أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شامل عبد العزيز - الشيوعيون .. والقضية الفلسطينية ؟















المزيد.....


الشيوعيون .. والقضية الفلسطينية ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 11:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتاب حَنَّا بَطَاطو – العراق – الكتاب الثاني – ترجمة عَفيف الرزَّاز – الفصل الخامس عشر [ الشيوعيون .. والمسألة الفلسطينية ] .
القضية الفلسطينية – القضية المركزية للعرب – لقد ترّبينا على هذه المقولة – قرآنا وسمعنا ,, حتى أصبحت الشعار الوحيد الذي ينادي به الجميع ومنذ أكثر من 60 عاماً وكذلك الحركات الإسلامية اتخذت من هذه القضية معيار لبعض المفاهيم التي تطرحها ومنها الازدواجية الأمريكية في التعاطي مع القضية الفلسطينية .. الخ .
منذ أكثر من 60 عاماً ولا زالت المسألة الفلسطينية دون نتائج – من هو المستفيد ولماذا ,, الدول الكبرى والصراع القديم الجديد والمصالح والسياسة والتقلبات العديدة .. النتيجة واحدة – مزيداً من التعقيدات والخاسر هو الشعب الفلسطيني دون أدنى شك ولا نغفل عن الشعب اليهودي مع الفارق .
ما هو موقف الاتحاد السوفيتي في عام 1947 أي منذ أكثر من 64 عاماً ,, هل هناك تراجع أو تغيير مفاجئ تجاه تلك المسألة ولماذا ؟ ما هي الأسباب الرئيسية لتراجع الحكومة السوفيتية ( هذا إذا كان هناك تراجع ) ؟
كثير من الأسئلة التي من الممكن أن نوردها حول موقف الاتحاد السوفيتي – سابقاً – من القضية المركزية للعرب . كما هو معلوم أن – اندريه غروميكو – وزير الخارجية السوفيتي في عام 1947 أعلن في بيان تلاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة [ لا يمكن ضمان المصالح المشروعة للسكان اليهود والعرب في – فلسطين – على حدّ سواء إلا بإقامة دولة *عربية – يهودية * مستقلة وثنائية وديمقراطية ومتجانسة ] ..
لم يتحقق أي شيء من هذا الخطاب ؟
هناك إضافة في خطاب وزير الخارجية السوفيتي في ذلك الحين :
( إذا ما أثبتت هذه الخطة كونها مستحيلة التنفيذ * وهي فعلاً مستحيلة * فسيكون ضرورياً أخذ الخطة الأخرى في الاعتبار * يبدو هناك خطة بديلة كانت حاضرة * هذه الخطة * تنص على تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين * واحدة يهودية وأخرى عربية * إلى هنا انتهت زبدة الكلام للوزير السوفيتي ) .
الآن يأمل العالم بأجمعه على دولتين مستقلتين * متى سيتحقق هذا الحلم * ؟
بعد خمسة أشهر وتحديداً في 13 تشرين الأول – أكتوبر – قال – س . تسارابكين – المندوب السوفيتي لدى الأمم المتحدة ( أن العلاقات بين العرب واليهود أصبحت متوترة إلى درجة أنه صار يستحيل التوفيق بينهما ,, ولذلك فإن خطة التقسيم تحظى بأكبر أمل في التنفيذ ) ..
لماذا توترت العلاقة إلى هذا الحد في ذلك الحين , من هو السبب ولماذا ؟
أيضاً لم يتغير أي شيء منذ ذلك التاريخ ..
