أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - هل يفعل العقلاء ؟














المزيد.....

هل يفعل العقلاء ؟


محمد عليم

الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيمر وقت طويل جدا حتى يستوعب المصريون حجم الجرائم التي ارتكبها نظام البليد مبارك وعصبته في حق مصر، وإلى أن يستوعبوا المدى الذي بلغته جذور الفساد الذي أتى على كل شيء تقريبا في مصر، ولقد عنى تماما ما قاله في أحد خطاباته خلال الثورة عن الفوضى، والتقط مريدوه في قتل مصر الخيط وبدأوا الردة المتئدة منذ تسعة أشهر وحتى اليوم.
وأنى نقلت بصرك في أرض المحروسة رأيت عجبا، ولكن هذا العجب يصب كله في خانة الفوضى، وأهم ما يلفتك أن الصورة التي نحن عليها الآن تبدو كما لو كانت خطة جهنمية منذ تولي مبارك أمر مصر وحتى الخلع، فالمصريون الذين جوعهم مبارك وهمشهم وابتزهم من خلال أمن دولته هو؛ هم أنفسهم ذراع نظامه في استرداد ما أفقدتهم إياه ثورة الشعب الكبرى في يناير، لقد وظفوا كل شيء بمهارة فائقة، وكفاهم الجياع مؤونة إرسال القوات النظامية الغبية الباطشة التي يمثلها الأمن المركزي سيء الذكر، وحل بلطجية النظام محل الشرطة الرسمية في قمع الشعب وتأديبه، ولكن المهارة الفائقة تبدت في إدارة الفوضى من حيث الانتشار والتوقيت والأثر.
اتبع المجلس العسكري السياسة نفسها التي حكم بها مبارك شعب مصر، فلم يبادر بعطاء إلا بعد إلحاح شديد وضغط جارف، وإن أعطى يعط القليل، وفي اللحظة الأخيرة، هكذا أحال مبارك وزمرته الأشهر إلى المحاكمات الهزلية، وهكذا أقال أحمد شفيق ظل مبارك وامتداد روحه في سماء مصر، وهكذا أصدر قرار حركة المحافظين الجدد، وإن كانوا ليسوا بجدد، وهكذا أصدر قانون الانتخابات المثير للجدل، وهكذا أصدر قرار حق المغتربين في التصويت (عبر القضاء من الناحية الشكلية)، وحتى اللحظة لم يعط التفاصيل الضرورية الكافية لاستيعاب الناخبين المغتربين آلية التصويت قبل أيام من إجرائها.
فهل وعى المصريون الدرس؟ وهل النخب السياسية أعطت ولو قليلا من وقتها لتفهم أن الخطر المحدق بمصر أكبر بكثير من حفنة مكاسب انتخابية في برلمان يعلم الجميع أنه سيكون برلمانا هزيلا قصير العمر؟ هل يفيق الشعب الذي أنهكه مبارك وعصبته ومن بعده المجلس العسكري على الدرب نفسه؟ هل يفهم هذا الشعب أن الأمر كله بات في يده بعد توفيق رب العباد؟ هل هذا الشعب جاهز ليتجاوز كل هذا الوسخ المتوطن في خصوبة مصر المختطفة الآن؟ من يدري! فقد يفاجئ هذا الشعب العجيب الجميع، ويصفع مقاولي السياسة الصفعة القاضية.
وأقول لمن يقبضون الآن على روح مصر المخطوفة: لم يعد ثمة مجال للنكوص إلى الوراء مرة أخرى، لقد استوعب الجميع الدرس، حتى هؤلاء الذين تعولون على ملء بطونهم لضمان أصواتهم فهموا أن الاستكانة والتمنيات تعني العجز لا الجسارة، وأن الواقع الماثل في هذه اللحظة التاريخية من عمر مصر يستوجب الكثير من الحذر، من الوعي، ومن المكر أيضا، ولا بأس بقليل من الخبث الحميد إن جاز لنا الوصف.
لقد أثمرت الأزمة التي تمر بها مصر ثمارا حميدة إلى الحد المطمئن وبتنا نسمع من أكثر التيارات السياسية تطرفا حديثا عقلانيا عن شراكة المسئولية وضرورة أن يتكاتف الجميع في حملها، لأول مرة نسمع منهم كلمة (مصر) وهم الذين ملأوا الدنيا ضجيجا عن أرض الله والمسلمين ومطلقات الوطن الهلامي في أكثر المفاهيم الدينية تعصبا، ولم يصدق غالبية المصريين أن حرائق الفوضى التي حاكها تلاميذ مبارك الصغار أنها من الطبع الأصيل للمصريين، وكلما أيقن المصريون بجوهر معدنهم النفيس كلما انتصروا في النهاية، فهل يفعلها عقلاء مصر ويجتازوا الحد الرفيع بين فوضى مبارك ونبل الغاية على الضفة الأخرى لمصر الجديدة؟



#محمد_عليم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعية الكارثة!!
- محنة ديدمونة وأحلام دولة العسكر!
- عن المصريين في الخارج و.. تصويتهم
- ما كان.. ما سيكون
- وأكثر من ذلك.. في مصر!!
- ماذا يحدث في مصر؟!


المزيد.....




- شاهد كيف يؤثر قرار اتخذته إدارة ترامب على توزيع مساعدات القم ...
- مصر.. تداول فيديوهات عن اندلاع مشاجرة وإطلاق نار بين مواطنين ...
- وسط مطالب باعتقاله.. ساعر في لندن بزيارة غير معلنة
- روسيا تعلق قبول الطلاب السوريين في جامعاتها
- خبير: روسيا ستتمكن من غزو المريخ بعد 20-30 عاما على الأقل
- المقاومة السرية في نيكولاييف تكشف عن ضربات ضد مرتزقة أجانب
- كتاب بلا كاتب: أول كتابٍ فلسفي بتوقيع الذكاء الاصطناعي
- على خطى هالاند..الكشف على بند مثير في عقد هداف بوروسيا دورتم ...
- -المنطقة العازلة- الإسرائيلة - كيف تقوض معيشة سكان قطاع غزة؟ ...
- سفير روسيا في لندن يؤكد تزايد الضغط على الدبلوماسيين الروس ف ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عليم - هل يفعل العقلاء ؟