أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - كلام هامس














المزيد.....


كلام هامس


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جدي الذي يقترب من عمره الثمانين يعتبر ظاهرة ردياوية بامتياز، فهو معروف للقريب والبعيد كمتابع نهم للأخبار، ومرجع للآخرين لكل جديد من الاخبار يقع على الساحة المحلية والعالمية، فيما هو بالحقيقة مواكب للصناعات التكنولوجية منذ أن كانت الأجهزة صوتا إلى أن صارت صوتا وصورة وما آلت إليه التكنولوجيا من تطور، فهو معاصر للراديو منذ أن كان بحجم قبضة اليد، إذا استثنينا مرحلة السماع الجماعي للأخبار عبر الراديو المشترك عند مختار الحي، ربما تجاوزا به عن تلك المرحلة، التي لم يكن يستطيع فيها تخصيص زاده الإخباري اليومي الخاص به متفردا بمؤشر الجهاز في اختيار المحطة والخبر وما وراء الخبر. بعدد سنوات عمره كان جدي يختار مكانا قصيا بالبيت بعيدا عن أي صوت ممكن أن يقطع حبل سماعه أو يشتت ذهنه، حدث أن خرجنا من مخادعنا على صوت ابتسامته المجلجلة التي لم يستطع أن يحبسها عنا، لكن بريق هيبته جعلتنا نخاف أن نجلجل بالصوت ونطارد عبير ابتسامته، وعلى صوت واحد منا جميعا كنا نتساءل عن سر الابتسامة التي فاضت منه حتى غرقنا فرحا لفرحه، ومع أن جدي كان يسترق السمع إلى كلام خاص وهامس، بالرغم من إرادة الطرفين، إلا أن الحقيقة وصلت إلى إذنه ونالت استحسانه، وحققت له ثأرا كان يترجاه وينتظره، إذ صفق للرئيس الفرنسي مع انه لا يطيقه، حين سمعه على غفلة منه وهو يشتم نتنياهو بالكذاب والشخصية التي لا تطاق، وكظم غيظه لان الرئيس الأمريكي يغض الطرف عن شخصية ذلك النتن مؤكدا على الاستمرار بالتعامل معه من اجل الفوز بولاية أخرى.
كثيرة هي المرات التي لم تلتقي فيها وجهات نظرنا، جدي وأنا في حواراتنا وجدالاتنا، وربما كانت عقيمة من جهتي أكثر لأنني لم أكن استطع أن أصل وإياه إلى قرار في جب ما هو متاح من سياسة تكاد تشعباتها تصل إلى اختياراتنا في تفضيل طعام على غيره من الأطعمة.
كنت أرى أن صرخة بوعزيزي كانت الزمردة التي حصلنا عليها كربيع عربي للحرية والخلاص من نير الفساد وعمل العسس، والإحساس بالظلم، والتهاون بالحقوق، وتغييب العدالة بكل حالاتها.
وجدي كان يرى أن ما يجري على ارض الواقع من اضطرابات وثورات وحروب هنا وهناك ما هي إلا توليفة من صنع أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية التي تطمح بغنائم جديدة لحل أزمتها المالية نتيجة انهيار البورصة والأسواق المالية.
مشكلتي التي أصبحت أعاني منها، وبعد الاهتداء إلى كيفية الإنصات هو اختيار الوقوف إلى الجانب الذي يقف فيه جدي بإضافة وجع آخر جديد وهو استغلال الشعوب وحلمها بالحرية، هذا الإنسان العربي الذي فقد كرامته وشخصيته وحتى لقمة عيشه لصالح فئة قليلة تأخذ ولا تعطي.
هذا التبدل في وجهة نظري، أعادني إلى حديث جرى مع زوج صديقتي عندما حدثني عن جزئية من كتاب يقرأ به لروبرت فسك بنسخته الانجليزية، الصحفي الذي يعيش طفيليا على نكبات الشرق الأوسط، حول زيارات جورج تينت المكوكية لمنطقة الشرق الأوسط وبالتحديد لقاءاته مع الرئيس عرفات حيث يذكر في كتابه وعلى لسان جورج تينت انه ذات مرة عرض على أبي عمار انه في حال وافق على شروط السلام، ربما كان يجب أن أقول حيل السلام، أنهم على استعداد لتغيير زعامات وحتى تغيير شعوب في المنطقة لتوافق شروط السلام أو الاستعمار الجديد الذي سيعبرون به مرة أخرى إلى المنطقة كمشروع يمكنهم من تحقيق أهدافهم ليس على ارض فلسطين التاريخية وحدها بل على الشرق الأوسط برمته.
ترى هل نحن بصدد تحقيق هذا السيناريو الذي جاء به جورج تينت من تغيير زعامات وشعوب.
يقول الفيلسوف ايمانويل كانت: أن النية الخالصة أهم من المعاهدات، هل ما زلنا نملك تلك النية الخالصة بربيعنا العربي، أم أن أذيال الأنظمة الحاكمة السابقة ما تزال على حالها تقض من مضاجعنا وهي تجلب الاستعمار بصوره الجديدة، إلى احتلال آخر.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب خلوي
- مياه الربيع العربي
- 2+2 =5
- فكروني ازاي .. هو انا نسيتك
- انت طالق.. عبر الفيس بوك
- فلسطين تنادي فجرها
- كم شكتنا تلك الابرة


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - كلام هامس