افتراس الذاكرة

مجد يونس أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 08:41
المحور: الادب والفن
    

كل خارج عن نسق القطيع ..خائن ..
سيأكله الذئب الذي افترس القسم الأكبر من ذاكرتي ..
الذئب الذي روت جدتي عنه الحكايات والخرافات
وما زال البحث مستمرا

عشرون عاما .. ابحث عن الذي حذرتني جدتي منه
الدرب سائر ونحن واقفون
هل نجرؤ السير ؟

عشرون عاما من الوعي
جريمة لاتغتفر

يقول الشاعر حسين عجيب ( في ديوانه : نحن لانتبادل الكلام ... قصيدته الرهينة )

الجنس سجن المعرفة سجن البيت سجن
الكسل سجن الجهل سجن العمل سجن
الزواج سجن العزوبية سجن الطلاق سجن
الطفولة سجن الشباب سجن الكراهية سجن
الحب سجن الأخوة سجن الرغبة سجن
الحواس سجن الإقامة سجن السفر سجن
الإنتباه سجن الجنون سجن
الموت سجن

دخلنا سجوننا طائعين
عدنا من المراعي جائعين
تائهين

الطريق طويل .. متاهات
دهاليز ... معتمة ورطبة ..
رائحة العفونة تصمُّ الآذان بضجيجها
وماذا بعد ؟

ملعونة هي ولادتي
يوم طردتني أمي من رحمها ..

الولادة ؟!
لحظة فقد في الغياب
وجود في الحياة
وبدء الخوف

هاأنذا :
أقف على حافة منتصف العمر
أرى الإنسانية قوامها الخوف
تلك الخرافة الأزلية الأسطورية
المهيمنة على ساحة شعورنا
الخوف
الكبت
والظل التابع :
أبي وامي ..

رواسب تقطر خوفا
فنغدوا أشباه الأطفال .. وأشباه الرجال
وصدى الحياة خوفنا ..

أختبئ في حصني ..
أراني
اهرب مني
تلاحقني الحياة الماضوية المكبوتة
ضغائن
أسرار مؤلمة مدفونة في عمق الذاكرة

أنزع اقنعتي .. تتحرر من قمقمها
الأسرار اللاشعورية

هم كانوا !
وكنت انا ؟
من المسؤول ؟؟؟؟

ظل يلاحقني .. ابي وامي
احمل ذاكرتي الحبلى بالممنوعات ..
والإلتزامات تحت طائلة التهديد
تشوهت الرغبة العفوية

تجهض ذاكرتي
خوف الحياة والموت
خوف أنوثة الفرد اللاشعورية
خوف السلطة
خوف الغير
خوف النبذ
خوف عدم الرضا
خوف الإنتقاد
خوف المنافسة
خوف الكذب
خوف الصدق
خوف الفشل
خوف أن أكون حرا

متاهات مليئة بعذاب الواجبات
شخصياتنا مسجونة بالأحلام المهجورة
على شاطئ الطفولة الخائفة

هكذا أنا
وهم وانتم
قوانيننا تاريخها أيام القيصر

لاأستطيع أن أتخيل .. لأنني ارى


اعود لك حسين عجيب .. في قصيدتك ( صمت متبادل ) :

الماضي نسيان
المستقبل موت
والحاضر مفقود
لم أخدع سوى نفسي


وأخيرا ( حسين عجيب .... قصيدة : حوار الأقنعة ) :
أكثر ما يخيفني أن تكون مخاوفي على حق
أجل الأسوأ قد مضى
ولكن الأجمل مضى معه ايضا
ربما يرأف بأمثالنا الزمن القادم
ما يحمله الكلام بثقة هو انعدام المعنى
ولدت وحيدا وتموت وحيدا
وتقضي عمرك في وحدة خانقة
الرغبةمصبغةحقيقية للذات

#مجد_يونس_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات