حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:55
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في ذكرى الشهيد عمر بنجلون
الإسلام السياسي الوجه الآخر لأنظمة للاستبداد والديكتاتورية
18 دجنبر 1975- 18 دجنبر 2004
تمهيد : تحل يوم 18 دجنبر 2004 الذكرى 29 لاغتيال رمز من رموز حركة التحرر المغربية ، وقائد من القادة القلائل الذين أخلصوا لطليعيتهم حتى الشهادة ، إنه الشهيد عمر بنجلون الذي اغتالته أيدي الظلام المتجلبب بالإسلام نيابة عن نظام الاستبداد في يوم 18 دجنبر 1975 .
وفي خضم الذكرى يحق للإنسان فينا أن يتساءل عن حقيقة ما جرى وكيف ومن خطط لتلك الجريمة الشنعاء ؟ فبعد اعتقال المنفذين المباشرين والمنتمين لما سمي آنذاك ب"الشبيبة الإسلامية" وبعد اتضاح تورط الأجهزة وبعض الرموز التي تقترب من القبر يوما بعد يوم ، وبعد "ضياع" وثائق من ملف القضية ، ضاعت الحقيقة مؤقتا على الأقل .
وفي الوقت الذي تشكلت فيه "هيئة الإنصاف والمصالحة" لطي صفحة الماضي ، وفي الوقت الذي تنطلق فيه جلسات الاستماع إلى "الضحايا" تحت شرط أن لا يفصح الضحايا عن أسماء جلاديهم ، كأنما قدر هؤلاء "الضحايا" أن يصمتوا مرتين ، مرة تحت السياط ومرة وهم يحكون تاريخهم.
وفي الوقت الذي صار فيه "طي صفحة الماضي" محاولة لتبييض تاريخ أسود أنتج ما نحن عليه ، ويتنافى مع ما طمح له أغلب "الضحايا" ضدا على إرادة الجلادين في استمرار الاستبداد والديكتاتورية.
وفي الوقت الذي رفعت فرنسا السرية عن "بعض" الوثائق المتعلقة باختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة ، تتسرب عندنا معلومات عن "ضياع" وثائق مهمة من الأرشيفات .
وفي الوقت الذي يأمل المغاربة أن يكون مستقبلهم أفضل من ماض أسود، نحس وكأنما يتسلل من مخيلتنا ذلك الأمل.
لان الأمل بدون حقيقة تبني للمستقبل تبقى مجرد تبييض لتاريخ أسود ، لا نتمنى أن يعاد إنتاجه بأوجه مختلفة.
قال الشهيد عمر بنجلون :" الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار" ، وامتدت أيد الإرهاب الإسلاموي لتغتاله ذات يوم 18 دجنبر 1975 وتجسد حقيقة أن الاسلام السياسي هو الوجه الآخر للاستبداد والديكتاتورية، بل اليد الأخرى التي يطلقها متى اقتربت حركة التحرر من تهديد مصالح الطبقات السائدة.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