أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - سراب الحكم: رئاسة الحكومة من طرف العدالة والتنمية بالمغرب














المزيد.....

سراب الحكم: رئاسة الحكومة من طرف العدالة والتنمية بالمغرب


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاجأ صعود العدالة والتنمية العديد من المتتبعين، في حين اعتبره البعض شيئا طبيعيا وامتدادا لسياسة النظام الذي يملك أوراقا عديدة تستعمل حسب الظروف والشروط لخدمة سياستة العامة.
وعمل أصحاب المفاجآت على تعداد أسباب وظروف صعود الحزب ونيله ل 107 مقعد برلماني من أصل 395 المكونة لمجلس البرلمان. وتم إجمال الأسباب في:
_ صعود نجم الإسلاميين مع حزب العدالة والتنمية التركي ثم مع حزب النهضة التونسي.
_ الربيع العربي الذي أدى إلى سقوط دكتاتوريات مصر، تونس وليبيا، ويزحف بقوة على مجموعة من الأنظمة الأخرى وعلى رأسها اليمن وسوريا.
_ حركة 20 فبراير بالمغرب والتي شكلت قوة دفع كبيرة، وأخرجت مئات الآلاف من المغاربة إلى الشارع للاحتجاج رافعة شعارات ضد الفساد والمفسدين، وضد توجهات الدولة ورجالاتها المتورطين في نهب المال العام واستغلال ثروات البلاد وطالبت بتعديل الدستور وحل البرلمان والحكومة.
_ حداثة الحزب وعدم مشاركته في تسيير الشأن العام، وبالتالي ضرورة إعطائه الفرصة وعدم محاكمة نواياه.
_ القوة التنظيمية للحزب وانضباط قواعده واستعدادها للتضحية من اجل إنجاح مرشحيها وممثليها.
_ اللغة والتعبئة التي استعملها الحزب أثناء حملاته الانتخابية. فقد قدمت على أساس مزيج بين الخطاب الديني الإصلاحي وبين التحدي لجميع مكونات المجتمع والدولة. وبهذا شكل التصويت على العدالة والتنمية انتقاما شخصيا للمغاربة من سلطة همشتهم وتسببت في عطالتهم وتشردهم ومعاناتهم.
_ تقديم العدالة والتنمية نفسه وفوزه على انه تحقيق للديموقراطية وشرعية المؤسسات والنزاهة والديموقراطية.
وقد التقت في الميدان رغبة العدالة والتنمية مع مخطط الدولة الرامي إلى الالتفاف على مطالب الشعب المغربي ممثلا في حركة العشرين فبراير والقوى الديموقراطية والتقدمية المساندة والمتبنية لها، وكذا هدف إضفاء شرعية على المؤسسات وإرجاع المواطنين للتصالح مع صناديق الاقتراع.
يضاف إليه رغبة الدولة في "حرق" ورقة الإسلاميين التي تعكر صفو الدولة في علاقتها مع أوربا وأمريكا، وكذا التقدم قليلا في مسلسل تحقيق الاستراتيجية التي رسمتها الدولة عقب تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة في 2007 والذي قال احد أعمدته قبل أكثر من سنتين انه سيحتل المرتبة الأولى في انتخابات 2017.
إن الرهان على سنة 2017 هو رهان استراتيجي يكتسي طابعا اقتصاديا وسياسيا:
اقتصادي: لان جل المشاريع التي تم تشييدها في هاته السنوات تدخل ضمن المشاريع ذات المردودية على الأمد المتوسط والطويل، وبالتالي فالملامح الجديدة للمغرب الليبرالي لن تظهر سوى في ما بعد سنة 2015 على أقل تقدير. وهذا يعطي إمكانية تحميل الشعب ثقل إنجاز المشاريع وتأهيل طبقة لجني ثمار الاستثمار. مع ما يمكنه ان يخلقه ذلك من انتفاضات واحتجاجات تريد تحميل نتائجها لطرف آخر.
سياسي: بما هو مخطط للقضاء علىالتشردم الذي تعرفه الحياة السياسية المغربية، وحشو بطن الحزب الأفعى بكل الطفيليات الحزبية التي وهبت لها الداخلية الحياة في وقت سابق، ثم توفير ذرع سياسي قوي ومنسجم للسياسة الليبرالية القادمة مع ترك مجال لمعارضة غير مؤذية تعطي صورة لوجود ديموقراطية.
وإذا كان هذا الاتفاق المرحلي بين الدولة والعدالة والتنمية قد أدى إلى اعتلاء هؤلاء لرئاسة الحكومة، فانه في المقابل سيشكل مقبرة سريعة للعدالة والتنمية التي تورطت قبل الأوان وستتورط في مشوارها وستحاصر بالطريقة التي صعد بها نجمها.
إن بوادر المقبرة تظهر في قبول واعتراف أمين عام الحزب بوجود خروقات وعدم أهلية جميع المصوتين على الدستور، ثم سكوته عن التزوير والنسب المعلنة أثناء التصويت عليه وتبنيه. يضاف إليه سكوته عن التزوير الذي لحق الانتخابات والمال الحرام الذي عرفته الحملات الانتخابية وفرض العديد من البرلمانيين بالمال والسلطة وتورط أعوان الدولة مادام قد حقق هدفه الذي هو رئاسة الحكومة.
إن هذا السكوت والرضا، سيكلفه الكثير أثناء الإعداد لانتخابات مجلس المستشارين خلال السنة المقبلة. حيث ممارسات الداخلية واستراتيجية الدولة في تشكيل مجلس للمستشارين متأهب لإسقاط أية حكومة أو سياسة لا تتماشى مع الخط العام، يفترض تزويرا من نوع آخر وتعيينا لنخبة سياسية مختلفة تماما عن النخبة الصاعدة في البرلمان، وستكون الأمور كارثية مادام ان حزب العدالة والتنمية هو الممسك بزمام الحكومة وأن أي حديث عن التزوير سيسجل ضده وليس لصالحه.
كما أن تاريخ إجراء الانتخابات سيعرف لا شك تراجعا لشعبية حزب العدالة والتنمية نتيجة تحالفات مع من كان يسميهم بناهبي المال العام والمفسدين، كما أن ملف التشغيل وإخراج المعطلين من شوارع البرلمان وكذا إعادة الفبرايريين إلى منازلهم لن يخلو من صدامات واعتقالات وخرق لحقوق الإنسان وصدام مع أطراف عديدة داخل الشعب المغربي والذي سيكتشف أن حكم العدالة والتنمية مجرد سراب.



#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابة بدون سياسة كسيارة بدون مقود
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -16-
- القضاء بالمغرب: من قضاء في خدمة المواطن الى مواطن في خدمة ال ...
- حول معركة قطاع العدل بالمغرب: توضيحات لا بد منها _ وجهة نظر_
- العمل النقابي يساريا, يمينيا وإسلاميا _3_
- العمل النقابي يساريا, يمينيا وإسلاميا _2_
- العمل النقابي يساريا, يمينيا وإسلاميا
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر _الجزء التاسع_
- في استقلالية الصحافة بالمغرب: جريدة الصباح نموذجا
- في خصوصية قطاع العدل _3_
- في خصوصية قطاع العدل _2_
- في خصوصية قطاع العدل _1_
- ميزانية الدولة, صناديق الوزراء وجمعيات الاعيان
- سياسة الصناديق وصناديق السياسة
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -15-
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -14-
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- من اجل قطعة زفت –مطالب القرن الواحد والعشرين لساكنة مهمشة بإ ...


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعين يعقوبي - سراب الحكم: رئاسة الحكومة من طرف العدالة والتنمية بالمغرب