|
الفضائيات الدينية ورواج التخلف
محمد بودواهي
الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 17:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن الازدهار الرائع الذي وصل إليه عالم الغرب لا يمكن أن يستثنينا عنه شيء شريطة أن تكون لدينا القدرة اللازمة والقوة الكافية للتخلص من خزعبلات الدين إن أممنا التي هي خير أمة أخرجت للناس - عجبي - ستبقى بكل تأكيد في ديل الأمم إلى أبد الآبدين وبلا وجود ولا كيان ، وشعوبنا بلا شخصية ولا هوية تتصدر الجهل المركب مادام يوجد بين ظهرانينا كائنون سفلة متخلفون قليلو حياء ومروءة ممن لا يجدون حرجاً في الخوض حول قضايا من قبيل رضاعة الكبير وتزويج الطفلة وشرب بول البعير ، والإشفاء بماء زمزم وإعجاز القرآن وزواج المتعة والمسيار ، بينما العالم يعيش على أبواب تحديات كبرى ، .. تحديات من قبيل البحث عن كواكب أخرى قابلة أن يعيش فوقها بني البشر، ومن قبيل التفكير في صنع آليات تفوق سرعتها سرعة الضوء .
فالمتأمل لحال مروجي الأفكار الدينية المظلمة في فضائياتهم الخرافية سيجد أن جل اهتماماتهم تتركز حول إرشاد المسلمين إلى كيفية تشديب اللحية دون تجاوز الحدود المسموح بها إسلاميا ، وقص الشارب والطريقة الأفضل لدخول الخلاء ووو . وبدلك جعلوا الإنسان المسلم المنوم تنويماً مغناطوإسلامياً حين يفتح چوچل أول ما يخطر في باله هو البحث عن الجديد في عالم الفتاوى . فهم يعتمدون على عدة طرق في القضاء على آخر ذرة عقل موجودة لدى مريديهم المؤمنين وتتجلى أهم هذه الطرق في النقاط التالية: 1- الإعجاز العلمي: وهو عبارة عن تلفيق وتركيب وإدخال العلوم التجريبية وكل العلوم الحقة ظلماً وعدواناً في قفص الدين وخرافاته وأساطيره وهلوساته حيث يدعي مبتكروا هذه الفبركة وعلى رأسهم الدجال زغلول النجار أن القرآن "الكريم" مليء بالتنبؤات والحقائق التي اكتشفها منذ 1400 سنة وقبل أن يصل إليها العلم التجريبي اليوم ، كمهزلة انشقاق القمر وكدلك مهزلة النجم النايض التي لا نجدها سوى في المصادر الإسلامية الكهنوتية . وقد تفتق ذهن الشيوخ عن هذه الحيلة المبتدعة واعتقدوا أنهم حين يكلمون العقلاء بلغتهم مع قليل من التحريف و التلفيق والكثيرمن ليّ أعناق النصوص الدينية سيستطيعون التأثير عليهم و تحطيم كل الفرضيات العلمية وكل النظريات المعارضة للأطروحات الدينية
2 الترهيب والترغيب: وهي طريقة قديمة تعتبر من صميم الدين ، فالقرآن مليء بآيات الترغيب والترهيب وكذلك الأحاديث النبوية والقدسية المليئة بالوعد والوعيد على اختلافها وتنوعها ، إد كثيرا ما نصادف مفردة "ويْل" كتهديد لأعداء الدين الكفرة الملاحدة الذين يرفضون الإذعان لخرافات صلعم ولهرائه، وحيلة الترهيب والترغيب هي حيلة تنطلي في الغالب على الجهلة الأميين و بسطاء التفكير والسذج من أنصاف المتعلمين . لهذا نجد قسماً كبيراً من المؤمنين بهده الشعوذات يتأثرون بهذه الترغيبات والترهيبات ويأخذونها على محمل الجد رغم ضحالتها وتفاهتها . 3- جعل الدين بمثابة مغامرة تستحق التجربة: هده الطريقة لا تختلف عن سابقاتها في شيء من التفاهة والهزالة والضحالة حيث يقولون أن الإنسان لن يخسر شيئاً إذا آمن وتعبد وتدين فإذا تحققت تكهاناته وأحلامه بعد مماته فإنه رابح وكسبان ، وإذا لم تتحقق فإنه لن يخسر شيئا . فهي جزء من حيل الدعاة الكهنة يتم توجيهها نحو الذين وصلوا إلى درجة كبيرة من الشك والريبة في "ثوابت" الدين فيجلعها الشيوخ كآخر علاج ويوهمونهم بنجاعتها . ويا له من وهم تافه لأنه يرهن حياته وحريته وسعادته وإنسانيته من أجل وعود قد تتحقق وقد لا تتحقق ، رغم أن الكفة موضوعياً ترجح نحو عدم التحقق .
