عن الربيع العربي

عثمان شبيهنا ماءالعينين

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عن الربيع العربي

شاب في قرية تونسية يحرق نفسه، مظاهرات تستوطن شوارع البلدة كي تنتقل كالنار في الهشيم لكل المدن التونسية، ليتحقق بعد ذلك مطلب رحيل الرئيس تحت ضغط المظاهرات الشعبية.
على العادة يكون الحراك الشعبي الاحتجاجي نتاج عمل منظم من طرف نخب سياسية أم ثقافية ترى في النظام السائد سرطان ينخر حسب البلد فسادا أم وهو الأكثر حضورا في تاريخ عالمنا العربي المعاصر نتاج إنقلابات عسكرية ظاهرها إصلاحي وحقيقتها زواج مسيار بين القوة العسكرية والنخب المتنفذة في دهاليز الحكم.
الغريب في الأمر أب الثورات العربية أو ما يدرج على تسميته بالربيع العربي لم يكن نتيجة الحركات السياسية التي كانت أصلا تعمل في كل بلد عربي على حدة من أجل إصلاح الأنظمة التي صارت أنظمة شخصائية أكثر مما هي أنظمة تعتمد مأسسة الدولة كإطار مرجعي لتحقيق هدف الإصلاح والتقدم.
إنما جاء نتاج توحد عزيمة شباب عربي قبل حادثة البوعززي كان آخر ما تفكر فيه النخب الثقافية والسياسية وأطياف المجتمع المدني في عالمنا العربي هو إستمالتهم من أجل المساهمة في تقوية مطالبها.
الأمر هنا يفرض علينا التساؤل هل الأزمة في عالمنا العربي أزمة ثقة في النخبة سواء أكانت سياسية أم ثقافية أم كذلك دينية أم الأزمة أزمة فقدان ثقة في الحراك الشعبي العام في دولنا العربية.
لقد وحدت حادثة الحريق المشهور عزيمة الشعوب العربية .لكن المؤسف في الأمر أن بعد نجاح إبعاد القادة في كل من تونس ومصر وليبيا.
القادة لا النظام لأن طبيعة البلدان الثلاثة تجعلنا في ثقة من أن القضاء على شخصانية كل نظام في دولة تستدعي على الأقل عشر سنوات ونقصد هنا بشخصانية النظام أن الحاكم يصبح له نفوذ قوي وبقدر توسع نفوذه في الدولة قدر تضاؤل المحاسبة حتى تصير المحاسبة معدومة ويصير هو المشرع الأول والمفكر الأول هو النظام والنظام هو.
بعد إبعاد القادة وظهور الحاجة لنخبة سياسية تستطيع تسسير كل بلد على حدة الى حين التوافق على دساتير وقوانين منظمة لا تخدم مصالح فئة سياسية أو طائفة سياسية عن غيرها ,تهافت بعض قادة الأحزاب وبعض المثقفين لأجل قطف ثمار الثورة.
على أن المنتظر منهم هو العمل على صياغة برنامج إصلاحي ومحاولة العبور من مرحلة اللانظام التي تعقب نجاح كل تغير ثورة إلى مرحلة التأسيس لتعاقد مؤسساتي فكري يبتغي ترسيخ دولة الحق والقانون.
مما سبق يتبين أن الثورات التي تم القيام بها والتي كانت عنوانا للربيع العربي ليست سوى ردة فعل أني شعبي لا أكثر,


هنا يكمن الخطر فالثورات الثلاث تحتاج لمنظومة فكرية سياسية متفق عليها كي تصونها من تدخل اجنبي يمتطي صهوة الفراغ النخبوي ,

#عثمان_شبيهنا_ماءالعينين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات