أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياس محمود الفراتي - الحمل الكاذب














المزيد.....


الحمل الكاذب


إياس محمود الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 1052 - 2004 / 12 / 19 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد حمل طال أكثر من ثلاث سنوات ولدت لنا المجموعة القابضة على الحزب الشيوعي السوري / المكتب السياسي / مشروع الموضوعات الفكرية ثم مشروع البرنامج السياسي ... وكانت جلّ قواعد وكوادر الحزب تنتظر بفارغ الصبر الانتهاء من إعداد هاتين الوثيقتين لمعرفة تحليل ودراسة قيادة الحزب لطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد والطبيعة الاقتصادية - الاجتماعية والسياسية للنظام الحاكم ، ولاستجلاء المهام المطروحة على الحزب آنياً ومستقبلاً ... وكانت المفاجأة من نصيب غالبية كوادر وقواعد الحزب ، إذ فوجئت هذه الغالبية بما جاء في متن مشروع الموضوعات ومشروع البرنامج السياسي ... فلقد غاب عن الموضوعات التحليل الجدلي للواقع ولطبيعة النظام ، وطغى على السطح سرد تاريخي ورؤية شكلانية للمشكلات التي يعاني منها مجتمعنا السوري وحركة المعارضة الديموقراطية فيه ، كما اتسم تحليل الوثيقتين بتوصيف خارجي للنظام دون ارتكاز هذا التحليل إلى بنية هذا النظام ودرجة تطوره الاقتصادي - الاجتماعي عبر أربعة عقود من حكمه .
لقد أوقعت هذه الشكلانية ، في التحليل ، الوثيقتين في مطب الانتهازية السياسية ، فسادت مفردة الديموقراطية في نسيج السرد المذكور ، حتى بات قارئ الوثيقتين على قناعة أن الحزب الشيوعي السوري / المكتب السياسي / حوّل أهدافه في الدفاع عن الطبقات الكادحة وفقراء المجتمع إلى هدف واحد ووحيد هو الديموقراطية التي أرادت قيادة الحزب تحويلها إلى دين جديد .
لقد تمخض النقاش والجدل حول وثيقة( الموضوعات ) عن رؤيتين متناقضتين في الفكر لدى غالبية كوادر الحزب وقواعده ، وهذا ما دفع قيادة الحزب إلى الالتفاف على رأي الغالبية من خلال عقدها لكونفرانسات استبعد منها المعارضون ، وقامت في بعض المنظمات بترتيبات غير شرعية سادتها عقلية التآمر حيث حشدت في هذه الكونفرانسات أنصارها مبعدة بحجة أو بأخرى معارضي هذا النهج الجديد .
لقد اكتشفت كوادر وقواعد الحزب أن ما جرى ويجري داخل الحزب الشيوعي السوري / المكتب السياسي / هو محاولة لسرقة الحزب من تاريخه النضالي ومن موقعه الفكري والنظري بغاية إلحاقه بأحزاب الاشتراكية الدولية ( الأممية الثانية ) ، ولقد توضح ذلك في مجرى أحداث بعض الكونفرانسات من هجوم صريح على الفكر الماركسي وعلى مفردات الماركسية مثل مفهوم ( الصراع الطبقي ) و ( الطبقات الكادحة ) ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مغادرة هذا التيار ( الذي يفبرك كل شيء ) لتاريخ الحزب ونضالاته وفكره ومبادئه .
لقد رتبت القيادات المذكورة عقد اجتماع المنظمات لاختيار مندوبيها إلى المؤتمر العام بطريقة التآمر ، فاستبعدت في منظمة دير الزور أكثر من نصف أعضائها الأساسيين تحت حجج واهية وادعاءات كاذبة منها عدم دفع الاشتراكات الشهرية أو عدم دفع قيمة مطبوعات الحزب ، كما اعتقدت أنها ستلتف على الأعضاء الشباب في المنظمة ، حيث قامت بحشد عدد ممن ليس لهم أي نشاط أو تواجد في الحزب لتضمن لنفسها نجاح قائمة مرشحيها إلى المؤتمر العام .
إن ما جرى في كونفرانس منظمة دير الزور - من خلال عدم تمثيليته لأكثر أعضاء الحزب في المنظمة - هو عملية تآمر بعيدة كل البعد عن المعنى الحقيقي للديمقراطية التي تدعيها قيادة الحزب . من هنا فإن الكوادر الشابة ، إضافة إلى الكوادر الأساسية التي أبعدت عن الاجتماع المذكور ، تعتبر أن كونفرانس منظمة دير الزور غير شرعي ونتائجه غير شرعية .



#إياس_محمود_الفراتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياس محمود الفراتي - الحمل الكاذب