة، لكنه تصاعد وأتسع في الحالةِ السورية التي صارتْ تهديداً قوياً لهذا النموذج، عبر فك الارتباط بالنموذج الروسي العاجز عن التحول للديمقراطية، وبخسائرهِ مصالح كبيرة موجودة في الاقتصاد والجيش السوريين.
لكن الخسائر ستكون أكبر على إيران تجاه نموذجها الرأسمالي الحكومي العسكري المرفوض شعبياً، فسوف يؤدي انتصار الثورة السورية إلى فقدانِ حليفٍ استراتيجي وسع من نفوذها وربما يؤدي سقوطه إلى فقد مواقعها في لبنان والعراق، المهددين في نظاميهما التابعين للتحالف الإيراني السوري.
فالعراق مفتوح لتأثيرات القبائل العربية ولهجمات المعارضين ولتغير الوضع بعد الانسحاب الأمريكي، كما أن موقع حزب الله في لبنان سيكون في طريقه للتآكل عبر حراك الأحزاب ولعبة الكراسي التي لا تتوقف هناك.
لهذا فإن النظام الإيراني الذي عاش على أوهام تصدير الثورة كمنقذٍ من حصار شعبه الداخلي، سيعودُ لواقعهِ الحقيقي ويرى ان مشروع القومية التوسعية المذهبية العسكرية في مأزق خطر، كما أن مشروعه النووي الذي هو الحل الانتحاري الآخر غير مقبول عالمياً، وان عليه أن يفسح المجال لثورة ديمقراطية حقيقية.
لقد شكّلت هذه الأنظمة ثورات عسكرية في بدء ظهورها وشيدتْ أنظمةً شمولية من دون مراجعةٍ تاريخية جذرية لها، والآن هي في لحظة مواجهة لما حدث في بدء تكونها.
لكن في الحالة الراهنة فإن الأنظمةَ المتعددة الشرقية السابقة الذكر تتعاونُ على خنق الثورة الشعبية السورية بكل ما تستطيع من مساعدات مادية وبشرية وتقنية.
إن التضاد المخيف هو أن حاضر الثورات العظيمة السابقة في هذه الدول الروسية والصينية والإيرانية يساندُ عمليات ذبح يومية شرسة كبيرة ويقوم بالدفاع عنها تصويتاً في الأمم المتحدة وإرسالاً للقتلة والمعدات، وهو يفتخرُ بكل تقاليد التضحيات الثورية والمساعدات النضالية الكبيرة التي جللت كفاحه السابق!
وهو ما يشير إلى تدجين شعوب هذه البلدان أو قمعها بقوة بحيث أنها ترى شعباً يُذبح من دون أن يتظاهر بضعةُ أشخاص أو ترتفعُ أصبعٌ واحدة تنددُ بالمجازر!
ولهذا فإن على الثورات العربية وخاصة السورية أن تنشىءَ أنظمةً ديمقراطية ليس فيها هيمنة دينية أو مذهبية أو اشتراكية أو رأسمالية وتكون مفتوحةً لكل الأصوات ولتراكم الانجازات الإنسانية وحقوق الأغلبيات الشعبية، وتطوي صفحةَ الشموليات الشرقية بلافتاتها الدينية والاشتراكية المزيفة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية