أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - الامانة الموضوعية.. والشجرة: مراجعة لمقال صبحي الحديدي














المزيد.....

الامانة الموضوعية.. والشجرة: مراجعة لمقال صبحي الحديدي


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 10:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من اطرف ما قرأت مؤخرا, مقالا للكاتب المبدع صبحي الحديدي, في "الحوار المتمدن" تحت عنوان لايقل طرافة "العلمانية والشجرة".
موضوع المقال (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=28471 ) "انّ مدير المدرسة الثانوية "فان دونجان"، في ضاحية لانيي ـ سور ـ مارن شرق العاصمة باريس، استقبل في مكتبه طالبتين ، جاءتا للاحتجاج على نصب شجرة عيد الميلاد في مدخل المدرسة، لأنّ الشجرة رمز ديني مسيحي، وهي تالياً تتناقض مع القانون الأخير وتنتهك المدرسة الفرنسية، العلمانية والجمهورية. وأوضحت الطالبتان أنهما تمثّلان وفداً من الطلاب والطالبات، يحتشد للسبب ذاته في الممرّات."

رفع المدير الشجرة مظطرا امام منطق الطالبتين, لكن:
"في اليوم التالي كان عدد من الأساتذة يعكف على إعداد نصّ تعليمي يستعرض تاريخ استخدام الشجرة كعنصر زينة في هذا الوقت بالذات من العام، وأنّ التقليد وثني في الأساس، ويرمز إلى الخصب والنماء بعد سبات الشتاء، ويعود إلى قرون سابقة على ميلاد المسيح وانتشار المسيحية."

ايد عدد من الطلاب, هؤلاء الاساتذه, اعاد المدير الشجرة بعد ان كادت المدرسة تنقسم الى جبهتين.

وهنا يقول الكاتب : " وحسناً فعل" مبررا رأيه بأن " الطعن بالقانون أو تحدّيه أو حتى تبيان مثالبه ونواقصه شيء مختلف تماماً عن اتخاذه ذريعة لنسف تقليد إنساني بريء، جامع للعباد بدل تفريقهم، ورمز وئام وسلام، ومبعث فرح لأعذب أفراد العائلة البشرية: الأطفال. وأكاد أجزم أنّ الوفد المناوىء، أيّاً كانت عقائد أفراده، يحمل لشجرة عيد الميلاد المحبّة ذاتها التي في قلوب الوفد المؤيّد لنصب الشجرة."

اقول لكم الحق انني اصبت بخيبة امل كبيرة امام جملة من اكثر الجمل التي قرأتها في حياتي تحيزا!!

ما هو الفرق الاساسي بين ربطة الرأس الاسلامية وشجرة الميلاد المسيحية؟ لم توصف الشجرة بكل هذه الشاعرية التي توحي بان ربطة الرأس, على العكس منها, وكأنها رمز حرب وتفرقة؟ واذا كان الوفد "المناوئ للشجرة" يحمل المحبة لشجرة الميلاد, افليس هذا دليل على ان المطالبة بازالتها لم تكن عن حقد وتفرقة, بل احساس دقيق بالعدالة؟ فأين احساس الكاتب بها؟ ربما كنت اشارك الكاتب مشاعره الايجابية لشجرة الميلاد والسلبية بالنسبة لربطة الرأس, لكني اجد ان من الاهانة للموضوعية ان اضع احاسيسي هذه اساسا للحكم بالرفض على منطق سليم يطالب بالعدالة وبطريقة في منتهى الحضارية. وهل يعني هنا تاريخ الشجرة الوثني شيئا؟ هل الوثنية الا دينا اخر؟ اضن ان الكاتب يعرف تماما ان الكثير مما جاء في الاسلام يمكن ارجاعه لاصول وثنية, فهل يكون عندها مقبولا لديه؟

