أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - متاهة حقوق الكرد مابين الخطابين الكلي والجزئي














المزيد.....

متاهة حقوق الكرد مابين الخطابين الكلي والجزئي


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المفاهيم والخطاب الغربي عن الشرق لا يقل بذاته عن خطاب ومفاهيم الشرق عن الغرب، وخطب الشرقيين بين بعضهم، معظمها مثقلة بالنقد البغيض والإستئثار بالآخر المخالف إجتماعياً وثقافياً.
أعتماداً على هذه البنية الفكرية الهشة، ينتقد العديد من المثقفين العرب المثقفين والمنظمات والمراكز العلمية الغربية على عدم دراستهم لتراث العرب الثقافي الحضاري الماضوي والإكتفاء بدراسة الشكليات والجوانب التي تدخل في مصالحهم الإقتصادية، لذلك بقيت حقيقة ماهية العرب الأساسية وشخصيتهم بعيدة عن المدارك العامة وفهم الغرب لهم بشكل عام ولماهية تكوينهم الفكري والإنساني، وكثيراً ما ينتقدون المثقف الغربي على أنهم لم يدرسوا ماهيتهم من خلال دراسات وأبحاث الكتاب العرب أنفسهم، بل أهملت تلك الدراسات وكان مدارك الغرب عنهم مبنية على دراسات الآخرين الضحلة والوصفية في غالبيتها عنهم.
وهنا يتناسا المثقف العربي تشتته أمام هذه المصوغة النقدية، وهو يخوض نفس المستنقع رغم أهتمامه المتكالب على الثقافة الغربية لكنه لا يكلف نفسه بدراسة ثقافة وماهية الشعوب المجاورة التي تشاركهم الجغرافية نفسها، وتداخل تاريخي عميق في القدم! عدم رغبتهم في دراسة هذه الشعوب وفهم شخصيتهم وقضاياهم الآنية والمصيرية كما تراه وتحلله هذه الشعوب، مآلها اسباب ذاتية وموضوعية، بعضها بسبب التعتيم المطلق من قبل السلطات الحاكمة في شرقنا مع الثقافة العنصرية التي نشرت في المنطقة وعلى مدى عهود من سيطرة الفكر القومي الشوفيني، وبعضها تعود إلى المدارك التاريخية العميقة في القدم يوم سخروا الإسلام لسيطرتهم على الشعوب الأخرى وذلك تحت رايات متعددة مخالفة للشريعة الإلهية.
وهنا نرى المفهوم والمنطق النقدي تتساوى بينهم وبين الغرب في بعضه وفي بعضه الآخر يصبح نقد نقص المعرفة وبإدراك مسبق لدى العديد من المثقفين والسياسيين العرب أعمق وأبعد من مثقفي الغرب. علماً بأننا نبحث في نفس الواقع المتناقض، لكن عند الدراسة بشكل أشمل وبمنطق أدق يتطلب منا أن نبحث في نواحي أخرى عن سبب هذا النقص، وتظهر في كثيره على أن المثقف العربي ومثقفي الشعوب الأخرى هم المسببون في وجود ضحالة معرفة الآخرين بهم، وبقائهم في العدم أو الظلام المعرفي لدى الآخر.
وكثيراً ما أصطدم المثقف العربي بالمثقفين والسياسيين من الشعوب الأخرى ووقفوا ضد مفاهيمهم بسبب التناقضات التي تخللت مسيرة حياتهم، وخلفية المفاهيم والتحليلات والتبريرات التي أرتكزت عليها مداركهم الثقافية والسياسية حول الشعوب الأخرى في المنطقة، وكثيراً ما ظهرت بشكل مباشر في أساليب الطرح الفكري، وما صراع الشعب الكردي الفكري والسياسي مع المعارضة العربية السورية وعلى مدى السبعة الأشهر الأولى من عمر الثورة السورية سوى تبيان لحقيقة هذه البنية الثقافية الخاطئة والمبنية على العدمية الإلغائية، خاصة مع الذين يتبنون وجهين متناقضين، عربي ديني إسلامي بامتياز عندما يأتي التحليل على خلفية أنطلاقة الثورات، ووطني سوري " الكلي " في آنية المرحلة المناهضة للسلطة، وتأجيل الطرح القومي "الجزئي " كما يدعون، على حساب الوطني والذي لا خلاف عليه فيما إذا كانت الطروحات الأخرى المناوئة غير بانية أثناء الحوارات الإعلامية أو في النقاشات الجانبية داخل الأروقة السياسية المخفية..
