أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر بن بوجليدة - الثورة و التنوير راهنا














المزيد.....


الثورة و التنوير راهنا


عمر بن بوجليدة

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 23:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


...إن استنطاق مفهوم الثورة في جوهرها إنما يحيل على حقل دلالي في تواشج شديد مع فضاء من المعنى أوسع ،تتيحه الحداثة و العقلانية ،لقد بات ممكنا القول إن الحداثة تصور للمجتمع ،على أنه نظام يخضع للعقل بوصفه الأداة الوحيدة لتحرير الطبيعة البشريّة من جميع السلطات .إنّه يمكننا أن نؤكّد أنّ الحداثة رؤيةً للعالم إنّما نهضت على العقل و الثقة في قدرته، و ينسلك الإيمان بالعقل قيمةًً في... ظلّ القطع مع التقليد، ذلك أنّ الإشكاليّة المحوريّة مقصورة على غاية جوهريّة ، هي تحديدا الانتصارات المتنامية للعقل و المعقوليّة بوصفهما الحاصل الفلسفيّ للمشروع الحداثيّ. ههنا تتبدّى وجاهة المسلّمة التي أصبحت تؤكد العقلانيّة أساسا للحقيقة و المعرفة ومن ثمّة ترتبط فكرة الحداثة بفكرة العقلانيّة .ثمّ إنّها تدشن لحظة حاسمة لحظة انفصال العقل العلميّ عن الوجدان الغيبي وعن الأسطورة.ومتى كان الأمر كذلك ، فإنّه يتضح أنّ الفكر الفلسفيّ قد أسس حداثته بمحاولة تأكيد العقل و استبعاد تجلّيات اللاعقل ، فالعقلنة إذن شرط ضروريّ للحداثة سواء تعلّق الأمر بعقلنة الفكر العلميّ أو السياسيّ أو عقلنة التعامل مع الطبيعة.وسيكون لهذه العقلنة أيّما تأثير و بخاصّة على الوعي الإنسانيّ، فمن غير الممكن أن نسمّيَ "حديثا " مجتمعا يسعى أساسا أن ينتظم وفق سلطة الوحي، و دوغمائيّة التفكير ، وعنف الخطاب أو مرجعيّة شوفينيّة ضيّقة ويفعل انطلاقا منها .
ويمكن الخلوص إلى تأكيد مفاده أنّ الحداثة قلبت كلّ الأسس التي ينهض عليها الفكر التقليديّ حيث أعلنت رؤية للإنسان و العالم و الأشياء... جديدة .
لم يعد الإنسان سجين المقدس و أسير سلطته تلك السلطة التي كانت تصدر من "السماء" بل أصبح هو مبدأ و مصدر كلّ سلطة ،و لطالما كان منطق الثورات قادحا لإعلان "حقوق الإنسان و المواطن" مقابل "حقوق الله". فلا شيء مقدس و بالتالي فجوهر الحداثة عقلنة مستمرّة و مطّردة لجميع مظاهر الحياة و ذلك هو التحديث كمسار يحرر الحياة و مظاهرها من اللامعقول و ههنا بالضبط تكمن ديناميّة الحداثة فيصلا دقبقا يفرّق بين طريقة في التفكير مركزها الله و طريقة محورها الإنسان الذي أقرّ ذاته مبدأ ،بالرجوع إليه يكتسب كلّ شيء أهمّيته و دلالته .فيحدث انزياح مرهف عن التساؤلات الحميمة حول أنسنة الإله و تأليه الإنسان و تفقد حركة "النزول بـ" و الارتفاع من" قيمتها المعياريّة كاتجاه تفاضليّ .
لقد قامت الحداثة من جهة ما هي سؤال ينتصب لمّا تتكلّس آليات التحوّل ، بالتأسيس العقليّ للمجتمع و ذلك بعقلنة الفكر السياسي و حتّى نفهم طبيعة هذه الانزياحات لا بدّ أن ندرك أنّ رهان الحداثة في استنادها إلى العقل إنّما كان حرّية الإنسان و بالتالي يمكن استجماع الحداثة في بعدها التحرّري . و إنّه في سياق هذا النحو من الفهم لم تعدّ مبادئ الفكر و السلوك تستمدّ من مرجعيّة ماضويّة لاهوتيّة غيبيّة ، بل غدت تجذيرا للعقل و آليات اشتغاله.
و بعامّة يمكننا أن نؤكّد أنّ الملامح الأولى لوعي الإنسان بحرّيته إنّما تبدأ في الانبجاس ،منذ وعيه بنفسه كـ"ذات" هي المصدر الأرقى لكلّ حقيقة.غير أنّ الذي ليس يعتريه شكّ هو ارتباط الحداثة منذ منابتها الأولى بإرادتي المعرفة و القوّة ، وتتمثل إرادة المعرفة في نشأة العلوم الإنسانيّة لتحرير الإنسان و السيطرة على الطبيعة و المجتمع ، حتّى إذا اتّسق ذلك ، كانت إرادة القوّة منشدّة لإرادة معرفة قوانين الإنسان و المجتمع و الطبيعة انشداد تلازم لإرادة السيطرة و الهيمنة ، فإرادة المعرفة (=تحرير لإنسان من الماضي و التقليد) و إرادة القوّة(= السيطرة على الإنسان و مراقبته ) وجهان ملازمان للحداثة .



#عمر_بن_بوجليدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمان الدائري و فكرة التقدم :فينومينولوجيا الروح و إرادة ال ...
- في الارتعاب من الديمقراطية ...على الديمقراطيّة
- من نحن كشهداء على العصرأو كيف نتخيّل كيفيّة وجود مغايرة؟
- في الحاجة ال الحرية


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر بن بوجليدة - الثورة و التنوير راهنا