ألا ان احساس صبحي الحديدي وامانته لاتخونه الى النهاية, فيقول في نهاية مقالته ان الحقائق التأريخية "لا تنفي عن شجرة عيد الميلاد صفتها كرمز مسيحي بامتياز." فاذا كنت تراه رمزا مسيحيا بامتياز, فلم انكرت يا اخي احساس الطلاب المسلمين بالظلم في تطبيق القانون, ولم قلت ان الموضوع استخدم " ذريعة لنسف تقليد انساني بريء"؟

ويعود احساس الكاتب بوخز الضمير وبأنه لم يعط الجانبين حقهما, ورفض ان يخفي الحقائق المناقضة لرأيه, ولم نكن نعلم بها لو لم يقلها, فيكتب في اخر جملة له في المقال:

"وفي كلّ حال لم يكن طلاب ثانوية "فان دونجان" الفرنسية أوّل القائلين بتعارض شجرة عيد الميلاد مع المبدأ العلماني: في سنة 2000 رفض مجلس مدينة أوجين، ولاية أوريغون الأمريكية، نصب الشجرة في المؤسسات الحكومية لأنها، تحديداً... تتعارض مع مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة!"

فكيف نلوم اطفال مدرسة ثانوية على الاحساس بنفس الخلل الذي احس به مجلس مدينة امريكية؟ وهل كان رفض ذلك المجلس ايضا "ذريعة لنسف تقليد انساني بريء؟"

انا لا اشكك بنزاهة وضمير الاخ صبحي الحديدي, الا انني اعاتبه على قبول هذا التناقض في مقاله والذي اوصله الى استنتاج غريب غير مقنع.

من ناحيتي لا ارى الا ان التفسير الوحيد للتناقض بين تطبيق قانون بشكل عادل وبين "تراث انساني جميل", هو ان القانون ليس قانونا انسانيا جميلا.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم الحماس للقوائم الموحدة؟
- خدمتين جديدتين مهمتين لمستعملي الحاسبات
- هولندا: شعب طيب وصحافة عاهرة – 2- منع التكامل الاجتماعي –
- مقالق جلالة الملك
- الانتخابات: سنذكرها كحلم جميل, ام كابوس مرعب؟
- هولندا: شعب طيب, وصحافة عاهرة: 1- -كفار وسرقتهم حلال-
- عقدة الخوف من صدام تعود الى قلوب العراقيين
- نحن وحوارنا المتمدن
- درس كلاسيكي في التظليل الاعلامي
- رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا
- صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها
- صور صغيرة لمشكلة كبيرة كبيرة
- لماذا لم احتضن كل الحق؟
- جوائز مظللة في هولندا والدنمارك
- داغستان في ذاكرتي : بمناسبة ذكرى وفاة رسول حمزتوف
- المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-
- سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
- ولنا نحن العلمانيون تعصبنا ونفاقنا...
- ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نا ...
- السعودية الجديدة


المزيد.....




- هدنة بين السنة والشيعة في باكستان بعد أعمال عنف أودت بحياة أ ...
- المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا عل ...
- -تأثيره كارثي-.. ماهو مخدر المشروم المضبوط في مصر؟
- صواريخ باليستية وقنابل أميركية.. إعلان روسي عن مواجهات عسكري ...
- تفاؤل مشوب بالحذر بشأن -اتفاق ثلاثي المراحل- محتمل بين إسرائ ...
- بعد التصعيد مع حزب الله.. لماذا تدرس إسرائيل وقف القتال في ل ...
- برلماني أوكراني يكشف كيف تخفي الولايات المتحدة مشاركتها في ا ...
- سياسي فرنسي يدعو إلى الاحتجاج على احتمال إرسال قوات أوروبية ...
- -تدمير ميركافا وإيقاع قتلى وجرحى-.. -حزب الله- ينفذ 8 عمليات ...
- شولتس يعد بمواصلة دعم أوكرانيا إذا فاز في الانتخابات


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صائب خليل - الامانة الموضوعية.. والشجرة: مراجعة لمقال صبحي الحديدي