ماذا حدث بعد ذلك ؟ يبدو أن هناك أمور أخرى تجري وراء الكواليس , أيضاً لماذا ؟
هذا هو السؤال ؟
في 29 تشرين الثاني – نوفمبر – صوّت الاتحاد السوفيتي إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية لصالح هذه الخطة * أي التقسيم *
يبدو أن مقولة * الصلاة خلف علي أتم والأكل عند معاوية أدسم * قد تحققت في موقف الحكومة السوفيتية في ذلك الحين ؟
هل هذه المواقف والتصويت والكلمات دليل قاطع على تراجع ونقض الاتحاد السوفيتي مواقفه تجاه المسألة الفلسطينية والحركة الصهيونية ؟
ما هو موقف الأحزاب الشيوعية عموماً والحزب الشيوعي العراقي خصوصاً ,, من تراجع الاتحاد السوفيتي عن موقفه السابق والذي بدأ منذ عام 1917 – الثورة البلشفية – تجاه القضية الفلسطينية ؟
لا ننسى في عام 1917 كان هناك وعد بلفور .
هل موقف الاتحاد السوفيتي تجاه القضية الفلسطينية كان من العوامل المساعدة على تراجع الشيوعية في العالم العربي بالإضافة إلى * فتاوى * رجال الدين والتحريض ضدّ الشيوعية بإيهام العوام بأنها – إلحادية – إباحية ولا ننسى محاربة العالم الرأسمالي – صراع القوى - ؟
( من وجهة نظر الأغلبية الساحقة من أهل فلسطين المحليين * إنكاراً لحقهم في تقرير مصيرهم * تحولاً ضدهم بسبب نتائج اللا إنسانية الأوربية تجاه اليهودية وعزلهم من القسم الأخصب والأكبر من بلدهم 56,5 % من مساحة أراضيه * منحه لمجتمع يشكل أقل من ثلث السكان , لا يملك أكثر من سدس المساحة القابلة للزراعة و 5,7% من مجموع مساحة الأرض وتتألف في ثمانية أعشارها من مهاجرين حديثين من أوربا * لماذا جاءوا من أوربا ,, هذا موضوع أخر ومن المحتمل أن نتناوله في مقال قادم * ) ؟
من يقرأ الأرقام في تلك الفترة ومقارنتها مع الواقع الحالي سوف يصاب بالدهشة لا بل بالصدمة ,, سوف نورد بعض الأرقام من أجل تبيان الصورة بين البدايات * عام 1918 * والنهايات * لغاية 1992 * الطبعة الأولى للكتاب :
1918 عدد السكان اليهود * معظمهم من أوربا الشرقية * 56 ألف نسمة أي 8 % .
1922 ارتفعت إلى 11,1 وإلى 16,8 عام 1931 وفي عام 1946 أصبح عدد اليهود 608 ألف أي 31,4 .
العرب : 1293000 أي 66,8 .
في عام 1918 كان اليهود يملكون 162,5 ألف من آرات : اكر = 4000 متر الأراضي من أصل 6580755 آرأ وهي إجمالي أراضي فلسطين أي 2% لليهود ثم بدأت الزيادة والتصاعد فعلى سبيل المثال في العام 1945 كانوا يملكون 5,7 بينما كان العرب يملكون 47,8 في نفس العام وكانت باقي الأراضي ( ميري ) أي ملكية للدولة .
هل كما يقال باعوا أراضيهم لليهود ؟ أم أن هذا القول جريمة بحق أهل فلسطين ؟
نعود لموقف الحكومة السوفيتية سابقاً ولاحقاً .
هل يمكن الاعتماد على مواقف الاتحاد السوفيتي سابقاً – روسيا – حالياً ؟ سوريا اليوم تُراهن على موقف الروس ,, هل سوف تنجح روسيا في كافة مواقفها بالنسبة لسوريا ,, الأيام هي الكفيلة بذلك .
صدمة وإرباك وتفتيت الصفوف بالنسبة إلى الشيوعيين في العراق ,, أليس كذلك ,, نتيجة تغيير موقف الحكومة السوفيتية من المسألة الفلسطينية ؟
لقد ترّبوا هؤلاء على أساس ( العداء للحركة الصهيونية ولفكرة الوطن القومي الصهيوني في فلسطين العربية ) ولقد أرتبك أعضاء الحزب اليهود الذين نظروا دوماً إلى الصهيونية على أنها خطر يهدد اليهود أنفسهم ( هل هذا صحيح يا شيخ يعقوب ابراهامي ) ؟
ماذا فعلوا نتيجة هذا الارتباك والصدمة ؟
وجّهوا يوم 29 أيار – مايو – نداء إلى ستالين :
[ أننا نتضرع إليكم * علماً بأن التضرع لله فقط * ؟ أيها الرفيق ستالين أن تؤيدوا قضية فلسطين عندما تطرح أمام الأمم المتحدة ,,, لا التباس في حق شعب فلسطين العربي بالاستقلال وقضيتهم لا علاقة لها بمأزق اليهود * المُقْتَلعين * إننا واثقون * خاب ظنكم يا سادتي * من أن حكومتكم التي تعتمد مبادئها وسياستها الخارجية على احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها ستقف إلى جانب العرب في محنتهم ] .
ولكن حسب ظنّي لم يستجب الرفيق ستالين للنداء بعد التضرع فلماذا ؟
سوف نعود إلى ذلك ,, ولكن ماذا فعلوا بعد ذلك ؟
رفض الشيوعيون في البداية تخليهم عن صيغهم القديمة ورفضوا الانحناء للنظرة السوفيتية الجديدة . وأكدت قيادة الحزب في توجيه داخلي – 1947 - :
( موقف الاتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفّر للصحف المرتزقة ومأجوري الإمبريالية فرصة لا للتشهير بالاتحاد السوفيتي فقط ,, بل أيضاً بالحركة الشيوعية في البلدان العربية ) .
بعد هذا لابدّ للحزب الشيوعي من تحديد موقفه من القضية الفلسطينية * بعيداً عن موقف السوفيت * وحسب الخطوط التي انتمى إليها :
أولاً : إن الحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية رجعية – مزيفة بالنسبة إلى الجماهير اليهودية .
ثانياً : إن الهجرة اليهودية لا تحل مشكلات اليهود المُقْتَلعين من أوربا بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية واستمرارها بشكلها الحالي – يهدّد السكان الأصليين في حياتهم وحرّيتهم .
ثالثاُ : إن تقسيم فلسطين عبارة عن مشروع إمبريالي قديم ,, يستند إلى استحالة مفترضة للتفاهم بين اليهود والعرب .
رابعاً : إن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يتحدد إلا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين فعلاً وليس من قبل الأمم المتحدة أو أيّة منظمة أو دولة أو مجموعة دول أخرى ( ولكن الواقع اليوم يقول عكس ذلك فالدول الكبرى هي التي تقرر مصير كل شيء باسم الأمم المتحدة ,, أو مجلس الأمن أو المنظمات الأخرى ) .
خامساً : إن التقسيم سيؤدي إلى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة .
سادساً :إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جدياً على آمال السلام في الشرق الأوسط .
من خلال النقاط أعلاه وللأسباب الواردة رفض – الحزب الشيوعي – خطة التقسيم .
السؤال هل استمر الحزب بمواقفه أم تراجع ووافق على ما وافقت عليه الحكومة السوفيتية ؟
رفضوا الموقف السوفيتي ولمدة شهرين فقط ثم وافقوا في 6 تموز – يوليو – 1948 :
( سارت القيادة الشيوعية في خط السياسة السوفيتية واتخذت لنفسها فكرة موجّهة تقول * إقامة دولة عربية ديمقراطية مستقلة في الجزء العربي من فلسطين ) ..
أهم سؤال في الموضوع بعد هذا الاستعراض ( ما هي الاعتبارات التي أثّرت على موقف الحكومة السوفيتية ) ؟
[ أجريت نقاشاً مطولاً مع رئيس الوفد السوفيتي ومعاونيه ,, وفي النهاية اخبرني بأنهم أيدوا قيام دولة يهودية لأنهم يتوقعون من العرب * خيراً * أقل مما يتوقعون من اليهود * ( على مائدة معاوية أدسم ) ثمّ هناك شق أخر للمسألة حيث أدّعى رئيس الوفد السوفيتي * أنّ معظم الدول العربية ألقت بنفسها بين الأيدي الأنكلو – سكسونية ] هذا ما قاله المندوب السوري لدى الأمم المتحدة وأرسله بكتاب إلى وزارة خارجية بلده في 4 تشرين الثاني – نوفمبر – 1947 .
الغريب أننا منذ البدايات مع الأنكلو – سكسونية ولحد الآن نهتف ونكتب ونؤيد كل ما يقولونه ولكن النتائج لليهود وليس للعرب ,, فلماذا ؟ حُكامنا مع الغرب – شعوبنا تهاجر إليهم - نستورد منهم كل ما نحتاجه – كل شيء من الغرب . بل نحن عالة على الغرب ..
أليس الأمر فيه من الغرابة الشيء الكثير فلماذا لا يلتفتوا إلينا بعين العطف كما فعلوا بنفس العين مع أولاد العم ؟
لكن موقف القائم بالأعمال السوري في موسكو ألقى اللوم على المواقف اللا ودية لمعظم الحكومات العربية تجاه السوفيت والأحزاب الشيوعية .. مساهمة هذه الحكومات جملة كحكومات أنقرة – بغداد – عمّان – وتوقيعها لمعاهدات بريطانية النفوذ تهدف إلى تطويق الاتحاد السوفيتي ,, والاعتقاد الزائف السائد بين عدد كبير من العرب بأن تأييد السوفيت مضمون في كل الأحوال وما أعقب ذلك من إهمال لاستثمار حماستهم ومن تحويل التعاون معهم في المحافل الدولية إلى مجرد تهديد وإعلان الهيئات العربية المسؤولة أن هذا التعاون – تعاون مع الشيطان – وهو أمر يَشعُر السوفيت تجاهه بحساسية بالغة ..
أضاف المندوب السوري :
( إن موسكو توقعت أن تهز سياستها الجديدة موقع بريطانيا في الشرق وتسرِّع مغادرتها لفلسطين وأن تؤدي فوق هذا كله إلى إيجاد مزاج يسود الناخبين اليهود يكون أقرب إلى صالح ترشيح – هنري والاس – مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية ,,وكذلك قال بأن لدى السوفيت آمالاً كبيرة بأن – يحول الحزب الشيوعي اليهودي الدولة الرأسمالية الصهيونية في فلسطين إلى دولة شيوعية ) ,, هل هذه أضغاث أحلام ؟
هناك سؤال مهم جداً ( ما هي الاعتبارات التي وفّرها الشيوعيون أنفسهم لكي تغير موسكو توجّهها ) ؟
( إن الأمر الذي يؤسّف له هو أن العرب التقدميين لم يفهموا يومها الموقف الذي اتخذه الاتحاد السوفيتي في ما يخص خطة التقسيم ,, وضيّع بعضهم الوقت * وما زال يضيعه * في بحث لا فائدة منه عن دوافع * انتهازية * ظرفية – تكتيكية , تكمن وراء هذا الموقف .. ) هذا بيان أصدرته – اللجنة العربية الديمقراطية في باريس في 11 حزيران – يونيو – 1948 ووزَّع على أعضاء الحزب في العراق خلال شهر آب – أغسطس – من نفس العام .
ما معنى هذا البيان ؟
أن المسألة الفلسطينية لم تكن مسألة عربية بحتة أو يهودية بحتة ,, بل مسألة * دولية * [ سابقاً كان الموقف مغاير فلماذا تغيّرت المواقف ] ؟
وكانت مسألة فرعية لا أساسية ونسبية لا مطلقة وتخضع لمتطلبات الصرّاع العام ضدّ النظام الرأسمالي – الامبريالي الدولي - ورأى البيان أنّ من سوء الحظ أنّ عدداً لا بأس به من الديمقراطيين العرب لم يفكر بهذا المبدأ أو بحقيقة أن – أرض المعركة الخاصة بهذا الصراع الشامل هي العالم بأسره أو أنه نسي أن طرد الامبريالية من أي بلد كان الآن فوراً وليس غداً , يعتبر نصر للمعسكر التقدمي ,, أما في ما يتعلق باليهود في فلسطين فإن البيان يشدد على أن :
[ المسألة التي هي أمامنا ليست تصريح – وعد بلفور- 1917 الظالم من غير أدنى شك - بل تحديد موقفنا تجاه مئات ألوف من اليهود الذين هاجروا منذئذ إلى فلسطين ,, والذين يشكّلون في الواقع وحدة مستقلة لها أنظمتها ولغتها وطموحاتها .. ويمكن أن يُرى إلى جانب - المستغلين – أعدائنا في كل مكان – عمّال وفلاحون وحرفيون هم أصدقاء لنا في كل مكان * إنّ لهذا الشعب الإسرائيلي الجديد ,, الحق في تقرير مصيره * ] .
