أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - برلمان مصر بين صالون الليبرالية وصوان الأخوان















المزيد.....

برلمان مصر بين صالون الليبرالية وصوان الأخوان


أحمد لاشين

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم الجمعة 4 / 2/ 2011 كتبت في مقال لي على إيلاف،بعنوان(غضبة الحرافيش قدر جيل مصري جديد )
الآتي : " في مجتمع فاسد من الأساس لابد وأن يحتوي الميدان كل عناصر الاستغلال ، من تيارات سياسية فاشلة عاشت طوال عقود على فتات موائد النظام الحاكم ، أو حركات احتجاجية جديدة أغلب رموزها يديرون المعركة من عالم خارجي آخر بعيداً عن أرضنا القاحلة، أو تيارات دينية سياسية متفشية في كل مظاهرنا الاجتماعية، سواء من اجتهد طوال سنوات لعقد صفقات مشبوهة مع الأجهزة الأمنية كالأخوان الذين ظهروا بمشاهد منظمة في التظاهرات الأخيرة، أو من سيطروا على الفكر الاجتماعي كالتيار السلفي وغيرهم، فأضافوا على المشهد عبثية لا تليق بغضب جيل بأكمله ".

كان تحذيري واضحاً منذ البداية،خاصة مع تعدد المظاهر السلبية التي قام بها التيار الديني المصري خلال الأشهر السابقة بعد انتفاضة يناير،بداية بالتوافقات مع القوة العسكرية وصولاً إلى فوضى الشارع وتجاوز القانون،كانت معركة الجماعات الدينية على اختلاف توجهاتها في تلك المرحلة تتجاوز مرحلة إثبات الوجود إلى تحقيق السطوة الكاملة على مقدرات المجتمع ككل.في مقابل تخاذل واضح وصريح من مختلف التيارات المدنية ،التي أثبتت فشلها في قيادة الرأي العام أو تكوين جبهات تتمكن من مخاطبة مختلف الطبقات الاجتماعية،وتوالت التحذيرات والتحليلات من كل عقلاء هذا الوطن،والتي كانت أغلبها بالطبع موجهاً لأصحاب الدعاوي الليبرالية والمدنية،ولكن كأننا كنا ننحت على سطح الماء،وجاءت النتيجة بديهية جداً ، وغير مفاجئة على الإطلاق،ومن يدعي عكس ذلك فهو كائن يحيا على كوكب أخر.

فحينما إنطلقت رموز وأحزاب التيار الليبرالي لتبحث لها عن مجد شخصي،أو بيعة للمجلس العسكري تتبرأ منها بعد ذلك ،أو تحالفات لا تتعدى صالونات الأحزاب و الفضائيات و قصور رجال الأعمال،ومقاهي المثقفين،كانت الأحزاب ذات المرجعية الدينية وعلى رأسها حزب الأخوان الحرية والعدالة،ينظم المجتمع ككل لصالحة،بشتى الوسائل ومختلف الأساليب،المباح منها وغير المباح،بداية بسرادقات اللحوم،وعطايا رمضان،ورحلات الحج والعمرة للطبقات الكادحة،مروراً بتقديم أنفسهم كحل أخلاقي ممتاز للطبقة الوسطى التي تعاني فصام أخلاقي أصيل ،فتمارس الانحلال وتدعي الفضيلة،وتحلم باستهلاك لا ينتهي،وصولاً لخطاب سياسي وقدرة على التفاعل مع مختلف التيارات،بل أن قائمة الحرية والعدالة ضمت تحتها عشرة أحزاب أخرى أغلبها لا يحمل نفس الأيدلوجيا،ولكنها لا تحمل أي وسيلة أخرى للتواصل مع الجماهير،ففي الوقت الذي قدمت فيه الأحزاب ذات المرجعية الدينية خطاباً متوازناً ودعاية تبدأ من أغاني الراب ،إلى السلع الاستهلاكية،كانت الأحزاب الليبرالية تقدم فكراً متشظي وخطاباً مفتتاً لا يسمن ولا يعني.

فنجاح الأخوان وحزبهم السياسي في المرحلة الأولى من الانتخابات والتي تضم القاهرة والإسكندرية،سيزداد إشتعالاً في بقية المحافظات التي أبت بقية الأحزاب الليبرالية أن تتفاعل معها إيجاباً،أو أن تهبط من عليائها لتخاطب الناس بما تعودوا أن يسمعوه،في حين كانت التيارات الدينية توظف المساجد والزوايا والمقاهي لتقديم نفسها بوصفها المخلص الأخير لما تعانيه مصر من فساد وجوع،خاطبتهم بمنطق لقمة العيش المغموسه برضا الله.أعلنتم تعاليكم فتعالى الناس عنكم.واكتمل مشروع تمكين الجماعات الدينية في الشرق الأوسط،بداية بتونس وانتهاءً بمصر،وأنتم في بروج مشيدة تتقاسمون وتنقسمون،ولكن الناس لا يفقهون تقسيمكم.

حتى التيارات الراديكالية المتشددة والمتمثلة في التيار السلفي،أصبح يُقدم تشددة في مقابل تسيب مفترض في التيارات الليبرالية والتي لم تجتهد لتحسين وتوضيح صورتها الحقة،ولنا في محافظة الأقصر التي لم يخشى أهلها دعاوي بعض دعاة السلفيين بهدم الآثار وتوقيف السياحة،وانتخبوهم بقوة واكتساح،ودائرة المنتزه في الإسكندرية التي انتخبت أشد الدعاة تشدداً،الذي كان يُكفر الديمقراطية ليصعد بها إلى قمة العمل السياسي ثم يحرقها.يا سادة إن ثقافة الصالونات المغلقة لن تهزم شعبية صوان يُقام أو خطبة جمعة في مسجد يخطب فيه شيخ ،ويدعو الناس لانتخاب من يمثل الدين القويم.

