عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 22:50
المحور:
الادب والفن
كل الصباحات الندية للجميلة ِ درعا
على جبينها الغزلان ترعى
كلّ الصباحات ِ الجميلة , معطرة بدم الأنبياء
كل الصباحات للجميلة ,وهي تحتطب السماء
لها الحنطة ُ,
وعلى صدرها أغصان زيتون ٍ
* * *
لا تجهزوا لها الكفن
هي الآن تنهض من نومها
لتصبح شبابة ً للوطن
على أعراس ليلها يـَرْقـُصُ الخلق ُ
هي الآنَ مهمومة قليلا ً
لكنـّهُ جُرحها يَــنـْزُفُ كبرياء
* * *
لك ِ الله يا درعا
على جبينك ِ الغزلانُ ترعى
لحوران هذا النشيجُ البدائي ُّ
والبكاءُ الأوّلِيُّ , وأجراسُ الكنائس
تعزفُ لحن الوفاء
لك ِ الله يا درعا
على سهولك يـُزْرَع ُ الطيبون
وفي غد ٍ ينامُ الأطفال ُ– ممهدين بالكفنْ ,
ليَـرْفـَعَ اسمهُ الوطن ْ
من عَلَّمَ الصغيرة َ , كلّ هذا الجنون
ومن علم َ أطفالها
كيف لتراب ِ بلدِهم يسجدون؟
سبحانها , وسبحان الذي , علمها الكبرياء
وسبحان الذي أرسى, بينها, وحمص, هذا الوفاء
* * *
لحمص قلبي كما كان دائما ً,
ولكنـّه الآن صار يعزف بحبهما , لحن الوفاء
منْ عـَلم ّ العاصي منذ الطفولة ,هذا التحـَدِّي!
وكيف لأصابعه ِ المـُنـَدَاة ِ بالخير, أنْ تـُرَقــِّصَ الطيور؟
وكيف جمّعَ كلّ حنان الأمهات ِ, على أوتار النواعير ؟
وراح يهدهدُ أغـْنِيـَّة ً لأطفال سوريا , اسمها الانتصار
على كلِّ من يحاولُ, قتل العصافير والورود والأمنيات ْ
هكذا تــَكتـُبُ درعا أغنيتها , بكلِّ اللغاتْ
وينشدُ أطفالُها , سيمفونية الخلودْ
لكـُلِّ طفل ٍ, يـُغنـِّي نشيد الزمنْ
حرية ً ,وكرامة ً, تــُزْرع ُعلى مساحة الوطنْ
* * *
لك ِ الله يا درعا
على جبنك الغزلان ترعى
* درعا مدينة سورية / كتب أطفالها بدمائهم على الجدران كلمة " كرامة ,و حرية "
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