أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجاهد عبدالمتعالي - الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب














المزيد.....

الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 22:20
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يقول صاحبي: كيف أصدق المفكرين عندما يقولون:يكفي أن يشعر عشرون بالمئة من عموم الشعب بحاجتهم إلى التغيير ليحصل هذا التغيير ولن يمكن منعه!، هل مجرد الشعور كافي لهذا التغيير؟!!، فهمست في أذنه بأن السر يكمن في أولئك الساسة الذين يقفون بوجه العشرين بالمئة تحت أوهام تسلطية، لتتشكل النسبة الأصغر التي جمعت مع الشعور إرادة التغيير الراديكالي فقامت بكل ثورات العالم، والتي لم تتجاوز في أحسن حالاتها ـ كما يقول المفكرون أيضا ـ ما بين خمسة إلى سبعة بالمائة من مجموع الشعب وهي النسبة اللازمة لقيام أي ثورة.
الموجع في كل قضايا التغيرات بأنواعها اجتماعية سياسية اقتصادية، يكمن في أن التغير لا يعتمد على إحصاءات واقع الحال، لكنه يعتمد للأسف على ما تشعر به الشعوب حيال واقعها، فانتشار الفساد الاقتصادي مثلا ليس مشكلة أبدا أبدا، لكن المشكلة أن تستشعر طليعة شعبية هذا الفساد، فإن لم يتمكن السياسي من احتواء هذه الطليعة وإلا ستنتقل العدوى لبقية الكيان الشعبي، لتبدأ الاحتقانات/ الثورات تطفو على السطح، وعليه فمن حق كل حكومة شمولية سن ميكافيليتها الخاصة من خلال طاقمها الغوبلزي ـ نسبة إلى جوزيف غوبلز ـ لتضمن عدم تخلق هذه الطليعة، وتوجيهها إلى قضايا هامشية لا ترقى إلى قضايا المتن الحساسة.
لكن المشكلة تكمن في أن هذه الطليعة تتشكل غالبا من أسفل هرم الطبقة العليا التي تستشعر خطر السقوط لعموم الطبقة الوسطى التقليدية، ليتحولوا طابورا خامسا لصالح أفراد الطبقة الوسطى، أما أفراد الطبقة الوسطى فمظاهر التآكل في أطرافها يعطيها أيضا مؤشر خطر على كينونتها ليكون محفزا لها على التذمر، ويجمعهم جميعا مصطلح "الانتلجنسيا" المكرس في معظم دوائر المعارف باتجاه يجمعه ارتفاع حس النقد، ولهذا نعود مرة أخرى لمسألة الإحساس/ الشعور.
ما أريد الوصول إليه أن المبادرة في الفعل استراتيجية، وردات الفعل ليست سوى سياسة، وقد فعلت الشعوب العربية ثورتها، ولن يسع ساسة العالم أجمع إلا اختيار ردات الفعل فقط، فلا الصهيونية أرادت ولا أمريكا أن يذهب حسني، ولا ابن علي، ولا غيرهم، فكل ما نراه سبقنا الغرب فقط في تسميته، ومن يملك حق التسمية في "المدرسة البنيوية" يملك حق المسمى، أما الدم المضحى به في سبيل ذلك فقد تجاوز الأنف ليصبح نزيفا في عموم الجسد نتيجة البتر في غرغرينا مزمنة أنهكت جسدا متخشبا لسنين طويلة يسمى "الوطن العربي".
حقيقة قد يمكن قراءة التأريخ ـ بالهمزة على الألف ـ لنحاول خلق عشرات الروابط السببية لما نراه في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، من ظهور العسكريتاريا العربية أو حتى قبل سقوط الدولة العثمانية أو ما شئت من بداية، ولكن اللامفكر فيه في نظري يعتمد على استلهام التاريخ كمحرك داخلي لما نراه الآن دون تلفيقات ببليوغرافية، فكم من حكم عضوض دام مئات السنين ليس انتهاء بمروان الحمار إلا لنبدأ بأبي العباس السفاح.
ليس الاستبداد إشكالا، وليس الاستعمار إشكالا، الإشكال كما هو معروف في أدبيات مالك بن نبي يكمن في القابلية للاستعمار والتي تولد خلفها القابلية للاستبداد والعكس صحيح، وكل ذلك تحت غطاء حكومات مافيوزية وفي أحسن حالاتها نقاء ليست إلا كيانا كمبرادوريا.
بعد كل هذا الوقت الذي قطعته الثورات العربية بدأ السؤال الحقيقي: هل الثورات العربية هدفت إلى تغيير شكل الحياة أم نوعها؟
فكما أن البترودولار استطاع تغيير شكل الحياة لدول الخليج العربي كحضارة إسمنتية، لكنه عجز في تغيير نوعها لتظهر إشكالات ترييف المدن وما يستتبعه ذلك من مظاهر ما قبل الدولة من قبلية وطائفية.. الخ مما يظهر على شكل ترهل في العملية البيروقراطية للدولة، حتى عند محاولتها للإصلاح تصاب بإعياء نتيجة أعباء الوزن الزائد لحالة ريعية كانت سببا فيها، تمتح من خلالها مئات الوظائف كغطاء للبطالة المقنعة، لتصبح الوظيفة نوع من الشرهة أو الهبة من شيخ القبيلة على أفراد قبيلته، ولهذا يتساءل العامة غالبا لماذا لا يصل الأكفأ متناسين أن أدبيات القبيلة تنص على أن التوزيع يتم حسب درجة الولاء وليس درجة الكفاءة.
هل يمكن أن نراهن على النضج الحزبي في الدول التي ثارت؟ رغم أن الرؤية ما زالت مبكرة ومربكة للمتابع خوف إفرازات قد تنتج شيئا يشبه التجربة الحزبية ذات الإيديولوجيا العنيفة لتخرج هتلر آخر لكن بدل البرنيطة نجد عمامة شيخ، لكن الطريق نحو تكرار التجربة الخمينية محفوف بدروس موجعة لمتأملي وضع حماس والسودان، وشيئا ما العراق، وإما الهاوية باتجاه أفغانستان والصومال، إذاً لم يبق سوى طريق التجربة التركية كثوب جديد لما يسمى (حركات إسلامية) مع تغيير تفاصيل بسيطة في هذا الثوب ليناسب "الموضة الإسلامية" لكل بلد!!.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين
- الغثيان بين السدنة والكهنة


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجاهد عبدالمتعالي - الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب