ماذا بعد سقوط النظام

طه الحامد

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 03:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من السذاجة بمكان كل من يعتقد بان الانتفاضة والتظاهر السلمي في سوريا سبيل الى اسقاط النظام وذلك يعود الى البنية الدمويةالمافيوية المعقدة والمركبة لاجنحة النظام والى عقيدته التي تمتطي شعارات ايديولوجية ووطنية كسلوك ديماغوجي فاضح مستبطنا فكرا طائفيا وعائليا في جوهرهو المخفي تحت يافطات اثبتت التجارب زيفها

وهذا يبدو جليا من خلال السيطرة التامة على كل المفاصل الاساسية في المحافظات السورية من قبل طائفة بعينها فهي تدير كل الادارات الانتاجية والامنية والاجتماعيةوالسياسية بشكل مباشر وان ابناء الطائفة الحاكمة يتصرفون كملاك حقيقيين لكل الوطن معتبرين الاخرين رعاع وخدم ملزمين بالطاعة والعمل فالحكم في سوريا طائفي علوي بامتياز

وهذا مايفسر الاستنفار الشيعي بكل اشكاله الميليشوية المسلحة والفكرية والدينية لاسناد النظام ومنعه من السقوط

وقد اسست هذه العقلية لرد فعل طائفي سني سلفي يطمح الى الثار والانتقام والوصول الى السلطة حيث يعتبر اكثر منظريه انها من حقهم المشروع مما قد يؤدي الى تغيير جوهر الحراك كثورة ضد الاستبداد والدكتاتورية الى ثورة اسلامية سنية تدفع البلاد الى حاضنة الاسلام السياسي وربما الى حكم ظلامي ينهي كل تجليات المجتمع المدني وتعبيراته المجتمعية

وبما ان التغيير في سوريا يمس مباشرة مصالح الدول الاقليمية وخاصة اسرائيل وتركيا فالتدخل العسكري المباشر اوعبر المجموعات العسكرية التي تدار من الخارج اصبح وشيكا وهو شر بكل الاحوال و بدونه لن يسقط النظام مهما حاولنا ان ندفن رؤوسنا بالرمال واطلقنا التمنيات

ولكن عواقبه خطيرة للغاية اولها انهيار الدولة والوحدة السورية واندلاع الصراعات بين مكونات الشعب السوري التي ستبحث عن كينوناتها الضيقة على اساس طائفي او عرقي او مناطقي بسبب ما تركه الاستبداد المزمن فيهم من تراكمات قهرية ستعبر عن نفسها بشكل غرائزي و لغياب الحراك الديمقراطي المدني منذ عقود من الزمن

وهي مرحلة لن تدوم طويلا لان فيها الكل سيحترق ولابد من توافقات لاحقة على اساس تشاركي ستتحكم في رسم معالمها مراكز القوى على الارض مما قد يؤدي الى غياب وشلل لحاملي المشروع الديمقراطي المدني والعلماني الوطني لسنوات طويلة لان في هذه المرحلة سيعود الكل الى حواضنهم الطائفية والعرقية والعشائرية بشكل غرائزي

ونتمى ان لاتاكل الثورة اولادها البسطاء اوتذهب دمائهم هدرا بين اقدام االمتلهفين منذ الان للقفز الى كراسي السلطة رغم ان الدماء الزكية مازالت تسيل في ازقة الوطن وعلى روابيها

#طه_الحامد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات