أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام شعبان عامر - الكفر يقتل أحيانا














المزيد.....


الكفر يقتل أحيانا


عصام شعبان عامر

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 17:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جاء الإنسان إلى هذا الوجود وقد تفتق ذهنه وإزدادت معارفه عن معايشته ومكابدته وقد بدا هذا الوجود بالنسبة للإنسان لغزا محيرا يحاول أن يفك شفرات لغزه الهائلة .وقد بدا من الوهلة الأولى التى استنار فيها وعيه أنه فى صراع مع هذا الوجود صراع الأنا مع الأنا الأعلى صراع الجسد بكل ما تحتويه الكلمة من معنى مع الروح بكل ما تحتويه الكلمة من معنى صراع الهيمنة والإرادات . وفى كل مرة يأمن فيها الإنسان الطبيعة والوجود كله إذ به تكفر به الطبيعة والوجود ويلفظانه بفجاجة تنذر بإندثار الإنسان وفنائه تحت ركام جمود الطبيعة والوجود حتى قرر الإنسان أن يكفر بالطبيعة والوجود وأن يحاول جاهدا أن يسيطر هو لا أن يسيطر عليه .وفى محاولاته اليائسة والبائسة تلك لم يستطع أن ينفك لحظة عن إيمانه العميق بنفسه بقدر كفره بالطبيعة والوجود ولكن قدراته لن تؤهله ليسلم نفسه زمام نفسه بعد ولأول مرة يجد الإنسان نفسه فى صدام مع نفسه ليكتشف أن هناك إرادة أعلى منه وأقدر منه على السيطرة على الطبيعة بل الوجود كله .
لقد طرح الإنسان وللمرة الأولى فكرة الإله القادر المريد كمثال من الكمال المطلق المسيطر على الطبيعة والوجود يسقطه على نفسه ليحقق أمانيه وأهدافه الكفرية بالطبيعة والوجود فلما طال الأمل وزاد الزمن مع خطوب الطبيعة القاسية وضرباتها المتتالية وكوارثها الفاجعة التى لم يعرف لها سبب سوى أنه غضب لآلهة رغم محاولاته المضنية فى إرضاء هذه الآلهة بالقرابين حتى يأمن شر الطبيعة المتمثل فى غضب تلك الآلهة وبذالك يامن الإنسان من الطبيعة ومن مخاوفه فاكتشف شيئا آخر أن هناك يوم آخر يفصل فيه القادر بإرادته والمتحكم بسطوته بين الإنسان والطبيعة ليقدم بذالك مبررا لهذه الحياة بأنها دار اختبار وإختيار وأن الآخرة هى دار القرار والفرار .
القرار وهو مبتغى الإنسان فى السكينة والأمن والعيشة الرغيدة والنهاية السعيدة والفرار من المسئولية والأمانه أمانة إدارة شئون هذه الطبيعة وهذه الحياة . وبما أن العلاقة بين الطبيعه والإنسان طبيعة مغالبة ومعاندة ولأن الطبيعة لها قوانينها الجامدة والمتحكمة والميتة بلا قلب أو رحمة فإن طبيعة الإنسان على العكس من قوانين الطبيعة فالإرادة هى الحياة وهى تلك النفخة الإلهامية التى حركت الوعى الإنسانى نحو الخالق والمبدع والمصور . وبين الغائية من وراء السببية وطبيعة السببية ذاتها فالسببية عمياء وجهلاء تخضع للصدفة بينما الغائية تخضع للإنتقائية والصدفة ضبابية عشوائية بينما الإنتقائية فمنظمة ومرتبة ومنضبطة . وحينما كفر الإنسان بصنم الطبيعة الجامدة لم يكفر هذا الكفر المطلق وإنما حول إيمانه بها إلى إيمان بالإرادة الحرة إيمان بالحياة نفسها إيمان بالحرية والإرادة ولعل هذا الإيمان يتجسد فى أعلى صوره وكياناته إلى إله واحد يتحكم فى كل مجريات الأمور .
هذه الثنائيات المتضاده وجود – عدم جوهر – عرض خير – شر ما هى إلا مقولات من اختراع البشر على أساس من وعى المقاربة والمنابذة لونا من ألوان التنظير الذاتى والآنى فى طور معا ونظرا لهذه الإنخلاعات الذاتية والآنية يكون الصراع على أشده بين الطبيعة والإله الجسد والروح لتستقر هذه المقولات والمعانى فى بوتقة النفس البشرية لتولد الأدب والفن والمعرفة والفلسفة والدين وتتشكل بذالك طباع البشرية فى ثنائية التناقضات حتى يسهل على الإنسان طبيعة التغير والتطور التى ينشدها فى فكرته الغائية المريضة والمرضية لأناته الذاتيه وتتجسد فى إرادة حرة وواعية ضدا لعمل قوانين الطبيعة وتقليدا مثاليا لله كإلاه حاكم على هذه الطبيعة
وفى الإنجيل " ها هو ذا الإنسان مثلنا أصبح عارف الخير والشر " .



#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب التبشير فى الصومال(2) مصر وصومال جديد
- حرب التبشير فى الصومال(2)
- نحو فهم جديد لمفهومى الوحى والرسالة
- حرب التبشير فى الصومال(1)
- سقوط الامم(4) (القرآن – الإسلام – التنوير)ضد (الأسلمة – الظا ...
- سقوط الامم(3) كتاب ظلمته أمته
- خطوات منطقية (4)
- سقوط الامم(2) كتابية الفكر وأممية الرسم
- خطوات منطقية(3)
- خدعوك فقالوا سلفية !(1)
- خطوات منطقية(2)
- وانتصرت ثقافة القطيع
- الإنتكاسة
- تعديلات ام ترقيعات
- خطوات منطقية(1)
- إحذروا من الثورة المضادة ياشباب مصر
- حقاإنها ثورة ليست من اجل الثروة
- مرجعية الضمير
- بين الظاهر والباطن عوالم أخرى
- الله يتجسد(1)


المزيد.....




- تركي آل الشيخ وآخرون يتفاعلون مع لقطة بين محمد بن سلمان وأحم ...
- قصة العالم النووي كلاوس فوكس.. -لا تتحدثوا معي عن المال مرة ...
- من قطر إلى السعودية.. لغة التفاصيل في دبلوماسية الشرع
- خبير يعلق على اعتراف زيلينسكي الذي صدم الغرب
- ترامب: الوكالة الأمريكية للتنمية تديرها مجموعة من المجانين
- إعلام: تركيا قد تنشئ قاعدتين عسكريتين وتنشر مقاتلات -إف 16- ...
- -الأورومتوسطي-: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون من سجو ...
- ترامب يكشف عن موعد اتصاله مع ترودو ويؤكد: سيدفعون الرسوم الج ...
- برتراند بيسيموا زعيم حركة -إم 23- في الكونغو الديمقراطية
- تداعيات فصل ضباط أتراك بعد حادثة أداء قسم الولاء لأتاتورك


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عصام شعبان عامر - الكفر يقتل أحيانا