وكلما أثيرت القضية الوطنية أثيرت معها مفهوم عدم التلهي بالجزئيات، على بنية الخصوصية الكلية، الوطنية أو الدينية، والتي لها الأولوية عند البحث والنضال. وهنا فالقضايا القومية، والأقليات المتعايشة على نفس الجغرافية تعتبر حسب منطق البعض ثانوياً! ولا ندرك من يسييس المفهوم الجزئي والكلي في الطروحات؟ إلا أننا ندرك تماماً بإن الغايات البعيدة والمخالفة لمفاهيم الثورة وأولئك الذين يودون السيطرة على ماهية الثورة هم أكثر الذين يروجون لهاتين الفكرتين، من منطق عدم البحث فيه والتأكيد على ألغائه تحت مبدأ المرحلة الآنية التي تفرض السكوت عليه، وكان بالأمكان طرح المفهوم أو الحراك العملي البديل وهو القبول على المطروح لقطع دابر مراحل النقاش والتناقض، والإنتهاء من الثانويات، كما يدعي أصحاب مفهوم السكوت على الجزئيات لصالح القضية الكلية، وللإبقاء على المبدأ الرئيس في النضال.
وفي النهاية لا تزال السيطرة باقية، عند البحث في حل القضايا القومية والطائفية، حسب منطقهم وتأويلاتهم المطلقة وحسب المبادئ الإلهية المسخرة والجامدة إنسانياً. ومتى سيكون البحث في تلك القضايا التي تعتبر لديهم من الجزئيات أو الثانويات؟ حيث الزمن والقضية الكردية في سوريا كقضية آنية " كلية " أم " ثانوية " تعد من أهم نقاط الإختلاف والتقارب بين كتلة المعارضة الكردية والعربية السورية.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطوات العملية ما بعد المؤتمر الوطني الكردي
- آراء حول المؤتمر الوطني الكردي
- السروك - مسعود البرزاني - وسمو الإلتفاتة
- - أسيا الصغرى - الاسم البديل لتركيا
- معارضون سوريون بلا ضمير
- صدى تساقط قطرات دم الشهيد
- القضية الكردية همشت في المجلس الوطني السوري - الأخير-
- المعارضة السورية، مفاهيم وأجندات ومراكز
- الإدارة التركية، تأرجح بين الإستراتيجية والتكتيك
- وتبقى الحركة الكردية النواة لأحزاب المعارضة السورية
- محاورة السيد بشار الأسد مع السراب في نقد النقد !!
- ضحالة التحليلات الكلاسيكية لثورات الشباب
- ضياع السلطة السورية بين الشعور واللاشعور
- الكرد وتركيا ومنظومة الحداثة الرأسمالية -2
- - التحامل - على الحركة السياسية الكردية في سوريا
- الكرد وتركيا ومنظومة الحداثة الرأسمالية - الجزء الأول
- من يوجه بوصلة الحركة الكردية السياسية في سوريا؟
- ثلاثية لقسم لا إله فيه على - جمهورية الكل السورية -
- المعارضة السورية تشترك مع الإدارة التركية لإقصاء الحركة الكر ...
- مازال الرئيس بشار يتحدث عن الشتاء العربي ..3|3


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - متاهة حقوق الكرد مابين الخطابين الكلي والجزئي