|
مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 16:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نجحت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية نجاحاً باهراً فاق توقعات الجميع. لكن البعض حاول تفسير هذه النجاح الكبير باعتباره هزيمة للثوار ولميدان التحرير وبداية النهاية لثورة 25 يناير. وهو تفسير مجافى للحقيقة من أكثر من زاوية. ولعل أفضل تفنيد له رسالة وصلتنى على شبكات التواصل الاجتماعى عبر الانترنت تقول بالنص: " لكل من يلعنون ميدان التحرير نقول: 1- لولا التحرير لكنت الآن بدون حق الانتخاب لأنه ليست لديك بطاقة انتخابية. 2- لولا التحرير لكنت فشلت فى الوقوف فى طابور لجنة لأن بلطجية النظام كانوا سيمنعونك. 3- لولا التحرير لما كنت رأيت مائة مرشح لمقعد واحد وكلهم يعتقدون أن لديهم فرصة. 4- لولا التحرير لما تأكدت أن المسجلين خطر ليسوا من بين الناخبين. 5- لولا التحرير لرأيت أتوبيسات النقل العام تنقل الموظفين الحكوميين بالاكراه لانتخاب الحزب الوطنى. 6- لولا التحرير لما تمكن المصريون بالخارج من استرجاع حقهم المسلوب فى المواطنة الكاملة. 7- لولا التحرير لكان خرج علينا ديٌّوس النظام السابق ليقول لك: اليوم عرس الديموقراطية. أيا كانت نتيجة الانتخابات الحالية.. شكراً لميدان التحرير قلب مصر النابض بالحيوية والشرف لكل مصرى حر". *** وإضافة إلى ما جاء فى هذه الرسالة الصادقة فإنه لا يمكن الجدال فى أن ثورة 25 يناير هى التى فتحت الباب أمام إجراء انتخابات نزيهة، بدون تزوير، للمرة الأولى بعد سنوات وعقود كانت الانتخابات فيها مهزلة حقيقية. وهناك الكثير من الأمور التى تستحق الاشادة فيما جرى فى تسع محافظات مصرية يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين. وأول من يستحق الاشادة والتحية هو الشعب المصرى، الذى سحب استقالته – بعد ثورة 25 يناير – من الاهتمام بشئونه. وبدلاً من العزوف عن المشاركة فى السابق رأينا المصريين من كافة الأجيال والطبقات والفئات والمدارس الفكرية والسياسية والحزبية يخلعون رداء السلبية والأنا ماليه، رغم أنه كانت هناك مخاوف شديدة ومبررة، من اندلاع موجات من العنف مع بدء فتح صناديق الاقتراع. وهذه النقطة الأخيرة تنقلنا إلى الجيش المصرى الذى يستحق ثانى إشادة وتحية لسيطرته على مقاليد الأمور، والاشراف الصارم – والمهذب فى ذات الوقت – على العملية الانتخابية فى مناخ من الأمن والأمان. هذه الانجاز تستطيع أن تعرف حجمه بالمقارنة مع أمرين: الأمر الأول هو غياب الأمن إلى حد بعيد قبيل الانتخابات فى سائر أنحاء مصر. والأمر الثانى هو مقارنة أجواء الانتخابات الحالية بأجواء آخر انتخابات جرت فى عصر حسنى مبارك فى عام 2010 قبيل ثورة 25 يناير. ونتذكر أن تلك الانتخابات "المباركية" قد شهدت تزويراً فاجراً ومفضوحاً ووقحاً وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى. فإذا استعرضنا وقائع يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين نستطيع أن نرى الفارق الكبير، وهو فارق يحسب لصالح قواتنا المسلحة التى نجحت نجاحاً كبيراً فى توفير مناخ من الأمن الذى يسمح بانتخابات بأقل قدر من الضغوط والتجاوزات. وهذا النجاح الكبير الذى يستحق الاشادة والتحية يجعلنا نفتح قوساً لجملة اعتراضية أو سؤال يطرح نفسه: إذا كان بمقدور الجيش أن يفرض الأمن بهذا الشكل فلماذا ترك الحبل على الغارب للبلطجية ومعتادى الاجرام وكل من هب ودب لانتهاك القانون وترويع الأمنين بطول البلاد وغربها؟! *** على أى حال.. نرجو أن يستمر هذا المناخ الايجابى فى انتخابات الاعادة وفى المرحلتين الثانية والثالثة، حتى يكون لدينا أول برلمان بعد الثورة يأتى دون تزوير "رسمى" و "حكومى". هذا البرلمان المقبل يكتسب أهمية استثنائية من زاوية أنه هو الذى سيختار أولئك الذين سيكتبون مسودة الدستور الجديد. وهذه مهمة بالغة الخطورة (رغم أنها تأتى متأخرة وفى ترتيب مقلوب لما كان يجب أن تسير عليه عملية الانتقال من الدولة الاستبدادية إلى إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة). غير أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قلل من شأن صلاحيات البرلمان المقبل، حين أشار بعض أعضائه إلى أن هذا البرلمان لن يكون من حقه تشكيل الحكومة، إضافة إلى حرمانه من صلاحيات مهمة أخرى. *** وأياً كان تشكيل البرلمان الجديد، وأياً كانت صلاحياته، فإنه لا يجب نسيان أن هذا أول برلمان بعد الثورة، فضلاً عنه يأتى نتيجة انتخابات فريدة تمت فى ظل ثلاث رؤساء حكومات: رئيس وزراء تم إعفاءه مع استمراره فى تسيير الأعمال لحين تسلم رئيس الوزراء الجديد، ورئيس وزراء مكلف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، و"رئيس وزراء" مكلف من ميدان التحرير. ففى ظل وجود هذا الثالوث: عصام شرف وكمال الجنزورى ومحمد البرادعى، بما يعنى التداخل فيما بينهم من دلالات، جرت الانتخابات. وهذا سيترك بصماته على سير الأمور بعد بدء عمل البرلمان الجديد. الأمر الثانى المهم هو أن هذا البرلمان، والانتخابات التى جلبته إلى الحياة، يتمان فى ظل استمرار اعتصام فى ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء ومجلس الشعب. أى أن البرلمان لن يكون وحيداً.. أو بعيداً عن صوت المليونيات الهادر. وبهذه الثنائية العجيبة .. نفتح صفحة جديدة فى العمل الوطنى.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخاطر كثيرة .. وبوليصة تأمين واحدة
-
شروع فى قتل أقدم دولة فى التاريخ
-
الانتخابات .. وثقافة الاستهانة
-
استفزاز مزدوج !
-
تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-
-
لا أحد ينام فى مصر!
-
إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت» (1)
-
ابحث مع الشعب: جهاز أمن خرج ..ولم يعد!
-
سجن أبوغريب علي أرض مطار القاهرة!
-
إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت»(2)
-
ليالي -الثورة- في فيينا
-
من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟
-
-بدلة- المشير!
-
مستقبل مجتمع -البيزنس-... بعد الثورة
-
الدين والسياسة.. للمرة الألف!
-
احمد عز مازال يهدد
-
إيقاظ قانون سيئ السمعة
-
ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (2)
-
ثورة الاقتصاد : الفريضة الغائبة (3)
-
ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (4)
المزيد.....
-
راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم
...
-
مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا
...
-
انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
-
15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا
...
-
روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات
...
-
عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
-
الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
-
انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية
...
-
لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق
...
-
الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|