لماذا هذا التغيير في المواقف ؟ سألنا سابقاً هذا إذا كان هناك تغيير ؟
البيان * ضوء على القضية الفلسطينية * وهذا عنوانه – دعا الديمقراطيين والوطنيين إلى عدم القتال كذلك دعا إلى * تأييد خطة التقسيم * ثمّ هناك نقطة مهمّة * عدم معارضة شعب إسرائيل الجديد ككل * وكذلك هناك نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها حسب رأيي ألاّ وهي : دعم القوى اليهودية التقدمية والوطنية لتمكينها من تسلّم السلطة في دولة إسرائيل ؟ مع وضع نهاية للصهيونية أو الرجعية اليهودية ؟
السؤال هل حدث شيء حقيقي وملموس من هذا البيان منذ ذلك التاريخ ولحد الآن ؟
من هو صاحب هذا البيان ؟ في السجلات الشيوعية هو – يوسف إسماعيل – شيوعي عراقي أقام في باريس ( هناك شك في أنه صاحب البيان ) .
يوسف إسماعيل هو من المجموعة الثانية *جماعات بغداد * والتي تشكلت عام 1933 وتضم جميل توما ونوري روفائيل ..
ولادة بغداد من أم عربية وأب هنديّ – سُنّي – مواليد 1911 – انتمى للمجموعة عام 1933 وعمره 22 سنة – طالب حقوق – نال شهادة الدكتوراه من باريس في الحقوق ينتمي للطبقة الوسطى والده وكيل أعمال عائلة نقيب الأشراف الكيلاني في بغداد – حُرم من الجنسية العراقية عام 1937 وهو عضو في الحزب الشيوعي الفرنسي في الأربعينات – تمّ طرده عام 1952 لانحرافه اليساري – زعيم أنصار السلام في العراق بعد عام 1958 - .
ما هو صدى البيان خصوصاً وأن توزيعه تمّ في إطار العمل السري في العراق وما هو موقف مؤسس الحزب – فهد - * يوسف سلمان يوسف * كان في وقتها في سجن الكوت ؟
( أزعج كثيرين من المنظمين الأساسيين للحزب أكثر مما أقنعهم , البيان وصف المنظمتين الإرهابيتين اليمنيتين المتطرفتين * شترن * و * إرغون * بأنهما منظمتان تقدميتان ,, كذلك احتوى البيان على تأكيدات طائشة وجليّة الزَّيف ويمنح الأحزاب التقدمية في فلسطين تأييد 75% من الشعب اليهودي,, يقول صاحب الكتاب : سمعتُ في أوساط قاعدة الحزب العراقي * انتقادات واحتجاجات * وكان هناك ما هو أسوأ : الابتعاد عن الحزب ولام أحد أعضاء الكادر الحزب بقلق قائلاً : كيف يسمح الحزب لنفسه بتوزيع بيان حول قضية لم يضع يده بشكل كافِ على تشابكاتها .. عندما وصل البيان إلى سجن الكوت وبدأ أحد الأعضاء بقراءته بصوت مرتفع .. أمر فهد بالكفّ عن ذلك بعد سماعه فقرات قليلة منه ) ..
