أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - زوجة القس وفاء... واحتلال العراق














المزيد.....

زوجة القس وفاء... واحتلال العراق


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ثمة علاقة بين التصعيد الكبير في مواقف بعض الاقباط فيما يتعلق بقضية السيدة وفاء التي أشهرت اسلامها وتطورات ما بعد احتلال العراق. الاجابة ببساطة ويسر نعم. فتداعيات ما بعد احداث سبتمبر ومن ثم الحرب على العراق افرزت واقعا جديدا اعاد تعريف مفهوم السيادة ومسألة الشؤون الداخلية والقيم التي تحكم المنطقة. ساعد في ذلك الوضع السياسي المحتقن والاقتصادي المتردي والاجتماعي الصعب والذي لا تستطيع كثير من الانظمة العربية من خلال معطياته مواجهة الضغوط الخارجية خصوصا في مرحلة القطب الواحد. مسألة عزام عزام والدفء المفاجئ في العلاقات المصرية-الاسرائيلية وتوقيع اتفاقية الكويز التجارية والنشاط الدبلوماسي باتجاه تنشيط مسار المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية والهرولة السورية باتجاه اسرائيل عبر بوابة القاهرة تظهر جليا ان الوضع العربي الرسمي في كثير من جوانبه قد سلم بان التعاطي مع الواقع الجديد والذي فرضته اجندة المحافظين الجدد في البيت الابيض يكون بالتجاوب معه والاستجابة لمتطلباته.

الديمقراطية, حقوق الانسان, الحريات والاقليات والديون والقروض اوراق متيسرة في السياسة الامريكية للضغط على الدول العربية متى لزم الامر يعزز ذلك ضعف ان لم نقل انهيار المناعة السياسية في الجسم السياسي العربي الرسمي.

لم يكن مستغربا ان تلجأ الجمعية القبطية بقيادة موريس صادق الى مناشدة شارون مساعدة الاقباط في مصر وحمايتهم والى الطلب من امريكا التدخل بل ان بعض التجمعات القبطية في المهجر دعت الي وقف المساعدات الامريكية لمصر واستخدمت في دعواتها تلك الفاظ شديدة القسوة. كما طالبت جمعية صادق بمنح الاقباط حكما ذاتيا وجاء في بيانها ان هذا التطور جاء ثمرة تغيرات اساسية في ميزان القوي في الشرق الاوسط واعتراف النظام العالمي الجديد بالحقوق التاريخية والقانونية للاقباط.

مقارنة سريعة بين موقف الكنيسة القبطية من قضية السيدة وفاء قسطنطين ومن موضوع قصة الراهب المفصول من الكنيسة والذي نشرت قصته صحيفة النبأ المصرية مثيرة ضجة كبرى حينها توضح المعنى الذي ذهب اليه بيان الجمعية فيما يتعلق بمسألة ميزان القوى. وقتها نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن الانبا يوأنس المتحدث باسم البابا قوله: ان البابا شنودة ذكر في لقائه مع الاقباط صباح امس انه (لا مبرر للتعامل مع الموقف الان بشكل انفعالي خاصة ان الدولة اتخذت على الفور اجراءات ايجابية لتهدئة الاوضاع وضمان تحقيق السلام الاجتماعي والحفاظ على الوحدة الوطنية).

وقالت الوكالة: ان عددا كبيرا من الاقباط تجمع صباح امس أمام الكاتدرائية. ام الان فقد ذكر الأنبا بيشوي في تصريحات لصحيفة "العربي" اليوم الأحد أسباب غضب البابا شنودة وتوجهه إلى دير الأنبا بيشوي في مدينة وادي النطرون على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، ولخصها في تأخير أجهزة الأمن المصرية تسليم زوجة القس السيدة وفاء قسطنطين إلى الكنيسة يوم الأربعاء 8-12-2004 مدة ساعتين تقريبا؛ مما اعتبره البابا تلاعبا بالكنيسة.

في الوقت الذي يجب فيه ازالة الظلم الفعلي على كل المواطنين في بلادنا العربية وبشكل مساوي, فالمواطن بشكل عام وبغض النظر عن انتمائه محروم من ممارسة حقه في التعبير والتغيير والمساهمة السياسية في غالبية البلاد العربية. غير ان الاستفادة من الظروف والمتغييرات الخارجية لتحقيق مكاسب داخلية آنية سيكون له أثر سلبي على المدي البعيد مما يهدد الامن والسلم الاجتماعي والذي عاشت فيه مكونات المجتمع العربي بسلام ووئام وتفاهم لقرون طويلة.



النظام المصري لم يستطيع مقاومة الضغوط في مسألة السيدة قسطنطين وقام بتسليمها رغم اعلانها الواضح انها اسلمت بمحض ارادتها للكنيسة القبطية في خطوة اثارت غضب قطاع كبير من المصريين عبر عنه بيان المثقفيين المصريين. فمصر التي تحاول ترتيب اوراقها في مسألة خلافة الرئيس تبدوا مستعدة وبشكل جلي للتجاوب مع متطلبات المرحلة امريكيا وعلى كافة الاصعدة من مسألة عزام عزام الى ما يستجد من احداث ومتغيرات.



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!العراق... تصدعات في العسكرية الامريكية


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - زوجة القس وفاء... واحتلال العراق