أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الشرطة الضحية














المزيد.....


الشرطة الضحية


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم لا توجد مغالطة ، الشرطة ضحية، كما لا يوجد تملق ولا مداهنة،

- ها نداهن مين؟ الشرطة؟

كما لا توجد أية رغبة في تخفيف الجرم، أو قل الجرائم، التي ارتكبتها الشرطة في حق المواطنين، الشرطة هي القتيل والقاتل، هي من صدق ولم يتمرد ونفذ بإخلاص الأوامر، نفذها بتفانٍ شديد، قتل الثوار بدم بارد، سحلهم، هؤلاء هم الضحايا ، ليس فقط لأنه سيتم يوما ملاحقتهم ومحاسبتهم جميعا ، ليس لأننا جميعا سنلاحق كافة أسلافهم ؛ من قاموا بجرائمهم في كافة أيام حكم العسكر، لأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم، هم ليسوا ضحايا لكافة الأحكام التي نتوقع أن تنال كل منهم، عندما يكون لدينا قضاء عادل ، وأمن حرفي، بل هم ضحايا قبل كل هذا، هم اليوم تحديدا ضحايا، بل هم الضحايا.

كلنا شاهدنا ثلاثية نجيب محفوظ، وعبد الجواد، سي السيد، من يدخل البيت فتهتز أركانه، من يعيش الحياة بطولها وعرضها ، وبيته يعيشه بطوله فقط، أو بالقدر الذي كان يسمح به سي السيد في ثقافة الاستعباد، هذه الثقافة التي هزمت في "بين القصرين" بروح المواطنة حين تمرد "فهمي" الإبن الثاني لعبد الجواد على جبروت الأب، ورفض أن يقسم أمامه في ألا ينتمي للتيارات السياسية التي كانت تنادي باستقلال البلاد، لقد كسرت وطنية فهمي سلطة الأب، وسقط فهمي في النهاية شهيدا، وسقط الأب "الجبار" يبكي في لوعة إبنه الشهيد.

فهمي كسر ثقافة الجبروت، قبل أن ينال شرف الشهادة ، وقد كسر الثوار جبروت الشرطة قبل أن ينالوا شرف الشهادة، وقبل أن ينالوا من رأس النظام، ورأس الشرطة، لقد سقط كبرياء الشرطة، وضاعت منهم بوصلة الهيبة التي كانوا يقودون بها الشارع، وينفذون الأوامر، ويحققون امتيازاتهم ، ويحققون ذواتهم، كانوا المصلين في معبد الهيبة، والشعب وراءهم ساجد طوال الصلاة كي يتقي بطشهم وجبروتهم.

كانت الشرطة ضحية هذه الثقافة، ثقافة البطش، ثقافة الهيبة ، ثقافة الاستعباد، ، كانوا وكنا ضحايا هذه الثقافة حتى كسرهم الثوار، وكسروا وراءهم هذه الثقافة،

ولم يكن أمام الشرطة الضحية ، إلا المزيد من العنف، ولكن هذا العنف كان حافزا للثوار للمزيد من الثورة ، فقد كسروا ثقافة الخوف، كي تنمو رويدا في ربوع البلاد ثقافة الاحترام، سقط أبوية هذا المجتمع، سقط عبد الجواد، سي السيد، لم يصبح عبد الجواد -ولن يصبح- الآمر الناهي، سيتمرد الأبناء في كل أسرة على الأب المتجبر، وعلى كل أب أن يتعلم أنه مقبل على علاقة التساوي مع أبنائه وبناته ، وأنه لم يعد يملك إلا الحوار وسيلة في التعامل مع أبنائه، ولا شئ يحسم الحوارغير الحق والمنطق.

ضاع مع الثورة صولجان البطش، انهارت ثقافة القهر، الشرطة قهرتنا، واليوم تقهر ذاتها وهي ترى أن عنفها لا يعيد لها الهيبة المفقودة؛ شعور بالمرارة لا يدركه إلا من كان لديه امتياز سقط منه في أحد الشوارع أو الميادين، شعور مرير، بين أن يفخر رجل الشرطة وهو يسير مختالا في الشارع بزيه الرسمي، وبين أن يشعر أن زيه هذا قد أصبح عبئا عليه؛ يجلب له الرفض والإزدراء، وكأن الأصابع تشير إليهم "هؤلاء هم قتلة الثوار وزهرة شباب بلادنا".

لا شك أن الشرطة خرجت في يناير كي تنفذ الأوامر، ولا شك أنها كانت سعيدة وهي تخرج لتنفذها، ففي تنفيذها تأكيد لصولجانها، وسقطت الشرطة أمام شجاعة شبابنا، سقطت وقهرت، اندرحت أسلحتهم إلى صدورهم، وخرجت الشرطة في نوفمبر، كي تنتقم، وسقط الشباب مرة أخرى، ولم تخفت ثورتهم بل زادت ثورتهم ثورة، فتضاءل حجم الشرطة أكثر فأكثر، تحولوا إلى مجرمين، يلزم أن تطالهم يد العدالة ، مجرد جناة ومارقين وقتلة، لقد تراجعت في ثقافة الحرية مكانتهم ، تراجعت مكانتهم منذ قيام الثورة، وهم يقبلون أن يتقاضوا أجورهم دون أن يقوموا بعملهم في حفظ الأمن، وهم يتقاضوا أجورهم من شعب هم يكرهونه، مشاعر لا تجعل صاحبها سعيدا ولا فرحا ولا مطمئنا على نومه أو قيامه.

وهنا المفارقة بين الشهداء بقيمتهم العالية، ومكانتهم الكبيرة، وشعورهم الوطني النبيل، من ساروا رمزا وأيقونة تعلق على صدورنا ، وتتربع في قلوبنا، شهداؤنا ومصابونا من دخلوا التاريخ، وبين هؤلاء القتلة من فقدوا رسالتهم، ومعنى وجودهم، هولاء من دفعتهم رغبة الانتقام للقتل والسحل، من ضاعت قيمتهم وفقدوا أي معنى سام لرسالة وظيفتهم.

على المجلس أن يتدارك الموقف، عليه أن يطهر الشرطة من كافة العناصر التي اقترفت العنف، كافة العناصر دون استثناء واحد، وأن يطهر كافة الأجهزة من كافة عناصر النظام السابق، وأن يسلم السلطة لحكومة انتقالية ، وأن يبقى رهن هذه الحكومة حاميا للثورة، حتى لا تضيع مصر في مهب هذا العنف الغاشم.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعذيب بنيران صديقة
- الهيبة أم التقدير في قضية خالد سعيد
- سقط القذافي.. سقط سنوسرت الأول
- محمد جمال الدين
- الدولة لازم تتغير
- فأقرأ ثانية رسالة بلال
- أصعدها كمقدارها بنعمتك
- المسلّمات والحقيقة المجردة
- عندما قال -مبارك- للشعب: أفندم
- عمق الثورة، وسطح الثورة
- جريدة الأخبار، في تضامنها الصريح مع الثورة
- الشارع لنا، وكذلك الحصان والعربة
- الخروج من عنق الزجاجة: الوساطة أم التفاوض المباشر
- حكومة ثورة ، أو شارع ثائر يصغي له المجلس الأعلى والحكومة الا ...
- ألا يكون مطلقا أو أبديا وألا يميز بين الناس
- الصف الواحد وخطر الانقسام
- لا يتقدم وطن بين عنف وخوف
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الشرطة الضحية