مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 04:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اكتب هذا عن الكنيسة التي اتهمها الكل بانها قد حشدت الأقباط للتصويت للكتلة المصرية . وعندما اقول ان الكل اتهم الكنيسة فهذا يعني جميع احزاب التيار الاسلامي من إخوان وسلفيين وغيرهم ويعني أيضاً حزب الوفد الذي اتهم الكنيسة صراحة بهذا الامر واعني ثالثا بعض مرشحي الكتلة المصرية انفسهم .
ولكل طرف من الثلاث اطراف السابقة أتوجه بكلمة بسيطة :
اولا الاحزاب ذات المرجعية الدينية كالحرية والعدالة والنور وغيرها التي اتهم أقطابها الكنيسة بممارسات طائفية لانها وقفت وراء قوائم الكتلة المصرية . نقول لهذه الاحزاب الطائفيين هم انتم الذين تاجرتم بالدين وانتم الذين ربطتم التصويت لكم بالدخول الي الجنة
وانتم الذين اتخذتم من المساجد اماكن لممارسة الدعاية الانتخابية . ثم ان التنسيق بين الاحزاب الدينية هو تنسيق طائفي بكل امتياز . ثم الاكثر من ذلك ان وجودكم اصلا مخالف للمادة الخامسة من الدستور الذي يمنع قيام اي احزاب علي اساس ديني ولا نعرف كيف سمح لكم القضاء بتاسيس مثل هذه الاحزاب ؟ .
ثانيا حزب الوفد الذي وقف رئيسه السيد البدوي في مؤتمر صحفي اليوم يكيل الاتهامات للكنيسة ويتهمها بانها حشدت الأقباط للوقوف وراء الكتلة المصرية .
وأقول لك ياسيد يابدوي اذا كان الأقباط قد صوتوا للكتلة فهذا لا يعني ان الكنيسة قد وجهتهم لذلك بل لانهم لم يجدوا افضل من هذه القائمة ليقفوا ورائها فهي تدافع بكل وضوح عن الدولة المدنية اما أنت فقد وقفت تقول ان دولة حزب الوفد القادمة ليست دينية وليست علمانية فقد اردت ان تمسك العصي من المنتصف ففقدت مصداقيتك عند الأقباط . فهل كنت تظن ان يقف الأقباط وراء الاحزاب الدينية التي تريد استئصالهم . ام تظن ان الأقباط سيقفوا وراء حزبك وانت الذي تحالفت مع تلك التيارات الظلامية . ياسيد بيه انت السبب فيما جري للوفد واعتقد ان الأقباط هم من قاموا بهذا التصويت الاحتجاجي ضدك نتيجة لتخليك عن كل تاريخ حزب الوفد الناصع البياض في هذا الشأن .
ثالثا مع كل احترامي للكتلة المصرية ولكل أعضائها الا انني كنت أربأ بالاستاذ حافظ ابو سعدة المرشح المستقل بالقاهرة عن الكتلة
المصرية الذي اعترض علي ما سماه قائمة الكنيسة الانتخابية والذي اعلن انسحابه من الكتلة نتيجة هذه الممارسات . وهنا فانا اقول للكتلة وللاستاذ حافظ ابو سعدة اننا نعذركما فانتما لا تريدان ان تفقدا اصوات المسلمين لو علموا ان الأقباط يقفوا ورائكما ولكنني كنت أتمني ان تعتزا بثقة الأقباط فيكما فهذا شرف لكما يدل علي ان الأقباط يثقوا في الكتلة ومرشحيها لقيادة مصر .
أعتقد أخيرا ان ماقاله قداسة البابا في نصيحته للأقباط قبل الانتخابات بشان اختيار الأصلح بصرف النظر عن دينه هو القول الفصل في مسألة القائمة الكنسية وهو قول يجب كل قول قبله وبعده لانه يأتي من راس الكنيسة .
وأخيرا اقول ان الانتخابات شهدت ممارسات خطيرة من رشاوي انتخابية ودعاية دينية ودعاية في ايام الصمت الانتخابي واستغلال للدين في العملية السياسية فالجميع فعلوا هذا . ومن لم يفعل هذا فله كل الحق ان يمسك بحجر ويرمي به الأقباط والكنيسة .
مجدي جورج
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