محمد نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 08:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعليق
تليق بهؤلاء الحرية والدمقراطية تمامًا كما تليق البرذعة على الغنمة
لم يسعدني الحظ لاستمع وأشاهد قنال التلفزيون في إسرائيل وقد دار الحديث هناك عن موقفنا وموقفي أنا من الأحداث في سوريا. ولم يسعفني الحظ كذلك لأحضر جلسة مع رئيس بلدية في الناحية اليهودية وهو يعيّر رفاقنا اليهود الأبطال: "انتم مع بشّار الأسد".
وتساءل التلفزيون ورئيس البلدية اياه، طبعا وعلى وجوههم علامة تعجب كبيرة: هل يوجد دمقراطيون يؤيدون النظام السوري!!
هذه القوى صهيونية، والصهيونية دمقراطية جدًا وهي ليست عنصرية منذ تأسيسها ولغاية اليوم.
إسرائيل دمقراطية جدًا وهي تحتل الأرض الفلسطينية وتقيم المستوطنات والجدار وتقتل وتعتقل وتحتل الأرض السورية واللبنانية، فهي في منتهى الدمقراطية. وأسيادها وأصدقاؤها دمقراطيون جدًا من الاستعمار الأمريكي إلى الابارتهايد. وهي دمقراطية بما فيه الكفاية وهي تضطهد الأقلية العربية الفلسطينية التي تعيش في وطنها من النقب إلى الجليل، وهي دمقراطية جدًا وهي تهدد إيران. كأني بهم يشقرقون من الضحك على ليبرمان ونتنياهو ومن قبلهم ومن معهم، ويضحكون في عُبهم لأنهم دمقراطيون، أما نحن فمساكين، لا نفهم دمقراطية العالم الحر في العراق وليبيا وأفغانستان، ولا نفهم ولا نقدّر دمقراطية حلف شمال الأطلسي، لا نفقه في الدمقراطية الرأسمالية الاحتلالية الامبريالية شيئًا. ولا نفقه حتى مدى دمقراطية دول الخليج العربي، ولا دمقراطية جامعة هذه الدول العربية. لولا احترامي للقاق لقلت: لو بستحي القاق ما غَنّى. تليق بهؤلاء الحرية والدمقراطية تمامًا كما تليق البرذعة على الغنمة. وكما تليق السيجارة في فم الأرنب والدّجاجة.
قال المغني والشاعر الموصلي:
إذا بارك الله في طائرٍ
فلا بارك الله في العقعق
طويل الذنابي قصير الجناح
متى ما يجد فرصة يسرق
#محمد_نفاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