احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 3546 - 2011 / 11 / 14 - 17:32
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
قبل اقل من ثلاث سنوات طلب مني احد اصحابي ان يأتي لي بهدية من تونس فقلت له لا اريد شيئا وعندما اصر قلت له ان هناك كتابا للمفكر التقدمي سمير امين او احد كتبه فبامكانك اذا وجدته في تونس ان تهديني اياه فعلي على علمي قبل حوالي العقدين اشتريت اكثر من كتاب لسمير امين ولانني اغادر اما مطرودا من النظام او من المنظمات الفلسطينية كفتح والجبهة الديمقراطية وفدا وغيرها او لسبب ما لتنقلي الدائم فانني اترك مكتبة اما اهديها لاحد اصدقائي او يتوارثها من اعرفه ولا اعرفه..حلف صاحبي ان يأتي لي بهذا الكتاب مهما كلف من ثمن ..وعندما عاد اول شيء فعله ان اعتذر فقد بحث عنه طويلا ولم يجده وكان اصحاب المكتبات يقابلونه بسخرية ان مثل هذه الافكار لا مكان لها في تونس..وان هذا لاتطبقه تونس و لا تريده ,,بينما كل الكتب الدينية لفقهاء عصور الانحطاط العربي الاسلامي كانت عامرة بها المكتبات التونسية لابن تيمية والشعراوي والقرضاوي وابن باز ..لهذا هل من المستغرب ان يرث عميل السي اي ايه الاخوانجي راشد الغنوشي الديكتاتور المخلوع زين الفاسدين..فالدعاية امام الشعب التونسي اما اعلام السلطة وتلميعها او المساجد والوهابية وما تروجه عن كتب الاخوانجية والانحطاط..شيئا شبيها بهذا عندما تعرضت للتعذيب الوحشي في سجن الامن السياسي المركزي في حلب قرب بريد السليمانية وشارع التلل كان اول شيء اعتقلوه ليثبتوا تهمتي كان كتب ماركس ولينين وعلى اساسه اتهمت بتزعم حزب شيوعي لقلب النظام مع شيء لا ينبغي ان ننساه ان خطب الجمعة التي كان يلقيها الشيوخ ومنهم الشيخ احمد في مخيم النيرب كانت تحذر المصلين من الكتب الحمراء قبل اعتقالي بأيام وهذه نغمة يسمح بها النظام بلا اي محاذير رغم نفاقه يومها للاتحاد السوفييتي وادعاء الاشتراكية وهذه الخطب لم اكن اسمعها في المسجد لانني لم ادخله قط بل في الشارع من الميكرفونات المسلطة على اهل المخيم في كل مكان لتنطق وزارة الاعلام الرديفة للنظام بلسان النظام هنا ليس من منظور قومجي بل من منظور اسلاموي منحط فهل نستغرب عندما يسيطر عرعور على مظاهرات بعينها..والملفت ايضا انه في حفلات التعذيب الوحشية التي تعرضت لها في السجن السياسي السوري كان الجلادون يستمتعون وهم يحشرون احذيتهم في فمي وانا مصلوب على بساط الريح وبعد جولات تعذيب جهنمية حتى كان يسألني يومها حين خرجت عن آثار الدماء على فمي ووجهي بالاضافة الى شتمي وبانني قاعد بحضنهم وانتف بذقنهم وان مسؤول التحقيق اول دليل كان لديه كانت هذه الكتب مع انهم اختاروها من مكتبتي التي تحوي الكتب الماركسية مع خزعبلات فقه السنة لمن اسمه على ما اعتقد السيد سابق او شيئا كهذا وهو فقيه مصري بترودولاري بالاضافة الى كتب عن المسيحية واليهودية والبوذية والكونفوشيسية..ليس عجيبا ان يستميت الشعب لاقتلاع ديكتاتور لاختيار خليفته ووزير اعلامه الديني فهذا الشيئ من ذاك
..................................
لييج - بلجيكا
تشرين الاول 2011
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