لماذا ,, ما هو رأي فهد المؤسس ,, هل كان لديه علم ,, لم أجد أي رأي للرفيق المؤسس ؟
ما هو موقف – عزيز شريف – الحائز على جائزة لينين للسلام ؟
هو الوحيد الذي عبّر عن الكثير من أعضاء الحزب ومؤيديه واستبق بيان باريس عندما قال في نهاية أيار – مايو – ( ليس مسموحاً أن نستمد موقفنا في القضايا الوطنية من الاتحاد السوفيتي * منذ كنت صغيراً وأنا أسمع بأن الأحزاب الشيوعية تأتمر بالاتحاد السوفيتي دون قيد او شرط والاتحاد هو المرجعية ولا يحق لأحد الاعتراض أو النقاش ,, ولكني لا ادري حقيقة صحة هذه الأقوال * ؟ ثم يقول شريف : أو أن ننظر إلى سياسة دولة الاتحاد السوفيتي على أنها مستوحاة في كل الحالات من اعتبارات المبادئ ,,
ألم يمرّ الاتحاد السوفيتي بصمت على سحق حكومة إيران لأذربيجان ؟
ألم يُقم الاتحاد السوفيتي علاقات اقتصادية وسياسية مع حكومة * شيانغ – كاي – شيك وحدها بينما كانت عواطفه مع الحركة المعادية لتلك الحكومة ؟
يستمر الرفيق فيقول :
إن الاتحاد السوفيتي دولة تفعل وتنفعل ضمن إطار وضع دولي * وهذه حقيقة ليس الاتحاد السوفيتي فقط بل جميع الدول * وتصوغ سياستها في ضوء ذلك الوضع بكل تناقضاته وتعقيداته وإذا كان علينا ( ولا يزال الكلام للرفيق شريف ) أن نقبل من دون تحفّظ كل السياسات التي ترى من الملائم تبنّيها ,, فإننا سنثير عدم الثقة بالحركة الوطنية بين جماهير الشعب ...
لقد أقيمت دولة إسرائيل من خلال عمل عدواني على أساس الاستيلاء بالقوة على فلسطين من شعبها صاحب الحق ,, وإذا كانت مقاومتنا للصهيونية صحيحة قبل أن تحقق هذه أهدافها ( لقد فات القطار رفاقك سيدي ) فلماذا يمنعونا من مقاومتها بعد أن حقّقت أهدافها عملياً ,,
يختم تصريحه بالقول :
ليس إعلان دولة إسرائيل إلاّ الخطوة العملية الأولى باتجاه تجسيدها .... انتهى بيان عزيز شريف ..
ماذا حدث بعد بيان باريس ؟
تمّ رفض البيان في 11 حزيران – يونيو – 1948 ولكن بعد 8 سنوات أي في العام 1956 وتحديداً في أيلول – سبتمبر – قالت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي :
( إن بعض العناصر المشكوك بها نجحت في العام 1948 في أن تدس في صفوف حزبنا وحركتنا مفاهيم خاطئة بالنسبة للصهيونية ,, من بينها الأفكار التي وجدت تعبيرها في بيان عنوانه * ضوء على القضية الفلسطينية *
نعود للأستاذ بطاطو :
بالعودة إلى الوراء ,, من الواضح جداً أن توجّه موسكو الموالي لإسرائيل 1947 – 1948 كان خطأ حتى من وجهة نظر المصالح البحتة للشعوب السوفيتية .. ما هو البرهان ؟
الصفة العَرّضيه لهذا التوجّه ,, إذ تمّ التخلي عنه خلال أقلّ من سنتين والاستنتاج أن هذا الموقف نبع من مقدمات ذات أسس واقعية واهية , بمعنى أخر أن السياسات كانت مبنية :
أولاً : على تقييم غير مناسب للروابط بين الصهيونية ورأس المال اليهودي والرأسمالية في الغرب ..
ثانياً : على التقدير المبالغ فيه لقوة اليسار اليهودية وإمكانياته في فلسطين على الأقل ( عند يعقوب ابراهامي الخبر اليقين ) ؟
ثالثاً : غياب التحسس بأمزجة شرائح واسعة من العرب وبواعثها على إدراك غير كاف لاتساع الهوّة التي تفصل هؤلاء عن حكُامهم التقليديين الواقعين تحت سيطرة الغرب .
