|
نقد الفكر الدينى (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 3/5
هشام حتاته
الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 10:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ارجو من القارئ العزيز قبل قراءة هذا الجزء من الفصل الخامس من هذه الدراسة ان يقرأ الجزأين السابقين (1/5- 2/5) حتى يتسنى له الالمام بهذا الفصل كاملا . ــــــــــــــــــ يتحرك النص القرآنى مع احداث الواقع الارضى زمن فترة النبى محمد منذ البداية حتى النهاية ، اذن فهو ترجمه دقيقة الى حد ما لهذه السيره والمسيرة ، ودعنا من سيرة ابن اسحاق وابن هشام وهالات التقديس والاعجاز التى امتلئب بهما هاتين السيرتين . وعلى القارئ العزيز ايضا ان يقرأ الجزء .......من الفصل ...... بخصوص الوحى والتى حاولنا فيها انسنه مقهوم الوحى بعيدا ايضا عن الملاك جبريل الذى كان فى هبوط وسعود دائمين لملاحقة الحدث بسرعة تفوق سرعة الضوء ، حيث ثبت علميا ان المجموعة الشمسية على الاقل لاتحوى عرشا ولا تحمل الها ولاوجود لملائكة او النار والجنة التى عرضها السماوات والارض . ارتباط النص القرآنى بالواقع ومسايرته كان من اهم مآزق الفكر الدينى ، فهو من ناحية يهدم فكرة اللوح المحفوظ به هذا النص سواء كان قديما قدم الله ذاته كما قال الاشاعرة او انه كلام الله الحديث المنفصل على ذاته الازلية ، ومن ناحية اخرى فأن الرد السريع للنبى على بعض الاحداث بانه قرآنا ينفى فكرة الملاك جبريل وهبوطه بالوحى ويحمل بين طياته ايضا بشرية هذا الرد ، ناهيك عن عبارات لاتليق بذات الله ، وتهديدات مؤجلة لاتشملها اجراءات رادعة ولاتليق بملك ارضى فما بالنا بآله السماء العالى والمتعالى وكلى القدرة . ناهيك عن تناقض النصوص القرآنية خلال الفترات الاربعة التى مرت بها الدعوة الاسلامية . لم يستطيع السادة السلف الفكاك من نقطتين .الاولى : العلاقة الجدلية بين النص والواقع الذى انتجه فأطلقوا عليها علم اسباب النزول او علم اسباب التنزيل ،وحتى يتلبس ثوب القداسة قيل ان الحدث موجود منذ الازل والاية موجوده منذ الازل لتتنزل على الحدث عند حدوثة . أما التناقض بين آيات القرآن فى الفترات الاربعة فاخترعوا علم الناسخ والنسوخ . وسوف نتحدث عن هذه العلاقة الجدلية بين النص والواقع من خلال مفهومين . الاول علاقتها بالحدث الارضى ، والثانى علاقتها بالظرف الموضوعى التى مرت به الدعوة خلال مراحلها الاربعة ( من نبى مستضعف بلا اتباع ، الى توفير الحماية بالهجرة الى المدينة ، الى بداية الغزوات وانتصار بدر ثم النصر النهائى بعد فتح مكة ) ** فترة الاستضعاف بمكة وفرت السيدة خديجة للنبى محمد بمالها ووجاهتها بين اهلها الطمانينه واعطته هذه الطمانينه فسحة للتأمل ، ومع ترجمات القس ورقة بن نوفل ماشاء له ان ينقل من التوراه والانجيل الى العربية وحديثه الدائم عن قصص انبياء العهد القديم والتى كان الكثير منها معروفا لدى سكان الجزيرة العربية من اليهو، ومع ترديد يهود المدينة وباقى اجزاء جزيرة العرب لفكرة النبى المنتظر وتسابق المتحنفين لينول كل منهم شرف هذه النبوة ، ومع الاعتقاد بأن الاماكن العالية تكون اقرب الى السماء فى زمن لم يعرف المسافات بعد ، بدا النبى محمد فى الصعود كل عام الى جبل حراء لمدة شهر يحمل معه قليلا من الخبز والماء ، ومع النظر الدائم الى السماء ، وفى ظل السكون المطبق للصحراء الممتده على مدى البصر يصاب المرء بمامايطلق عليه علماء النفس ( الهلاوس البصرية والسمعية ) حسب الرواية الاسلامية ( جاء الملاك وقال : اقرأ ......... ونزل مسرعا الى خديجة يرتعد خوفا مما تخيل له انه رآه ، ولايعرف اذا كان ملاكا او شيطانا ، وجاء