|
ارحل ... لقد انتهى وقتك... رصيدك نفذ
سامي المصري
الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 00:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المجلس العسكري المغتصب لحق إدارة البلاد وضعه غير قانوني. كان المفروض على المغتصب أن يقود البلاد بالسياسة والدهاء والحكمة والكياسة، لكنه لم يكن فقط مغتصب بل كان غبي وجاهل بفن الإدارة وأحمق، فبدلا من السياسة والدبلوماسية استخدم أقصى درجات القوة الغاشمة وقهر الشعب مع الكذب الفاضح والغش في كل بياناته، فعاشت البلاد أسوء عشرة أشهر في تاريخها، ولا بد من سقوطه السريع غير المأسوف عليه.
ما يحدث الآن في التحرير هو نتيجة لتراكمات حماقة المجلس العسكري وفشله السياسي على مدى عشرة أشهر، مع مشاركة حكومة شرف بمنتهى الغباء في هذا الفشل، والعجز الكامل في القدرة على القيادة. آخر ما كان يشغل المجلس العسكري هو الإسراع بتسليم السلطة للإخوان المسلمين حتى يقطع خط الرجعة على القوى الوطنية في تحقق أي أمل في قيام حكومة وطنية قادرة على إنقاذ مصر من براثن السيطرة الاقتصادية الوهابية وشركات العولمة الصهيونية التي تبتز مصر وتفقر شعبها. القيادة العسكرية الحمقاء بعد المظاهرة الإسلامية الغادرة التي استهدفت سرقة حقوق المصريين، وبمجرد خلو الميدان من القوى الإسلامية حليفة الاستعمار الوهابي، وعميلة العسكري، بدأ فورا العدوان الوحشي المتهور على الأعداد القليلة من القوى الوطنية المتواجدة بالميدان صاحبة الحق الشرعي في الثورة. إن ذلك التصرف الغبي جدا والذي ينم عن جهل سياسي وعدم كياسة، في وقت ما قبل الانتخابات الحرج، ضيع على العسكري فرصة إتماما الانتخابات الفاسدة. لقد ترتب على استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين بدون مناسبة تفجر ثورة الشعب المرهق والذي بلغ لذروة الغضب وعدم المقدرة على تقبل من المجلس الإرهابي أكثر مما احتمل. فهب الشعب ثائرا متعاطفا مع المتظاهرين. إن سلوك المجلس العسكري الأحمق ترتب عليه على الأقل تأجيل الانتخابات إن لم يكن إلغاؤها، الأمر الذي أحبط الموقف الإخواني المتربص لسرقة السلطة في مصر، وذلك في مصلحة الشعب ضد قوى الشر الوهابية الصهيونية المدعومة بقوى المخابرات المركزية. إن مصلحة مصر العليا تقضي بعمل دستور وطني ديمقراطي واضح المعالم مثل دستور عام 1956، يحفظ للشعب حقوقه قبل انتخاب المجالس النيابية. لكن المجلس العسكري المتآمر على حقوق الشعب المصري كان يدفع بقوة لعمل انتخابات لمجلس الشعب، لفرض سيطرة القوى الوهابية علي مصر حتى تفرض دستورها الإسلامي المخيف على الشعب المصري لتُكبِّلُه بقيود الذل تحت حكم إرهابي مثيلا للحكم في إيران والسودان. كل ذلك هدفه بشكل غير مباشر أن يحفظ للشركات الوهابية والصهيونية التي سرقت مصر وشعبها في أيام مبارك استمرار سيطرتها على الاقتصاد المصري لتزيد من امتصاصها لثروات مصر وإفقار الشعب، وضياع كل حقوق المصريين في سيادتهم على أراضيهم. شكل اجتماع المجلس العسكري في مظهره الفخيم يذكرني باجتماع وزارة المستعمرات البريطانية منذ ستين عاما خلت، مع فارق ضخم جدا أن المجلس يتميز بالجهل الشديد والغباء والتباطؤ في اتخاذ القرارات مع التفاهة والعجز الكامل الذي حقق الفشل السياسي المريع. جميع قراراتهم تكشف بوضوح أنهم الممثل المسئول عن حماية مكتسبات المستعمر الوهابي وشركات العولمة الصهيونية من ثروات مصر. تعودنا من بياناتهم أن تكون غاية في السلبية والهزال بسبب الضحالة الشديدة في التفكير والجهل، مع عدم الخبرة أو القدرة على اتخاذ القرار والقيادة. أنا لا أستطيع أن أتصور كيف كان هؤلاء الضباط مسئولين عن إعطاء