( نحنُ منذ البداية مع الغرب ,, لا اعتقد بأننا كنا ضدّ مصالحه ,, لم نتجرأ في يوم ما على مخالفته ,, منذ أن بدأ الاستعمار ثمّ التحرير - ملكية – جمهورية ,, الخ ) ..
بتعبير جديد :
إمكانية التغيير الملازمة للوضع العربي والتي لم تفعل المأساة الفلسطينية إلا أن سرّعت إيقاعها ( في العراق مثلاً حصلت الانتفاضة الجماهيرية الكبرى المسماة – الوثبة – 1948 وأشارت إلى خلل بنيوي في المجتمع , حصل هذا قبل أشهر من اندلاع حرب فلسطين وهزيمة الجيوش العربية ) هذه النظرة خارج نطاق رؤية موسكو ..
خلق دولة إسرائيل زاد من حدّة التوترات الداخلية في المجتمعات العربية وفي نفس الوقت جعل الوجود القوي للاتحاد السوفيتي أمراً ممكناً في الشرق الأوسط في النهاية .
من المشكوك فيه حسب رأي بطاطو أن يكون صانعو القرار في موسكو قد توقّعوا هذه النتائج – عام 1947 – وكان مثل بعد النظر هذا يحتاج إلى سلوك مختلف ووقوف موقف الدفاع في الحد الأدنى ويزيد من هذه الحاجة أن الشروط الموضوعية وعلاقات القوى المتبادلة يومها كانت على المستويين المحلي والدولي تؤكد على الأرجح هو – قيام دولة إسرائيل – وكأمر واقع في أقل تقدير طبعاً بغض النظر عن الكيفية التي سيتصرف بها الاتحاد السوفيتي ..
ختاماً ( التأثير الفعلي على الأحزاب الشيوعية في العالم العربي عموماً والعراق خصوصاً ) :
كان لسياسة موسكو تأثير ضار جداً بالنسبة إلى الشيوعيين في العراق – قللت هذه السياسة من نفوذ الشيوعيين بين العمال العرب – أربكت مؤيدهم وثّبطت عزائمهم – قلصت قاعدتهم بشكل ملموس – خلقت الشروط النفسية المسبقة للقمع الوحشي الذي مارسته الشرطة ضدّ كوادرهم وتنظيماتهم ,,
أصبحت سياسة موسكو في الواقع – السلاح الرئيسي للحكومة ضدّ الحزب والمتعاطفين معه .
/ ألقاكم على خير / ..



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدل العقيم حول الحجاب !!
- بدايات الإسلام بين الروايات التقليدية والمعطيات الأثرية !!
- نقد التراث إلى أين ؟
- راشد الغنوشي ,, من الحظر إلى الحُكم !!
- هل ستأكل الثورات أولادها ؟
- الربيع العربي وتطبيق الشريعة ؟
- المثليّة الجنسيّة حريّة شخصيّة ..
- الدولة الدينيّة من وجهة نظر ماركسيّة ؟
- عواقب 1917 ودوافع 1991 / ردود , شذرات / .
- هل لابدّ من ثورَةٍ على المساجدِ ؟
- مقال حول مقالات ( نقد الدين الإسلامي ) .
- عواقب ثورة 1917 ودوافع ثورة 1991 ؟
- 22 أيلول * سبتمبر * !! رحلة البحث عن وطن ؟
- ماغيدو ؟
- سؤال مكرر !! سوريا إلى أين ؟
- غوغاء , حُثالات أم ثوار ؟
- من مرجوحة عائشة إلى هودج صفية ! أسئلة إلى أهل التنوير ؟
- الشيوعيّة حتميّة تاريخيّة أم ولادة قيصرية ؟
- التنوير والثورة والربط بينهما ..
- المعارضة السوريّة !! تعدديّة ام اختلافات جذريّة ؟


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شامل عبد العزيز - الشيوعيون .. والقضية الفلسطينية ؟