بن نوفل وطمانه بانه الناموس الاكبر الذى نزل على موسى وعيسى ...... الخ ) والتسلسل المنطقى للاحداث يقول ان سورة الزمل جاءت بعد سورة العلق مباشرة وليست السورة الثالثة بعد العلق والقلم . وسواء كانت الثانية بعد ان قال زملونى .. زملونى ، ام الثالثة بعد سورة القلم فأننا نقرا شيئا غريبا (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ) لنسأل سؤالا مشروعا : اين هذا القرآن الذى سيقوم النبى بترتيله طوال الليل او ينقص منه قليلا ، سورة واحدة سورتين ... ؟؟ ماعلينا ...!! ** الخطوة الثانية المنطقية لاى داعية خصوصا فى مجتمع قبلى " وانذر عشيرتك الاقربين " الشعراء 214 . فيصعد محمد جبل الصفا وينادى : يامعشر قريش ، يابنى عبدالمطلب ، يابنى عبدمناف ......... ، ان الله يأمرنى ان انذر عشيرتى الاقربين ، اننى نذير لكم بين يدى عذاب شديد. حين ذاك يرتفع صوت ابى الحكم مستنكرا : ( تبا لك ! الهذا جمعتنا ..؟؟ ) فنرى النبى يتجه الى عمه قائلا : تبت يدا ابى لهب وتب . فيقول ابى الحكم : عندى من المال مايدخلنى الجنة . فيرد النبى : ما اغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى نارا ذات لهب . ثم يستدير الى امرأة ابى الحكم قائلا : وامرأته حمالة الحطب ، فى جيدها حبل من مسد ) وبهذه المساجلة الكلامية ، والسباب المتبادل، تكونت سورة المسد .......... !!!!! وتتجه جموع قريش الى اكبر واحكم عقلائها ، الوليد بن المغيرة – الملقب بالوحيد- وعتبة بن ربيعه تتسائل عن نوع هذا الوحى التى ينساب حسب الوقائع على الارض ، فيقول الاول : انه كلام بشر ، ويقول الثانى : افتراه على الله . وعن مايدعى انه وحى قالوا انه سجع كسجع الكهان ( سحر ) وقالوا انه مجنون يتخيل ان وحيا يأتيه من الله . وعن قصص انبياء بنى اسرائيل التى يقصها عليهم قرآنا موحيا يقولون : انها اساطير الاولين التى يعلمها ساكنى الجزيزة العربية من اليهود وتتناقلهاالاجيال . ومن سياق سورة المدثر نعرف ان النبى بعد هذا الهجوم وخصوصا من قطبى قريش المعروف عنهم سداد الرأى والحكمة ، توقف بعض الوقت يستدبر امره ، حتى قام ليهاجم الوليد بن المغيرة ( الوحيد ) ليقول : يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣ ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١ 1(وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (١٢) وَبَنِينَ شُهُودًا (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (٢٢) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (٢٣) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَر (٢ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (٢٧) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ . والغريب ان كلمة تسعة عشر التى جاءت لتواكب سجع الآية اصبحت فيما بعد مثار الكثير من الجدل بين المفسرين ، بل ان البهائيين اتخذوة عدد لايام الشهر وشهور السنة . ويطلع علينا منذ اكثر من عشرين عاما مهندس كمبيوتر يدعى رشاد خليفه واعتقد يعيش فى كندر واجرى ابحاثا على هذا الرقم وارتباطه بآيات القرآن من خلال الكمبيوتر ن ومع الجمع والطرح واليهلوانية قال ان نهاية العالم ستكون عام 2003 ..... !!! وعندما نفض عند التدثر وقام لينذر ويذيع بين قريش انه النبى المنتظر ويقرأ عليهم قرآنا موحيا باقاصيص الانبياء السابقين من بنى اسرائيل كما تعلمها من ورقة بن نوفل وكانت بعضها معروف من يهود الجزيرة ، او قصص النبى هود وصالح وناقته الاعجازية ويونس فى بطن الحوت ، كلها حكايات شائعة سواء فى التراث اليهود او تراث صحراء الجزيرة ، فقالوا انه مجنون ، ويردد عليهم اساطير الاولين ، فجاءت سورة