4- الضرب على وتر االفضيلة والأخلاق : وهذه من الديماغوجيات الملتوية التي ينهجها أصحاب "الفضيلة" ليوقعوا ضحايا الإيمان في شباكهم العنكبوتية ، فيوظفون نصوصاً أخلاقية مثيرة من قبيل : لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ، ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، و بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، ووو وغيرها من مساحيق الطيبوبة والإحسان والقيم الفاضلة التي كشفت أكاديبها . فهؤلاء الذين نزلت عليهم الرحمة والرأفة فجأة من صلعم وزبانيته الإجرامية هم الدين استعبدوا الناس باسم الإسلام واقاموا الحدود الهمجية كدق الأعناق وقطع الأيادي وسمل العيون وصلب الأجساد وأبادوا الشعوب وقتلوا القبائل وسبوا النساء وفرضوا الجزية وسلبوا الأراضي .. وهم الدين أوصوا خلفاءهم من بعدهم باتباع خطاهم وتقليد أعمالهم الدنيئة . 5- الترويج لنظرية المؤامرة على الطريقة الإسلاموية المشبوهة ، حيث يتم تخويف الناس وترهيبهم من بعبع أصحاب الفكر التنويري دعاة حقوق الإنسان وحرية المرأة والحداثيين والملحدين واللادينيين والشيوعيين وربطهم بكل الجماعات والجمعيات والتنظيمات الماسونية السرية وعصابات المافيا العالمية الخطيرة وجماعات النازيين الجدد المحضورة ، وبكونهم عملاء لأمريكا والغرب الكافر وإسرائيل النجسة وهم صهاينة متخفين في جلابيب إسلامية ، فيجعلون منهم شوادا وسكيرين وممارسين لزنا المحارم ، ويلصقون بهم كل الردائل والخطايا التي يحرمونها في دينهم ، متناسين أن هؤلاء الملحدين واللادينيين واليساريين والتقدميين على اختلاف مشاربهم لم يقتنعوا بالفكر التنويري إلا حباً للإنسانية ولقضايا الشعوب التواقة إلى التحرر والديموقراطية والمساواة في جميع القارات وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني ، ويغفلون أنهم ينتقدون الأديان كلها نظراً للكوارث التي أعقبتها على البشرية وخصوصاً الدين الإسلامي ، وينكرون أنهم ليسوا مجرمين وإنما يحاربون الجريمة تحت لواء الدين ، .. وأنهم ، أكثر منهم ، بل وأول من يحارب الإمبريالية الأمريكية والغربية ويدين العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الضحايا العزل والمدنيين ، وأنهم أشد المعارضين للأنظمة المحلية التبعية ولسياساتها اللاشعبية واللاديموقراطية واللاوطنية ، وأنهم هم الدين يدعون إلى الأممية الإنسانية التي تتساوى فيها شعوب العالم دون تفريق بين الأجناس والهويات والقوميات والإثنيات ، وأنهم هم الدين يقولون أن التقدم الذي وصل إليه الغرب ليس حكراً عليه ، بل من حق الجميع أن يتقدم ويتطور ويحذو حذوه ، وأن على المسلمين إن أردوا ذلك التخلص من هذه الخزعبلات الدينية وتجريد سدنة الدين من كل ألقابهم ونياشينهم التي أثقلت صدورهم العامرة بالإيمان والتقوى و طردهم من أبراجهم العاجية إلى غير رجعة . إنهم يقولون بكل خلاصة أن العلم والعقل والمعرفة هي وحدها من أخرجت الغرب من ظلمات الكنيسة ، وهي من أخرجت اليابان من عهود الأساطير والإستنجاد بالآباء والأرواح الطيبة ، وهي وحدها من ستخرج المسلمين من بوتقة الجهل والظلام والتخلف الديني البئيس ..
#محمد_بودواهي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
-
الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
-
عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
-
عظماء قالوا عن الإلحاد
-
الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
-
حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
-
فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
-
من قوانين دولة طالبان
-
الديانة البودية وتساؤلات إنسان
-
هل هي فعلا فتوحات إسلامية ؟؟؟
-
الإيديولوجيا في الثورات العربية والشمال إفريقية
-
ما حدث في تونس ومصر وليبيا ... هل هو ثورات ؟
-
موجز عن تاريخ الأممية
-
التبعية ، الوجه الجديد للإستعمار
-
آفة الفقر والفساد وضرورة المعالجة السياسية
-
الأزمة الرأسمالية الراهنة وعدم راهنية النظرية الكينزية المست
...
-
دولة المخزن والسيرورة التي لا تريد أن تنتهي
-
لا خلاص لشعوب المنطقة إلا في الاشتراكية ... وفي وجود قيادات
...
-
ما هي الطبيعية الوجودية ؟
-
الثورات العربية والشمال إفريقية : حجمها وأفقها....
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|