فالقضية أكبر من مجرد تحالفات الأخوان والسلفيين مع العسكر كما تزعمون،فالأحزاب الليبرالية كان أسرع وأقرب في محاولات عقد الصفقات السياسية مع السطلة العسكرية،وقدمت من التنازلات ما لا يطيقه بشر،ولكن دون فائدة ترتجى،لأنها كانت محاولات تعبر عن كل تيار منفصل عن الآخر،تحمل في طياتها تخوينات سياسية وإقصاء لفصيل ليبرالي أو مدني مختلف.القضية في وعي الأحزاب المدنية بطبيعة الشعب المصري، الذي لا يهمه غلق البارات أو الشواطئ ،أو كما تحاول بعض القنوات الإعلامية تقديم ملابس البحر بوصفها هدف كل مصري ،فمعظم المصريين لم يروا سوى نهر النيل،ولم يفكروا يوماً في الذهاب إلى مدنكم الشمالية البعيدة،بل في الأمان الذي يحلم به المصريون حتى لو كان أمان اليوم الواحد.

المجتمع المصري التي تحددت هويته الحالية في نزعة ماضوية محصورة في فكره عن الدين،ليس بالضرورة أن يكون التدين الشكلي السلفي أو البرجماتي الأخواني،ولكنه في المنتهى سوف يختار من يراه قريباً إلى فكرة أو شبيهاً له،في مقابل غياب أي مشروع وطني حقيقي يضمن لهذا المجتمع أمانه أو تدينه.فالمجتمع الذي امتدت طوابيره لكيلومترات أمام صناديق الاقتراع ،مدفوعاً بثقافة الحشد والاحتشاد،وخشية أن تطبق عليه غرامة مالية وهمية،حينما ينفرد بذاته سوف يختار من ألفه،واعتاد رؤيته في الطرقات والمساجد ،وليس من يخرج عليه من آن لآخر أمام شاشات التلفاز يخاطبه من علياء المعرفة.

فطبيعة الوعي المصري الذي لم يعتاد الاختيار طوال عقود،ودائم البحث عن سلطة أبوية تحتل مكان الغائب الذي سقط رغماً عنه،حينما يُطلب منه فجأة أن يُغير العالم من حوله،وأن يختار من يمثله في أصعب مرحلة تمر على الحياة السياسية المصرية،فمن البديهي أنه سيختار الأمان المتمثل في الدين كما جُسد له،ولن يختار من يعرض عليه الحرية دون أن يقدم له مشروع متكامل يضمن له قوت يومه على الأقل.

وبعيداً عن تباهينا بكثافة عددية كغثاء السيل،وتباكينا على ضياع الفرصة الأخيرة،ومحاولات ممارسة بعض الحيل الدفاعية من قبيل المؤامرات والتزوير،فعلينا أن نعلن جميعاً أننا قدمنا مصر المدنية على مذبح مطامعنا وفشلنا،ولن يصبح أمامنا خلال الفترة القادمة على الأقل إلا اختيارين لا ثالث لهما ،إما قوة العكسر أو سطوة الأحزاب الدينية،خاصة وأن ميدان التحرير أصبح كجزيرة منعزلة،هجره رجاله بحثاً عن مقاعد برلمان لا حول له ولا قوة،وصفقات السياسة الفاشلة.
وللحديث بقية!



#أحمد_لاشين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفيون وديمقراطية الكفار!
- تونس ومصر وليبيا وتأسيس الديكتاتوريات المقدسة
- عباءة خامنئي و نهاية الجمهورية الإيرانية
- مصر الفتنة..لعبة الدين والدم
- أقباط وأحزاب وعسكر
- التحرير والمشير
- مصر خيوط عنكبوت..
- صفقات على دماء الثورة المصرية
- إمبابة مهزلة دولة القانون وثورة اللحى
- أحمد لاشين في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ضرورة الدو ...
- هل تشعل الأحواز فتيل الحرية في إيران؟
- للبيت رب يحميه..الكعكة المصرية!!
- مصر وإيران وسياسية الغزل الثوري
- غزوة الصناديق و ديمقراطية العصور الوسطى
- أقباط مصر ومخاوف مشروعة من الدولة الدينية
- مصر بين الديمقراطية والشرعية الثورية
- كوابيس مصرية...
- لا ترحلوا من ميدان التحرير أو احملوه معكم
- غضبة الحرافيش ..قدر جيل مصري جديد
- سفر الخروج بين دينية إيران و علمانية تونس


المزيد.....




- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يحمل الحكومة مسؤولية أزمة قطاع الص ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد بتشديد العقوبات على الدول التي تشت ...
- ما حقيقة تعرض مصر ثالث أيام عيد الفطر لـ-أعنف- عاصفة ترابية ...
- محكمة فرنسية تعتزم البت في طعن لوبان في صيف 2026
- الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
- واشنطن مستعدة لدراسة توسيع عدد المشاركين في البعثات النووية ...
- توقع -العرافة العمياء- لعام 2025 يتحقق والباقي عن مستقبل قات ...
- رويترز: ترامب يعتزم تخفيف قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية
- السوداني والشرع يبحثان العلاقات الثنائية
- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأميركية ترومان


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد لاشين - برلمان مصر بين صالون الليبرالية وصوان الأخوان