أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هواجس خليجية














المزيد.....


هواجس خليجية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اضاءتْ شعلُ النفطِ السماءَ وبزتْ النجوم.
وقربها أكواخٌ بلا قناديل.
جاءتْ بواخرٌ عظيمةٌ وملأتْ بطونَها من الزيتِ وسفنُ الخليج الخشبية محاصرةٌ بين الفنادق والعمارات التي بُنيت على عجل ونسيتْ سفنَ التاريخ والصيادين والغاصة في« نقع» المياه الأخيرة.
في جميع الخرائط البشرية الرؤوسُ مجذوبةٌ تحدقُ في هذه المنطقة السعيدة بثرواتِها الطائلة وتحاول أن تأتي وتحصل على فرص عيش، ثم تُفاجأ بالناس تهرب والمدمرات تطلقُ حممها وبالمشردين المواطنين والعاملين المهاجرين تائهون عند قناة السويس أو لاجئون غارقون في القوارب عند سواحل استراليا.
مسافرو الخليج السعداء يتم ابتزازهم في المطارات الأجنبية والفنادق الخارجية وربما حتى في الصحارى التي عبروها فهم في عرف تلك المطارات والفنادق حتى على أسنة الحدود الصدئة في بعض البلاد العربية الشقيقة غير الرفيقة أصحاب ثروة هائلة يجب أن يدفعوا ضريبة ومكوساً من الآبار التي تتدفق في منازلهم وقرب وسائدهم.
لو أنهم يطالعون البلد الأخضر ذا الآبار التي لا تعد كيف أنه مشغول كل بضعة عقود وهم يحرقون نفطه وغازه على شكل سحب سوداء ممطرة بالأوبئة، ويحيل الغزاة بلده إلى مكان دائم للفقر.
البواخر «تشفط» النفط وعلى السواحل قرى ذات بيوت ضامرة وحقول ناضبة، وترى بلداناً ذات شباب لا يظهرون سوى في ليل السهرات ليناموا حتى الظهيرة في اليوم التالي، وشباب بلدان أخرى يصحون منذ الفجر ليشتغلوا في معامل ويحصلوا على فتات الأجر.
كل عشر سنين أو نحو ذلك في عد مستمر دائم، الخليج موعود مع حرب ما، إذا نضبت خزائنٌ في الغرب وضعوا مناظيرهم التجارية الدقيقة على البقعة ذات اللهب المشتعل في الليل، وحركوا دمى هنا أو هناك، وظهرت أسلحة، وجاءت أساطيل، وصرخ سياسيون، وهدد رجالُ دين، وهربت جموع، وهاجم رعاعٌ سفارات أجنبية، أو قام دكتاتور أرعن بغزو، فاعتدلت بعدها البنوكُ والشركاتُ المصاصة للدماء وشبعت.
لم يجد أهلُ الخليج أنفسهم يجتمعون كلهم ويعقدون صلحا أبديا وعلاقات صداقة ويخططون لتوزيع الثروات والشركات والبضائع والمناجم ويؤسسون سوقاً إسلامية ووحدة اقتصادية ويبعدون الطامعين والمستفزين عن هذه الخريطة.
مسائلٌ رثة من الإرث تُستحضر ويتم الصراع حولها كخلافٍ دامٍ مخيف حول لون شعرة أهي سوداء أم بيضاء، وأي جوابٍ بعدهُ مذبحة. فلنترحمْ على ضحايا حرب داحس والغبراء فقد تصارعوا حول أفراس جميلة.
العالمُ يغزوهم ويأخذُ نفطَهم وغازهم ويبني مصانع ويوحد ولايات متفرقة وينتشل محيطات وغابات بشرية من الفقر ويقيم ثورات علمية تقنية، وهم لايزالون يتصارعون حول تسمية بحر، وأي مذهب له الغلبة، وكيف يثأرون لمعارك ماتت منذ قرون وذابت عظام فرسانها وبقيت الرؤوس والأيدي تحفرُ عن شعيراتها.
حارتان تتصارعان وهما متداخلتان تمازج عيشهما وأطفالهما وثقافتهما ومصايدهما وأزقتهما، وأي مشاجرة بين أولاد مراهقين تُطلَّقُ النساءُ بعدها، وتَندلعُ النيران، وتمتدُ للفضائيات، ويُمنع دخول أي من سكان الحارة الأخرى، وربما يُذبحُ «المقتحم الشرير العدو» المتجرىء على دخول الحارة النقية، وأهل الحارة يعيشون في الضنك نفسه وخيوطُ النفطِ الكثيفة اللزجة تتسرب من بين أصابعهم وضفتيهم، ولغتيهم ومذهبيهم وقراهم الرثة وغفلتهم الطويلة.
حين يتشاجرون وتسيل الدماء وتُحرق الأزقةُ وتُوضعُ القنابلُ على الحدود الملتهبة وتُستباح جزرُ النفطِ ليُحرق في الهواء وترتفع أسعارهُ لخدمة الناقلات والموانئ البعيدة والبورصات المثقلة بالأرباح، يلجأون إلى دولٍ بعيدة من أجل الصلح، أو يذهبون لقارات يفتونها في دمائهم، ويُحضرون غرباء يسألونهم عن الحلال والحرام، وعن الصواب والخطأ، وعن الحدود ونقاطها الشائكة المتداخلة في حياتهم وأحيائهم وسلالاتهم، ويريدون من الانتهازيين وتجار الحروب والطامعين في آبارهم ومناجمهم التي غفلوا عنها ورقدوا قرب حشراتها واكتشفها الغرباءُ بأجهزتهم وأقمارهم وعيون أطماعهم النافذة، أن يبينوا لهم خريطة الطريق ليخرجوا من العداء، ويعيشوا في تبات ونبات وصبيان وبنات.
متعصبون جدا لدينهم وأي إساءة من قريب أو غريب لن يجد أجزاء من جسمه سليمة بعدها أو من سنوات عمره باقية له، لكنهم يتجاهلون كلمة كثيرة الورود في كتابهم المقدس وأساس نشوئهم وتطورهم ورفعتهم ومجدهم الغابر، كلما جاءت أزورتْ أعينُهم عنها، وتلكأتْ ألسنتُهم في ترديدها، وأنشأوا المدارسَ الفلسفية لتحريفها، وكتبوا الكتبَ النظرية الفقهية لإبدالها، وهي كلمة «الوحدة»



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر


المزيد.....




- ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
- ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة ...
- السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
- عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
- ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
- لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
- كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
- مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد ...
- البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم ...
- مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هواجس خليجية