|
الجامعة العربية: إنا أعطيناك الخنجر فصَلِّ لجنرالات الناتو وانحر
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 3546 - 2011 / 11 / 14 - 12:35
المحور:
كتابات ساخرة
لا أدري ما هي الفائدة التي جنتها أو تجنيها أية دولة عربية من وجودها في ما يسمى بالجامعة العربية، وما هي المزايا التي يمكن أن تكسبها، أو كسبتها ما تسمى بالشعوب من هذه الشمطاء المفلسة تاريخياً، والتي، وبدل أن تكون، وكما هو مفترض، أداة لإنقاذ وحل مشكلة أية دولة عربية ونشلها من أزماتها، تحولت إلى أداة لذبح ما تسمى بالدول العربية، ذاتها، والواحدة تلو الأخرى وعلى ذات المذبح الأطلسي، والعراق وليبيا أنموذجان ماثلان للجميع، والقادم على الطريق أدهى وأمرّ وأقسى كما هدّد، وأفتى، وزير الخارجية القطري زميله الجزائري بذلك علنا، بالقول "الدور جايه عليكم"، حتى و، عذراً من سمو الشيخ، إن لم يكن للوزير القطري في ذلك أي فضل وأسبقية، فقد قالها لهم سابقاً، وعلناً، العميد السابق المذبوح للزعماء العرب في ما كان يسمى أيام زمان (سقا الله أيام زمان)، بمؤتمر القمة في دمشق حيث كان يعيش هاجس الذبح مستذكراً ومسكوناً بمصير زميله السابق صدام حسين، بالمناسبة من هو العميد الحالي لما يسمى بالزعماء العرب؟ (لا لشيء، لا وأيم الحق، إلا كي نبشره بأن يمد رقبته ويحضر نفسه بانتظار دوره ويستعد للذبح). والأنكى من ذلك كله، أن التهريج السياسي العروبي الرسمي السوري، والتعمشق بحبال الجامعة العربية، ما زال مستمرً وعلى نفس الوتيرة والمنوال وما زال يصر ويعول على ذبحه بذات الخنجر العربي، عبر الدعوة المضحكة لعقد مؤتمر عربي لن يعقد بالتأكيد. والنكتة الأكبر في هذه المعمعة كانت عبر نعوة العمل العربي المشترك. هكذا، أي والله يا شباب.
نعم لا أدري ما هو سر كل هذا الاستبكاء واستذراف الدموع والغضب والحنق والمفاجأة الشعبية والرسمية فيما فعلته جامعة نبيل العربي بالسوريين، ولديهم، في مخزونهم القريب جداً، ما فعلته قبل ذلك نفس جامعة طيب الذكر عمرو موسى بالليبيين، وكأن الذواكر مثقوبة، ومهترئة، والعقول لا تستوعب الدروس، وكأن أحداً ما لا يقرأ ولا يتابع ما يجري حواليه؟ فهل كان متوقعاً من لمـّتهم العربية غير ذلك مثلاً؟ هل يتوقع سوى السذج والمنغوليين والمغفلين أن تقوم بأي شيء آخر فيه أخلاق واحترام وأصالة ونبل وحرص على أعضائها وكيانهم ووجودهم وليس في تاريخها ما هو مماثل وشبيه؟ هل ورد في بال أحدهم أن هذه الجامعة، التي ذبحت ليبيا، والعراق، وسلخت جلدهما، سلخاً، أمام الجميع، وجعلتهما عبرة للمعتبرين، أن تقوم مثلاً بغير ما فعلته أول من أمس، كأن تقوم بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى سوريا، أو لجنة من الحكماء والثقاة للاطلاع ودراسة ما يجري على الأرض وتحديد المسؤوليات، ومن ثم تقديم الدراسات ووجهات النظر والحلول والتوصيات "العربية"، ولا تضحكوا، حيال ذلك كله؟ أو أن تفعل كذا وكذا بما يقتضيه المنطق والعقل والرأي السديد وخدمة الشعب والدولة التي تمر بأزمة ما؟ هل حصل شيء من هذا القبيل سابقاً في التاريخ اللعين والمشين لهذه الجامعة التي تحولت إلى مأوى ودار عجزة ومدفن ومركز استنفاع لعائلات ومترهلي وأقرباء وأزلام وشهود الزور وعبيد ومشوهي ولقطاء وصعاليك ومهرجي ورموز السلالات العربية الحاكمة، وأبناء هذا النظام الرسمي القبلي العشائري المريض، وتحمل كل تناقضاته وعلله وأمراضه وقذاراته؟ فلـِم كل هذه الدهشة من خروج سوريا من هذا الجسد التمثيلي المريض تاريخياً والذي كان رمزاً لعجز، وذل، وتبعية، وتآمر، وضعف وهوان تشرذم وتشتت العرب أكثر من كونه تعبيراً عن قوتهم، ووحدتهم واجتماعهم على كلمة سواء؟ وهل عرفتم الآن ما هو الحلم أو بتعبير آخر، وعذراً من الجميع، الخازوق العربي؟ . ففي هذه الجامعة، لا فرق، ومن حيث المبدأ، بين دولة وأخرى إلا بمدى ودرجة الضعف والاستتباع والهوان، وجاهزيتها أكثر من غيرها للذبح. ففيها، مثلاً، تتساوى، تمثيلياً، ومن حيث الدور والفعل ووظيفة الاستنعاج (عملية التحول لنعجة وشاة تنتظر الذبح) ، الصومال، وموريتانيا، والسودان ومصر، والمغرب، واليمن، والعراق...إلخ، ولا تتميز أية دولة عن دولة أخرى إلا حين يحين دورها، كما قال حمد بن جاسم لزميله الجزائري، وتجهزها للعرس القومي ليتم تقديمها للفحل الأطلسي ويقرأ عليها إن أعطيناك الخنجر فصلِّ لجنرالات الناتو وانحر. لقد أصبحت هذه الجامعة، والانتساب لها، مجرد فخ، للاستدراج ولذبح من ينتسبون لها ليس إلا.
لقد اتضح بالدليل العملي والمهمة الوظيفية والدور التاريخي لهذه الجامعة بأنك موجود في فيها كي تعطيهم صكاً ووكالة عامة غير قابلة للعزل، وشيكاً على بياض يصرف حين يرتؤون ويشتهون. وأنت هنا فقط في انتظار دورك كي يتم التآمر والتواطؤ عليك وكي يجتمع القوم وسكاكينهم عليك لفصل رقبتك عن جسدك. فلو لم تكن في هذه الجامعة لما تجرأ أحد عليك، ولما استوطأ أحد من العالمين "حيطك" وداس عليك، وأصدر حكم الإعدام عليك. أن تكون عربياً وضمن هذه الجامعة هو أن تضع نفسك في مأزق قانوني وشرعي وأخلاقي ووجودي، وأن تقبل بذبحك في أية لحظة حسب شرعيتهم؟ وهي، بذات الوقت، أن تقبل بعجزك، وتخلفك، وتبعيتك، وكاريكاتوريتك، وانهزامك، وضعفك وتسلّم بقدرك ومصيرك التاريخي؟ أن تكون في هذه الجامعة وتقبل شرعيتها هو أن تقبل بتهريجها، وبكل سخافاتها، وأوساخها ومن ثم لا يحق لك أن تبكى وتتباكى، وتعترض على قراراتها؟ أن تكون في الجامعة يعني ان تسلم رقبتك، وتسلم ذقنك فلا تجزع ولا تخشع إن نتفها، وتسلم مصيرك لها وتقبل بما يصدر عنها من أفانين وأعاجيب، والقاعدة القانونية والأخلاقية تقول العقد شريعة المتعاقدين؟ أن تكون في الجامعة هو أن تبقى رخيصاً، مهدداً، ضعيفاً، عارياً، مستباحاً ومهيأً لسكاكينها وخناجرها ومعرضاً للاغتصاب والعدوان؟ فهل تتجرأ الجامعة العربية على الإدلاء بدلوها، وكما تفعل المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى، بقضية في أية دولة في العالم أم أنها مختصة فقظ بذبح العربي للعربي وشرعنة ذلك الذبح العربي؟ فهل تستطيع وتتجرأ وبكل غظرستها، ومكرها، وخبثها، أن تستصدر أي رأي حيال أي حدث جار، اليوم، في العالم؟ هل تجرأت واصابتها النخوة واللوثة القومية والعروبية التي تظهرها اليوم، ضد إسرائيل وهي دولة من دول المنطقة وتقع ضمن النطاق الإقليمي لمهامها؟ وهل اجتمعت أثناء حرب غزة، ومجزرة جنين (من يذكر هذه المجزرة) حين أغلقت هذه المدينة المذبوحة لمدة شهرين تقريباً ولا أحد يعرف حتى اللحظة ما جرى بداخلها في تلك الفترة وخرجت منها كما تخرج الشعرة من العجين، وظل عربان الجامعة المتباكين على حقوق الإنسان حيال ذلك هامدين صامتين؟ وهل سمع أي لها صوت جهوري أثناء الانتفاضة الأولى، أو الثانية أو الثالثة، فما هو السر في ثورة الثائرين والغاضبين؟ أعتقد أنه كان على السوريين، وبحسهم السياسي العالي والرفيع، أن يقرؤوا جيداً، ومن زمن أبكر الدور الحقيقي لهذه الأداة السياسية، التي حذرنا منها كثيراً، وأن يستبقوا الخطوة العربية، بوقت كثير عبر الانسحاب، أو على الأقل تعليق عضويتهم من هذه الجامعة، وبذا كانوا سينجون من سكاكين وخناجر الأطلسي ومن شرعنة ذبحهم العربي. وإنه درس ورسالة لكل الواقفين على طابور الذبح العربي، من بقية العربان الواقفين، كي يستعجلوا، ويهربوا وينفذوا بجلودهم، وقبل أن تستدركهم سكاكين الأطلسي على يد الجمع العربي، ورسله الأشاوس من الذبيحة الأعاريب.
نعيماً، وصح النوم، وهنيئاً مريئاً للحالمين بالحلم العربي؟
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هو المطلوب، شعبياً، من هيثم المناع؟
-
لماذا لا يكون منصب رئيس الوزراء في سوريا دورياً؟
-
درب تسد ما ترد: العطري الرجل الذي كاد يطيح بنظام البعث السور
...
-
امنعوا العربان من دخول سوريا
-
لماذا لا يعلن القرضاوي الحرب على إسرائيل؟
-
لماذا لا تطالب سوريا بتسليمها القرضاوي؟
-
القرضاوي ثائراً وعاشقاً للحرية!!!
-
شاهد عيان من اللاذقية
-
هالنيروز...ما أحلاه
-
ما أقواها صرخة الجياع؟
-
قومنة الثورات
-
آخر أيام القذافي
-
مذابح البحرين: آخر حروب ومغامرات آل سعود
-
لا للقرصنة والاتجار بأسماء الناس
-
دريد لحام: بطولات الوقت الضائع
-
انهيار الإيديولوجيات السلفية والقومية
-
لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟
-
طغاة أم جُباة؟
-
لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟
-
جنرالات الأمن العرب في قفص الاتهام؟
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|