أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف















المزيد.....


مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما تقوم به الجامعة العربية حاليا تجاه سوريا يذكرنا بأغنية الفنان الكبير مارسيل خليفة " أنا يوسف يا أبي" التي تقول " والذئب أرحم من إخوتي يا أبي.... هل جنيت على أحد عندما قلت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين".
لا شك أن النظام ارتكب أخطاء كثيرة في حق بعض أبناء الشعب السوري، ولا شك أنه مارس كثيرا من الاستبداد والقمع والفساد الذي يمكن أن يتحدث عنه البعض ويضاعفه آلاف المرات خدمة لأغراضه وأهدافه التي لم يعد له أية علاقة بها بعد أن تكفلت الجمعيات الخيرية الغربية ممثلة بالمخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الفرنسية والتركية والموساد بتحقيق كل مطالبه وحمل الخبز السكر والحريات إلى عتبة بابه وهو مدلل ومحترم في داخل بيته. ولكن هذا كله شيئ وما يجري تنفيذه والإعداد له شيئ آخر يختلف كليا عما يريده هؤلاء "المعارضون" من أشقاء " ثوار" ليبيا من أمثال مصطفى عبد الناتو. فما تدور الولايات المتحدة وحلفاؤها وتلف لتحقيقه في سوريا شيء مختلف تماما عما يريده هؤلاء، إذا أحسنا الظن بهم، وعما يريده الشعب السوري إلا إذا كان صحيحا أن نذبح الثور لأننا بحاجة إلى كيلو من اللحم.
فليس هناك عاقل في منطقتنا يمكن أن يصدق أن أمريكا تسعى لحماية الشعوب أو الدفاع عن حقوقها. والدليل قديم وواضح: حق الشعب الفلسطيني. أما الجامعة العربية فلم يعد المرء بحاجة كثير من العناء ليعرف أنها مصممة كي تكون قادرة على إحداث الضرر من دون أن تكون بنيتها قادرة على تقديم أي شيء مفيد لشعوب المنطقة. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، ومنها ماجرى في غزة وقبلها في جنين ثم العراق وأخيرا ليبيا. كل من يفكر بعقلانية وموضوعية يمكن أن يتذكر مبادرة السلام العربية التي وصفها الإسرائيليون بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به. وها هي تنتظر منذ عشر سنوات من دون أن تنتفض كرامة الجامعة العربية حتى للحقوق الضئيلة التي يمكن أن تقدمها هذه المبادرة للعرب عموما والفلسطينيين تحديدا.
بغض النظر عن المطالب الشعبية في سوريا، وهي مطالب محقة بالتأكيد، ما يريده القائمون على مبادرة الجامعة العربية ليس لمساعدة الشعب السوري، وإنما لتشريع الأبواب أمام التدخل الخارجي وتأمين الشرعية لمجلس اسطنبول وما يسمى " الجيش السوري الحر" الذي يتكون من مجموعات من السلفية والإخوان المسلمين، ولم يعد خافيا أن " مجاهدي القاعدة " في ليبيا" أصبحوا أو سيصبحون جزءا من هذه "الثورة" التي لا يزال بعض اليساريين والليبراليين يتوقعون أن تكون التجسيد النقي لمحفوظاتهم الثورية وأحلامهم الوردية.
عملية التضليل كبيرة فيما يخص الحالة السورية. كان أولها إنكار وجود إرهابيين في سوريا منذ الأيام الأولى للقول إن كل من ساهم في الحراك الشعبي كان مسالما تماما. وهذا ما ينفيه اعتراف المعارض هيثم مناع منذ الأيام الأولى أنه تلقى ثلاثة عروض " لتمريق" السلاح إلى درعا، لكنه رفض. ثم جاءت الاعترافات من المسؤولين الفرنسيين والأمريكيين والأتراك ومن مصادر صحفية مستقلة لتؤكد وجود هؤلاء المسلحين، والأهم ما يعرفه الشعب السوري على الأرض من ممارسات هؤلاء المسلحين منذ الأيام الأولى وما سمعه من شعارات طائفية مغرقة في الدعوة إلى القتل، وتحديدا في حمص وجبلة وبانياس. لم تعد الحيلة تنطلي إلا على من يريدها أن تنطلي عليه، وله مصلحة في أن يصدقها ويوظفها.
لكن التضليل الأكبر يكمن في ادعاء الجامعة العربية بأنها لا تريد من العقوبات أن تكون موجهة ضد الشعب السوري. كيف يمكن لبالغ عاقل أن يصدق ذلك؟ وهل سبق أن تضرر أي نظام حاكم في العالم من العقوبات. من يتضرر هم أبناء الشعب، والأكثر فقرا بينهم، من خلال توقف المشاريع وضياع فرص العمل واختفاء السلع من السوق ليزداد ثمنها بشكل يعجز عنه غالبية الشعب بينما يظل الأغنياء والحكام قادرين على تأمينها من أي مكان وبأي ثمن كانت. ثم من الذي يتضرر من وقف رحلات الطيران؟ ما مصير آلاف العاملين خارج سوريا؟ وكيف سيسافرون؟ وكم من الوقت والنفقات الزائدة سيدفعون؟ سبق أن عشنا عقوبات مرحلة الثمانينات وعرفنا كيف بات الفقراء ينتظرون أياما للحصول على المواد الأساسية التي لا يمكن العيش من دونها في حين لم يكن هناك أية مشكلة للأغنياء ومن هم في مراكز السلطة.