قرارات سريعة أثناء سير المعارك الحربية. أكيد هؤلاء كانوا من فاقدي الأهلية القتالية يقفون خلف الصفوف، لكن مبارك (والسادات من قبله) لم يكن ليختار إلا تلك الأنواع الخائنة من زبالة الضباط لوضعهم فوق الرءوس. فبالرغم أن الموقف في غاية من الخطورة ويحتاج للقرار القوي الحاسم السريع، لكن بالأسف أصحاب القرارات الحاسمة الثورية لم يعودوا موجودين مثلما كان الحال في أيام عبد الناصر، حيث تم تهميش كل من يصلح لاتخاذ قرارا لحساب البطولات الوهمية للخونة والجبناء والمنافقين والمطبلتية. الغريبة أن نفس الشيء حدث في الكنيسة وفي نفس الوقت!!! إنهم الجلادون أعداء الشعب خدام المستعمر المجرم الذين أفقروا شعب مصر ونهبوا ثرواته. الثورة صارت حتمية ضد الخونة أعداء مصر الذين يتاجرون في أرضها وثرواتها وعرضها وأهلها المصريون صناع الحضارة. إنه الاستعمار الصهيووهابي الذي يستخدم ثلة من الخونة فقدوا الشرف العسكري والأمانة ليبيعوا أنفسهم لشيطان الاستعمار القذر. إذا كان هذا هو الحال قبل أن يثبت الاستعمار الوهابي أقدامه ليمتلك مصر فماذا يكون الأمر بعد أن ينشب بأنيابه ومخالبه في جسد مصر بعد أن يقيم دستوره الإسلامي ليذبح الشعب المصري ويستعبده. يا شعب مصر شعب الأبطال إن ما ترونه اليوم هو مجرد صورة مصغرة لما سيكون إذا تسيد الوهابيين على مصر فسيكون الترويع والرعب الكاملين. يا شعب مصر ارفضوا الانتخابات المزيفة من قبل أن تبدأ.. ارفضوا الاستعمار الجديد الذي سيذبحكم ويذلكم ويستعبدكم وينتهك حرماتكم أنتم وأولادكم إلى ما شاء الله... وجه العار في الموضوع أنه لأول مرة في التاريخ المصري تشارك ثلة من رجال القوات المسلحة في عمل خياني ضد مصالح البلاد بهذا الحجم الضخم. تاريخ الوطنية المصرية للقوات المسلحة يدينكم؛ عرابي وجيشه وقف لجانب الشعب ضد الاستعمار وضد خيانة الخديوي توفيق، جمال عبد الناصر وثورته العسكرية حررت مصر من المستعمر البريطاني بعد 72 عاما من الاستعمار المتشبث بالأرض لأقصى درجة، عبد الناصر قاد العمل العسكري الجبار لتحرير سيناء من يد العدو الصهيوني في ظروف بالغة الصعوبة، ومات البطل فوق سلاحه بعد أن دبر كل شيء لإنقاذ مصر ونظم الجيش الوطني المستعد للفداء. الجيش الذي يقتل الشعب ويدهسهم بالمدرعات والبلطجية، ويذبحهم وينشر دماهم وأشلاء أجسادهم في الشوارع ليس هو جيش مصر بل إنه العدو. الملازم أول محمود صبحي الشناوي سجل رقما قياسيا في قدراته على ضرب الثوار في أعينهم، فتسبب في فقد بصر الكثير من شباب الثورة الأبرار المطالبين بحق كل مصري في الحياة الكريمة. إن مطالبهم تدافع عن حق ذلك الضابط المجرم. أما من خجل؟!!! هل أنتم رجال؟!!! من الذي رباكم وعلمكم هذه الوحشية يا أشرار الشرطة؟!!! بقدر ما يسجل التاريخ اليوم، أنبل وأعظم صور الفداء والبذل والوطنية بقدر ما يصم الشرطة المصرية بكل العار والخزي تحت قيادة السفاح منصور العيسوي!!! كل ذلك يعطي للثورة مشروعيتها وقوتها. إن يوم الحساب لقريب. انتهى وقتك أيها المستعمر وجاء وقت محاسبة الخونة الذين يبيعون البلاد للأعداء، ولا بد من استعادة حقوق الشعب المشروعة من ثروات بلادهم المنهوبة. المجلس العسكري المغتصب، تعيش مصر في ظله تحت الاستعمار الوهابي في أجرم صُوَّره. المجلس الفاسد والفاشل في إدارة البلاد دفع بالثورة التي أصبحت حتمية، وحق للشعب، فلو مات مليون شهيدا من الشعب نظير تحقيق حريته من العصابة الوهابية التي تحكم مصر بأبشع صور الإرهاب والقهر. إنه يوم مشهود في التاريخ المصري يوم أن يقف مصري ليقتل مصري بدم بارد بأسلوب قبيح ومروع!!! يا شعب مصر الحر تكاتفوا من أجل مستقبل مصر من أجل أولادنا