|
هل تكره امريكا .....؟
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 12:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تكره امريكا...؟
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج اليابان مهزومة منها ..... سئل ياباني .....هل تكره امريكا...؟ اجاب..بكل وضوح لن تفيدني الكراهية في شيء سوى ضياع وقتي بالتفكير فيها . بعد الحرب العالمية الثانية وخروج المانيا واليابان خاسرة الحرب امام دول الحلفاء تم الاتفاق مع امريكا والدول الحليفة لها على انجاز مشروع اقتصادي عملاق (مشروع مارشال )لاعادة اعمار الدولتين المانيا واليابان . اليابانيون بعد الحرب اعطوا اهمية استثنائية للمعلم من كل الوظائف الاخرى وكان يحق للمعلم ما لا يحق لغيره .فعمدوا الى تحويل الانكسار والهزيمة الى انتصار بالعلم . وها نحن نشهد ان اليابان ثاني اكبر دولة متقدمة في العالم . اما الالمان ... بعد الحرب عمدوا الى ان تنجز الاعمال على اتم وجه وهذا المبدأ يسري على جميع الصناعات الالمانية وفعلا حققوا هذا الهدف ومنحوا الانتاج الالماني بعد الحرب الضمانة بالجودة العالية . مما جعل صناعتهم افضل الصناعات واقتصادهم من اقوى الاقتصاديات في العالم . وهناك دول لم تخوض في حروب واحتلالات وانما كانت لها الارادة في النهوض والتقدم ...مثل الصين التي سعت الى التحول من الاقتصاد الاشتراكي المركزي . الى اقتصاد السوق ...واكتشاف الصيغة السحرية للانفتاح على العالم ...فعمدت الى تصنيع السلع رخيصة الثمن ضرورية الاستخدام وكثيرة الاستهلاك ...مما يحتاجه ربات البيوت واطفال المدارس .والعالم يشهد الان ظهور عملاق اقتصادي اسمه الصين مسجلة اعلى معدلات النمو في العالم . وهناك دول خرجت من التميز العنصري ومن معاناة استمرت عقودا طويلة مثل جنوب افريقيا . فبعد التحرر من السلطة العنصرية قال نلسن مانديلا ...( ان اقامة العدل اصعب بكثير من هدم الظلم )...فاسسوا لجنة المصالحة والحقيقة . لتجاوز الانتقام والثأر والدخول في نفق الاقتتال الذي لا نهاية له .وسعوا الى بناء بلدهم ...ليصبح على ما هو عليه الان . اننا في العراق وبعد التغيرفي 4/9/2003 لم نقرأ تجارب الشعوب ونستفد منها وانما غرقنا في ذاتنا ... وفي حرب طائفية عمقت الفرقة والشقاق بين ابناء الوطن ...وخلقنا داخل المدن كانتونات طائفية محاطة بالجدران العالية ....ولجأ البعض الى تصنيع المفخخات قليلة الكلفة... وكبيرة التأثير تسبب الفواجع لربات البيوت واطفال المدارس .نحن في العراق ذهبنا الى انتاج ما نختلف فيه وما نختلف عليه...لنذهب بعيدا باحلامنا بعد الخلاص من الدكتاتورية الى الصراع والفرقة بحيث ذهب كل فريق يبحث عن حليف له من خارج الحدود ليستقوي على من يختلف معه .وما الدعوات الى اقامة الاقاليم في عدد من المحافظات الا صراع سيتفجر على المناطق المتنازع عليها بعد ان تم تغير الحدود الادارية لاكثر من محافظة . فبات النزاع بلا نهاية قريبة وان لا امل باستقرار البلاد لحين ما تكون هناك صفقة اقليمية برعاية امريكية .لان من يعتقد ان امريكا قد تخلت عن العراق فهو واهم ... فامريكا لن تترك العراق لان اهدافها بالعراق كبيرة وستراتيجية ....وطالما يشكل العراق ثاني اكبر احتياطي نفطي بالعالم فهي ستسعى للعودة الى العراق بسيناريو اخر يمكنها من عقد التحالفات الطويلة الامد وستعود للقواعد التي شيدتها في العراق لتبقى فيها زمنا طويلا يخدم مصالحها الاستراتيجية وعندها سنسأل ..انفسنا ما العمل ..هل نذهب الى حمل السلاح ام نذهب الى ايجاد تفاهمات تحفظ للعراق استقراره وامنه ووحدة اراضيه كما فعلت المانيا واليابان .. هل تكرهون امريكا .....؟ ام ان التفكير في الكراهية يأخذ منا الكثير من الوقت...؟ نحن بالعراق بحاجة الى قراءة متأنية للمحيط الاقليمي والدولي والتغيرات التي تعصف بالمنطقة وتحديد الخيارات التي تؤمن لنا الاستقرار وفرص التقدم وتحافظ على متبنياتنا الفكرية وخصوصيتنا . وعلى من يحاول ان يهز القارب بعنف ان يدرك انه سيسبب في غرق من فيه ولن يصل احد الى الشاطىء... لنبحث عن مصالحنا دون وضع شروط ومحددات مسبقة فلقد دفع العراقيين من دماء ابنائه الكثير تأثرا بشعارات لم تجلب لنا غير ضياع المال والعيال والمزيد من الفوضى والدمار ...وها هم العراقيين في كل بقاع الارض منتشرين يبحثون عن دول تقبلهم وسماء ترأف بحالهم وحكومات تدفع لهم ولعوائلهم الاعانات ...ماذا كنا سنعمل لو ان عدد نفوس العراق مائة مليون ....او بعدد نفوس الهند (مليار و 147 مليون ) واكثر من 6 ديانات ويعترف الدستورالهندي ب21 لغة ... ويبلغ عدد اللهجات المحلية فيها 1652 ...ومنذ عام 1991 تحولت الهند الى واحدة من اسرع الاقتصاديات نموا في العالم.. مرة اخرى نحن بحاجة الى من يقود القارب في هذا البحر الهائج قيادة حكيمة ليصل الى الشاطىء بالقارب وبمن فيه دون ان يضطر الى رمي البعض من ابنائه الى البحر ....!!!! ..حامد الزبيدي 27/11/2011
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدولة السنية
-
بأي حال عدت يا عيد
-
خليجي....21
-
رجال السيليكون.....العربي
-
هل الوحدة العراقية السورية...حاجة ام ضرورة
-
الدولة الكردية
-
لنتذكر معا ....حاكما اسمه القذافي
-
حرب الدجاج
-
بغداد...عاشقة حتى اخر رمق
-
الف.. باء...ميناء
-
وطن بلا جدران
-
حكاية موظف .....(م)
-
العواصف الترابية في العراق
-
العراق بعد......9/4
-
حسون الامريكي
-
الديك الفصيح من البيضة يصيح-1
-
احترامي للحرامي
-
كومة احجار ولا هالجار
-
الى من يهمه الامر....سرجون الاول
-
اللهم عجرم سياسينا
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|