يريدون إسقاط النظام بهذه العقوبات؟ تجربة العراق ليست بعيدة عن ذاكرتنا. لقد ظلت العقوبات مفروضة لمدة 13 سنة ولم يسقط النظام إلا بتحالف عسكري ضم أكثر من أربعين دولة وشارك فيه مئات آلاف الجنود. وكانت النتيجة إسقاط الدولة بكل مكوناتها ومقتل وتشريد وتشويه الملايين من أبناء الشعب العراقي. والأمر ذاته ينطبق على ليبيا التي بقيت تحت الحصار سنوات طويلة ولم يسقط نظام القذافي إلا بفضل الجهود الخيرية لحلف الناتو وأزلامه من الليبيين بعد عشرات آلاف القتلى ودمار مرعب وبغطاء من الجامعة العربية طيبة الذكر. وإيران مثال آخر على أن العقوبات لا تسقط أنظمة وإنما تقتل شعوبا.
فهل المطلوب تدمير سورية؟ نريد من الجامعة العربية أن تذكر لنا مثالا مشرفا واحد كانت فيه فاعلا إيجابيا ومؤسسة مفيدة لشعوب المنطقة. يدرك القائمون على مبادرة الجامعية أن هناك حالة استعصاء على المستوى الدولي يجعل تدخل الناتو شبه مستحيل لتدميرها كما فعل في كل الدول التي تدخل هو أو الولايات المتحدة لحل مشكلاتها. وبالتالي فإن البديل هو ما تفعله الجامعة من إغفال لوجود مجموعات إرهابية مسلحة في حين تعمل بعض دولها على مد هذه المجموعات بكل ما تحتاجه من الدعم لتحويل الأرض السورية إلى حقل معركة مستمرة تؤدي إلى ما وعدتنا به السيدة كلينتون من حرب أهلية. كان يفترض بمبادرة الجامعة أن تكون متوازنة وتتعامل مع كل الأطراف بموضوعية كي تكون قادرة على التأثير وإقناع كل الأطراف بأن الحوار هو المخرج الصحيح للأزمة. لكن من الواضح أنها تريد الوصول إلى إسقاط الشعب السوري في الأزمات التي تريد خلقها من العقوبات المفروضة على سوريا. وبدلا من محاولة طرح حلول قابلة للتطبيق ومفيدة للشعب السوري وجدت أن رمي يوسف في الجب يحل مشكلتها ومشكلة الشعب السوري الذي سيعاني من فعلتها هذه، في حين يدرك غالبية الشعب السوري أنها لو أرادت أن تكون مفيدة له فلن تستطيع لأن تكوينها وتاريخها يحكم دورها ووظيفتها. وهذا مرتبط بالانقسام الموجود على الساحة العربية منذ فترة. فكلنا يعرف أن هناك دول الاعتدال العربي ودول التطرف أو الإرهاب حسب التصنيف الأمريكي الصهيوني. ولا داعي للتذكير باجتماع كوندليسا رايس برؤساء أجهزة مخابرات هذه الدول قبل سنوات حين كانت وزيرة للخارجية الأمريكية. ومن المؤكد أن هؤلاء لم يكونوا هم الذين يصدرون الأوامر لرايس حينذاك.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الصراع في سورية إلى الصراع على سوريا
- السلطة الفلسطينية وفرصة الضحك الأخيرة
- إلى ناجي العلي:حنظلة يدير وجهه إلينا
- هل نحن أمام تجديد لكامب ديفد؟
- هل هي بداية تآكل النظرية الصهيونية؟ما معنى أن يقول إسرائيلي- ...
- ويلتقي الهلالان ليصنعا البدر السني الشيعي
- ويسألون لماذا نكرههم
- الغرائزية الدينية في خطاب القنوات الفضائية
- وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم


المزيد.....




- وصول سجناء فلسطينيين مفرج عنهم إلى الضفة.. ونقل بعضهم للمستش ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد إطلاق سراح 3 رهائن جدد من غزة
- سوريا.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب -دوار السفينة- وس ...
- المرشح الرئاسي في رومانيا يؤكد أن سياسات كييف تؤجج الصراع
- السودان.. مئات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صابر ...
- القائد العام للقوات الأوكرانية يشير إلى ضعف التدريب النفسي ل ...
- موسكو: من المثير للاستياء أن غوتيريش لم يذكر خسائر الاتحاد ا ...
- محكمة بريطانية تسمح بمراجعة قرار الحكومة بيع مكونات لمقاتلات ...
- فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل ف ...
- دراسة دولية: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - مرة أخرى يفعلها أخوة يوسف