أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - البعث، أس البلاء، ولعبة شد الحبل مع الذات















المزيد.....

البعث، أس البلاء، ولعبة شد الحبل مع الذات


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1052 - 2004 / 12 / 19 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة كهرباء في بلد يعتبر صاحب أكبر شبكة توزيع للكهرباء في الشرق الأوسط مع توفر الغاز الذي يفيض عن الحاجة فيحرق، وأزمة في الوقود في بلد النفط والغاز، وفي بلد الاحتياطي النفطي الأعلى في العالم، والخبرة في إنتاج النفط والغاز والمشتقات ما يمكن أن تعتبر الأقدم في أسيا وأفريقيا، وربما الأكثر عددا.
في هذا البلد نجد أكبر أزمتين في العراق هما أزمة الوقود بكل أنواعه وأزمة كهرباء. والسبب دائما هو الفلتان الأمني والتخريب على أيد البعثيين من أيتام النظام المقبور، وهذه الأزمة، أي أزمة الفلتان الأمني، تعتبر الأكبر في العراق، البلد الذي يحميه أقوى جيشين في العالم، أمريكا وبريطانيا!
حقا لقد أصبح العراق بلد المفارقات الأغرب من الخيال!!!!!!
هذا البلد في واقع الأمر يعاني من مشكلة أكبر بكثير، إنها البعث البغيض، وفي هذا البلد أيضا سياسة تسمى سياسة ""الاحتواء واللين مع البعثيين"" ، وهي في الواقع سياسة تأهيل للبعثيين، والأكثر من ذلك، فإن هذه السياسة تمنح البعثيين سيطرة تامة على مفاصل الدولة الأساسية.
لو نظرنا إلى جميع الأزمات في العراق اليوم، ستنجد فيها قاسم مشترك واحد، وهو أن الوزارات المسؤولة عن أية أزمة هي وزارات بعثية، وأقصد بالوزارة البعثية، إن كوادرها بدأ من الوزير وحتى الفراشين في الوزارة من البعثيين. فبدلا من حل المشكلات التي تواجه العراقي اليوم بأهم متطلباته وهي الكهرباء وتوفر الوقود بكل أنواعه، نجد الكوادر البعثية لهذه الوزارات تعمل بكامل طاقتها على تخريب شبكة الكهرباء، وكوادر وزارة أخرى بعثية وهي النفط تخلق من العدم أسباب أزمة في الوقود، وأجهزة الجيش والشرطة الجديدة والمخابرات البعثية أيضا تحولت إلى أجهزة تخل بالأمن، بدلا من أن تكون عاملا على خلق الأمن. ليس هذا وحسب، فهناك آلاف الأزمات في البلد، فحيثما تجد أزمة، لابد أن تجد من ورائها بعثيا، فلو وجدت أن شارعا تتجمع فيه القاذورات، أبحث عن السبب، فستجد إن البعثيين هم تسبب بهذا الأمر، ولو وجدت مسؤولا مرتشيا، لابد أن يكون بعثي، ولو وجدت قانون لا يعمل بذرائع مختلفة أو حتى بدون ذرائع، فالسبب تجده موظفا بعثيا، وحين تسأل من هذا الإرهابي أو ذاك، فسوف تجدهم بعثيين، ولو بحثت عن المكان الذي يلتجئ له الإرهابي، لابد ستكتشف أنه بيتا لبعثي، وحين تسأل من يسهل الحركة لذلك الإرهابي ويوفر له السلاح والمال، بلا أدنى شك سوف تجد أن الذين يفعلون ذلك هم من البعثيين، وخصوصا ألائك الذين أعيد تأهيلهم وتغلغلوا في جسد الدولة الهش، ولو سمعت أن هناك مؤامرة على العراق، لابد أن تكون بعثية أو للبعث ضلعا بها.
باختصار، إنك لا تحتاج إلى بحث طويل لكي تصل إلى السبب الذي يقف وراء أية كارثة تحصل في العراق اليوم، إنه دائما ذلك الداء العضال الذي يدعى البعث.
كيف يمكن أن نتصور أن بعثيا يقتل بعثيا آخر؟ في حين نرى أن المجرمين والارهابيين هم من أيتام النظام المقبور، أي بعثيين، وبذات الوقت إن أجهزة الأمن من شرطة وحرس وطني واستخبارات ومخابرات عسكرية (جهاز جديد تم إنشاءه بالكامل بإعادة عناصر المخابرات في الجيش المنحل)، هذه الأجهزة هي التي يجب أن تعيد الأمن الذي يخل به فلول النظام المقبور وجميعهم من البعث!!!
أنا لم أرى أو أسمع بسياسة من هذا النوع!! فإنها سياسة أغرب من الخيال!!!!!
البعث يفاوض البعث من أجل الانخراط في العملية السياسية الديمقراطية!!! والبعث يخل بالأمن والبعث يعيد الأمن!!!! والبعث يعمل على توليد الطاقة الكهربائية والبعث من يخرب الشبكة الكهربائية!!!! والبعث من ينتج النفط ويحمي الأنابيب، والبعث من يفجر الأنابيب ويسرق النفط ويهربه ويبيعه في السوق السوداء!!!! والبعث هو من من يطارد السراق والمهربين لهذه البضاعة، وهو من يحمي شاحنات النفط المهرب!!! البعث من يخرب كل شيء في العراق، ولا يريد أن يزايد عليه أحد سواء كان من إيران أو من أعز الأحباب!!!!! والبعث من يقتحم المدن ويخرب البيوت ويشرد الناس لتعيش في العراء، والبعث من يبكي عليهم ويذرف الدموع الحارقة!!!!!!
نحن نعرف يا سيادة رئيسنا المؤقت، ولكن هل عرفت أنت يا سيادة الرئيس المؤقت، السبب من وراء التدهور الأمني وتدهور الخدمات واستشراء الفساد في أجهزة الدولة الحديثة؟ هل عرفت أن السبب ليس بحل الأجهزة الأمنية في النظام القديم كما تعتقد جازما، أنت ورئيس الوزراء المؤقت البعثي المخضرم، ووزير الدفاع البعثي من البيضة، ووزير الداخلية الذي ولد بعثيا ويموت بعثيا ويوم يحشر، سيحشر بعثيا، ووزير النفط بعثيا، ووزير الكهرباء بعثيا حتى النخاع، ذلك الحرامي المرتشي، كما يقال عنه، وهذه فقط لا أستغربها لأنها جزء من تكوين البعثي أن يكون حرامي ومرتشي، إذ لا يمكن أن يكون شريفا بأي حال من الأحوال.
بذات الوقت نراك يا سيادة الرئيس المؤقت قد استعجلت الحكم وحملت هذه البضاعة الفاسدة معك في الطائرة الرئاسية لتقدمها كنصيحة لأمريكا، طبعا كنت تعرف تماما أن جميع هذه الأجهزة حاليا مليئة بكوادر النظام المقبور، وتحديدا من البعثيين، وهل شرحت لهم كيفية إنهاء وإجتثاث البعث بواسطة الكوادر البعثية في العراق الجديد؟!!!! وهل أطلعتهم على حقيقة اللعبة القذرة؟ وهل قلت لهم إن العراق قد أعيد بناءه من جديد بأجهزة وكوادر البعث ولم يبقى سوى الدكتاتور (هتلر كما أسميته)؟ وهل شرحت لهم كيفية عودة النظام القديم بذات الوسيلة القديمة، وهي انقلاب عسكري وبيان أول ودكتاتور جاهز؟ وهل شرحت لهم جيدا حقيقة إن الشعب العراقي جبان ولم يستطع أن يدافع عن نفسه كالعادة؟ وهل فعلا أنت من أقنع توماس فريدمان بهذه الأطروحة كما ذكرها هو في مقالته حين رافقكم بالطائرة الرئاسية العراقية؟ وهل أقنعتهم أيضا إن هذا الانقلاب العسكري سينقذ الأخوة الأحبة في السعودية وسوف يعيد لهم السعادة التي فارقتهم منذ أن سقط نظام البعث لحد الآن؟ وهل أنت من جعل ملك الأردن يحمل إلى أمريكا مخاوفه من ذلك الهلال وعن حكم الشيعة ورجال الدين في العراق؟
لابد أبلغوك إن إجراء الانتخابات أمر مفروغ منه ولا يمكن التجاوز عليه بأي حال من الأحوال، ولابد أبلغوك أيضا أن سوف لن ينتخب الشعب إلا تلك الكيانات السياسية التي تعيد بناء الأجهزة الأمنية بقدرات شريفة غير بعثية، وأن لا يبقى في مركز القرار العراقي بعثيا من أي درجة كانت، وفي أية وزارة كانت، ولابد أخبروك أيضا لكي تكون على بينة من أمرك، من أن الشعب العراقي وأغلبيته الصامتة ليس شعبا خاملا كما حاولت أن تقنع صديقكم توماس فريدمان، ولابد فهمت الآن من أننا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا إذا أقتضى الأمر، وأن تكون العملية بأيدينا وقتما نريد ذلك.
صحيح إن معظم مفاصل الدولة اليوم بعثية، وصحيح أن الملاذات البعثية الآمنة قد أصبحت هي مراكز الشرطة ومعسكرات الحرس الوطني وبيوت الأحبة، ولكن ذلك سوف لن يدوم طويلا، فلا السابقين ولا القادمين الجدد من رجال الميرة والتموين في الجيش الصدامي المهزوم يمكن أن يكبلوا إرادة الشعب من جديد، ولا رجال المخابرات الذين وجدتم أن أياديهم بيضاء وأعدتم تشكيلهم لينخرطوا بجهازين للمخابرات، ولا كل المؤامرات التي تحاك ضدنا يمكن أن تكبلنا من جديد، لأننا اليوم نمتلك إرادتنا ولن تستطيع قوة في الأرض أن توقف حركتنا.
بالمناسبة، أود أن أسأل، كيف عرفتم إن أياديهم بيضاء بهذه السرعة؟ فمن الذي قتلنا إذا؟ مادامت هذه الأيادي بيضاء؟ ومن الذي منحها هذا اللون الملائكي؟ أليس من يقول هذه الكذبة بعثيا أيضا؟
لكن تأكد إن كل أساطين البغي والرذيلة والجريمة على الأرض لا ولن ولم تستطيع أن تشفع لكم أو توقف اليوم مسيرتنا وتكبل من جديد إرادتنا.
2004-12-18



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار ولاية الفقيه لا يهدد الديمقراطية في العراق
- الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب
- العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات
- لدي اعتراض
- حديث في الانتخابات، الكورد واليسار العراقي
- حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث
- مناورة تأجيل الانتخابات دعاية انتخابية
- القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم سودانيا قصاصا وتكشف عن اسمه و ...
- بدء معاينة الأضرار التي خلفتها حرائق الغابات في مناطق أتيكا ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- آب روسيا اللّهاب من كورسك الى كورسك
- رئيس كوريا الجنوبية: توحيد الكوريتين مهمة تاريخية يجب تنفيذه ...
- 7 سلوكيات غريبة تدل على العبقرية
- أفغانستان.. 2,5 مليون فتاة يحرمن من حقهن في التعليم
- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - البعث، أس البلاء، ولعبة شد الحبل مع الذات