أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - أوجاع قصصية قصيرة جداً














المزيد.....

أوجاع قصصية قصيرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 20:40
المحور: الادب والفن
    



1.
استيقظت مبكراً في ذلك الصباح، وأعلنت عن بيع كل ممتلكاتي في مزاد علني.
لمن يشتري.. ارضي التي زُرعت سلاحاً كيمياوياً، واثمرت زهوراً معوقة كأطفالي.
للبيع عرضت عائلتي قبل ان تفوح منها عفونة الموت. للبيع.. بيتي القديم بحرمته وذكرياته قبل ان أعيش كوابيس اغتصابه.
لمن يشتري كل شيء.. للبيع مقابل قلم يرسم لي خارطة وطن.

2.
صنعت من فكري شمعة لأنير عتمة الليل، أحرقت نفسي دونما تردد ولا مصلحة ذاتية.
بدأت بالذوبان من رأسي حتى أخمص قدمي.. إلا ان احدهم استعجل اطفاء وجودي معلناً انزعاجه من دخان حرائقي.

3.
جردوني من كل شيء.. دفنوا إنسانيتي رغماً عني، كان القبر بعتمته القاتمة اشد باساً مما كنت قد رسمت له في داخلي..
بقيت جسداً ليس إلا، الامر الذي اضطرني لزيارة مزارع الموت بعدما اشتقت لذلك الانسان الذي بداخلي.
بحثت عنه في سراديب المقبرة.. تشتت النظرات وتاه الاحساس مع قبور تمتد على مد البصر، إلا انني وجدته حقل ورود تترأسه قطعة مرمر كتب عليها (هنا دفنت الانسانية).

4.
قيل ان للشهداء حقوق..
سألت عنها بعد ان راح اولادي الاربعة فداءً للوطن.
كنت طموحاً على توفير مستقبل افضل لأطفالهم.. غير اني فوجئت بان امتيازهم يكمن في الخلاص منهم ودفنهم في قبور جماعية مجهولة الهوية.

5.
بحثت في داخلي عن مشاعر تنافي ذلك الواقع المشوه الذي نخوض به جميعاً.. فتشت عنها بتطعش ملحوظ، غير اني لم اجد سوى صرخات طفلة أضاعت دميتها التي كانت تشاركها الحياة وتزرع في صدرها البسمة.

6.
كنت مصراً على الانضمام لتظاهرة السلام، حملت بيدي سنبلة وهتفت بصوت حماسي مرتفع (لا للحرب ودماءها، نعم للسلام والحرية)... تعالت الاصوات مع هتافاتي، صفت وصفق الآخرون لمن أحرق العَلم.
حاصرني رجال الأمن من كل صوب، ولم يتمكنوا من كتم صوتي، إلا انني اصبت بحالة من الصمت الرهيب بعدما تنبهت للسنبلة وهي تسقط من يدي لتحترق مع كل ما اشعلته التظاهرة.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً (أوتار ذابلة، أوراق وأقلام، عرس في المقبرة)
- ماذا بعد مقتل هادي المهدي؟
- قصص قصيرة جداً (هي في مكان آخر ، معزوفة ، صدأ الورد)
- الكمامات.. قصص قصيرة جداً
- تقسيم والمُصور ... قصتان قصيرتان
- جيفارا.. نور المكان / قصة قصيرة
- قبور.. قصص قصيرة جداً
- وفاء وردة..قصة قصيرة
- قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)
- دورس شكسبير.. قصتان قصيرتان
- كلمات قصصية قصيرة جداً
- دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان
- موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية


المزيد.....




- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - أوجاع قصصية قصيرة جداً