ليعيشوا أحرارا. نه يوم للفداء لخلاص الشعب من أحقر أعداء مصر... إنه يوم يحق فيه الفداء للخلاص من العدو الذي يتسيد فوق الأرض ويذبح الشعب بأبشع الوسائل اللاإنسانية التي عرفها البشر... يا شباب مصر إنه يومكم العظيم... دمكم الثمين المرشوش فوق أرض مصر... أجسادكم الطاهرة المنتثر أشلائها في ميادين وشوارع مصر من أجل الخلاص من السفاح المجرم... التاريخ يسجل عملكم الحضاري العظيم ضد قوى التخلف والاستعمار بالفخار والمجد.. ويُسقِط بالعار صورة مجلس السفاحين التي ستظل تمثل أسوء ما صدر عن البشر من توحش وامتهان للكرامة الإنسانية... يا مصري قرار ثورتك العظيمة حدث بشكل ارتجالي عشوائي دون قيادة، ودون دعوة ودون داعي، إن سرعة تلبية الملايين للثورة بشكل شمل كل مصر بطول البلاد وعرضها أمر مذهل ومثير للعجب.. ليست هذه هي المرة الأولى.ففي يوم النكسة خرج كل الشعب المصري من كل مدن وقرى ونجوع مصر يرفض الهزيمة فرفضها وغلب!!! قرار الثورة الحكيم اليوم كان ضربة قاسمة، وفي الوقت المناسب جدا لإيقاف جريمة الانتخابات، تلك الخطوة الأولى لاستعباد شعب مصر. الشعب المصري البسيط يلبي نداء الوطن بمنتهى السرعة الذي يسمعه بشكل سري من داخل نفس تحمل خبرة حضارية متأصلة عبر آلاف السنين. اليوم المصري في تواضعه الجم يكتب التاريخ ليضيف قيما حضارية جديدة يكتبها بالدم لتتوهج بالنور. المصري الحر يقف لا ليواجه المجلس العسكري الفاسد والإخوان الأشرار والسلفيين الخونة فقط، لكنه يقف في مواجهة أسيادهم الذين يحركونهم من قوى عالمية شريرة تعادي الإنسانية، جحافل قوى الشر العالمية. شركات العولمة الأمريكية ومعها معولي الهدم والخراب، الوهابية والصهيونية التي تنفث سموم جرائمها في كل الأرض، قام إنسان الحضارة المصري لموجهتها جميعا. الثورات قامت في العالم كله ضد العولمة والرأسمالية المستغلة للشعوب بإلهام ثوري من ميدان التحرير. مطلب الحرية وحق الشعوب في الحياة الحرة والكرامة، الحاجة للتوحد والحب، كل تلك القيم الثمينة قدمها المصري البسيط للعالم في ثورته الحضارية الرائعة ضد الاستغلال والاستعمار في العالم والوهابية التي خربت الحياة في مصر... الإنسان المصري فعلا إنسان في غاية من التحضر ومن وقت لآخر يذهل العالم بسلوكه الحضاري الرفيع.
#سامي_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للشعب القبطي البطل أهدي كتابي في يوم احتفاله التاريخي
-
«مصر دي بلدنا» ولن نفرط فيها يا خونة
-
«السفاح» ومصر التي لم نعرفها أبدا
-
بين الأنبا شنودة وعمرو بن العاص و«موقعة الكلب»
-
حكومة أخرى في مصر برئاسة شرف
-
وللحريةِ الحمراءِ بابٌ بكل يدٍ مضرَّجَةٍ يُدقُّ
-
ماذا يحدث في مصر من بعد الثورة
-
من يحرق مصر؛ شعبها وثورتها «يا سيادة المشير»
-
ديمقراطية الإرهاب والفوضى تضرب مصر
-
كان عرسا تحول لمأتم قتلت فيه الديمقراطية مع آمال مصر
-
تاريخ «الدستور المصري» وصراع حول الديمقراطية
-
«الدستور» هدف الثورة الأخيرالذي لم يتحقق بعد
-
تحية لثائرات مصر ... في يوم المرأة العالمي
-
مبروك .. مبروك .. جدعان يا ولاد .. شباب التحرير العظيم .. رب
...
-
«المادة الثانية من الدستور» .... هل هي تشريع أم إرهاب وترويع
...
-
التعديل الوزاري الجديد لحكومة شفيق هل يحقق أهداف ثورة مصر...
...
-
قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 3
-
قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 2
-
قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى كل الحواجز 1
-
«مبارك رجل الفتنة» ... خطاب مبارك مراوغ حقيرة وعار تاريخي
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|