عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 23:39
المحور:
الادب والفن
من غَرّب َ الفرات عنك ؟
وأسند إليك الرحيل ْ
قمْ توضأ بماء الفرات ِ, إذن ْ
ألست َ من أدمن ماءه السلسبيلْ
فهو يجري في دمك
لقد رأيته ُ , آنَ قَبّــلَتـْـكَ شمس ُ الأصيل ْ
فلو كان " جود " بقربك َ حين ولجْتَ إليه ِ ,
لحَامَتْ , حَوْلَ عينيكَ فراشاتـُهُ ,
واستأذ َنـَتـْكَ أسماكـُهُ
وقبــَّلتْ ما كان منك , وقالت , " حلب ٌ قصدنا والسبيل "
حين َ غَزَوُتَ بسنـَّارتيـْكَ , روحَ الفرات
وأهْدَى إليكَ ماءه العذب , والفراشات اللواتي , سَبَحـْن َ به ِ
وهن َّ يحلمنَ بعاشق ٍ , مثـْلـُكَ يدغدغ منهن المشتهى
والحلَمــُات ِ اللواتي يَتــــَرَشفـْن َ الموج
والقطرات اللواتي تتهادى , ما بين نهود ٍ حيارى
لتيـْس ِ غزال ٍ يتشهى ّ الماء
كما تتشهى روحُه ُ , الموجَ الذي هزّهُ الحزن ُ
وألقى على عتباته ِ, شهوات ِ الهوى
حين طار العقلُ منه , وهوى
يا مسافر, ترك َ سَنّارة َ صيد ِ الملكاتْ ,
على شاطئ نهر الفراتْ
وراح يشم ُّ الندى والضفاف
* * *
أيترُكُ ملك ُ اللون ِ صفاءَ الماء ؟
وأضفى على النهر الحياة !!
غدا ً سيتذكـّرُ النهر ُ , غفوة َ الغزلان على ضفتيْه ِ
ويُـمشّط ُ شعر الصبايا , ويمـُسِّدُ أجسادهن ّ بوَهَن ٍ
حيث تـُداعب ُ أصابِعُهُ ماء َ الأنوثة
ويتكئن على خاصرته , بحنان ٍ عجيب ْ
حين يَنـْشُدُ النهر ُ أغانيهِ التي , تتوق ُ إليها السماء ْ
ويقف النهر ُمشدوها ً , بألوان ِ أشجاره ِ
التي رُسِمَتْ على لوحة ٍ من جمال الوجودْ
فيهما عَيْنَان ِ شَدّاهتان ِ
كأنهما عينا حبيبك " جُودْ"
يا أيها الفنان ُ
يا صانع أجمل َ لوحة ٍ في الوجود ْ0
* محمد صفوت – فنان تشكيلي , يعشق نهر الفرات ,
ورسم النهر , وأشجاره , وضفافه , بلوحات ٍ خالدة ,
* نجا من الموت بعد جراحة قلبية , باعجوبة ,
* جود – ابنه الصغير 0
- 20/10/2011 م
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