القلم لتقول ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (١٨) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائمون ) وهى ايضا على قول المفسرين فى الوليد بن المغيرة عندما احتدم بينهم تبادل الاتهامات ، ولكن المثير اتهامات الوليد بن المغيرة فى النهاية هى اقوال بشرية ، ولكن الرد الآلهى عندما يتبادل نفس الاتهامات واشد وانكى : حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد اثيم ... حتى يصل فى النهاية بوصم الوليد بابن الزانية ( زنيم ) ....!!! وعندمت بقول ثالث حكماء قريش ( ان هذا افك افتراه عليد عداس ويسار وابو فكيهة الرومى ، فان هى الا اساطير الاولين فهى تملى عليه بكرة واصيلا ) فيرد النبى قرآنا ( وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا ، وقالوا اساطيرالاولين فهى تملى عليه بكرة واصيلا ) 4،5 سورة الفرقان . وعن الذى كذب وتولى نقرأها فى القرآن ( فأنذرتكم نارا تلظى ، لايصلاها الا الاشقى ، الذى كذب وتولى )من سورة الليل وعندما يتهامز ويتلامز اتباع احد اشراف مكة ( الاخنس بن شريق ) على النبى نقرأ فى القرآن ( ويل لكل همزة لمزه ، الذى جمع مالا وعدده ، ايحسب ان ماله اخلده كلا لينبذن فى الحطمة وما ادراك ما الحكمة ، نار الله الموقدة ) 1-6 من سورة الهمزة . اذن ومن خلال ماذكرنا فأن القرآن يسجل لنا احداث الفترة ،اكثرها ردود واجوبة فى مسائل عارضه ، وهى العلاقة الجدلية بين النص والواقع الارضى الذى انتجه ويسجل لنا ايضا اله يتبادل الشتائم مع عباده ، ويسجل لنا اكثر ان الاله الكلى القدرة والمعرفه يؤجل الحساب الى فيمابعد الموت ، ودون ان تكون هناك معجزة واحدة يراها المعاصرين تاييدا للنبى ، ولم نقرأ سوى التهديد والوعيد المؤجل ( والمرسلات عرفا ... او ماتوعدون لواقع ... ويل يومئذ للمكذبين ) 1 ،7 ، 15 من سورة المرسلات وايضا ( ... لشر مآب ، جهنم يصلونها فبئس المهاد ، هذا فليذوقوه حميم وغساق )55 ، 56 ، 57 ، من سورة " ص " او ( ... فمثله مثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فأقصص القصص لعلهم يتفكرون ) والقصص هنا هى قصص انبياء سابقين كذبهم قومهم فحاق بهم الهلاك ، وتتحدى قريش النبى بمعجزة كما قص بنفسه عليهم فى آياته معجزات الانبياء السابقين ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً *) الآيات رقم90 – 93– من سورة الإسراء ،. وقبل ان نطرح السؤال : وهل كان الانبياء من قبل الا رسل من البشر ..؟؟ وقبل ان نغادر سورة الاسراء علينا ان نعلم ان حادثة الاسراء والمعراج لم يرها احد من المعاصرين ولم يحضر معه كتابا مقرؤا كما طلب القرشيين ، حيث نعلم من كتب التراث ان الكثير من اتباع النبى محمد نفسه قد هجروه ولم يصدقوا انتقاله الجسدى وصعودة وعودته وصلاته فى بيت المقدس فى ليلة واحدة حتى لو كان على ظهر الملاك جبريل الا صديقة الصدوق الصديق ابو بكر ، وجاءت الاية : ( ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) 4 الاسراء ليفسرها البعض انها كانت رؤيا منامية ( حتى تكون اقرب للتصديق ... !! ) والبعض قال انها رؤية بالعين ، واعتقد ان هذا التفسير يأتى ضمن الخوارق والمعجزات التى نسبت للنبى فى العهود المتأخرة . ولكن القرآن نفسه يعود ويؤكد ( وما منعنا ان نرسل بالآيات الا ان كذب بها الاولين وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل الآيات الا تخويفا ) 59 سورة الاسراء . ـ ثم نأتى الى البعد الآخر من العلاقة الجدلية وهى ارتباط النص بفترة الاستضعاف فى مكة ، فنرى آيات يطلق عليها الشيوخ آيات التسامح ( وهو لفظ مخاتل وخادع ) فالتسامح يأتى من الاقوى للاضعف ، ولكننا هنا مع آيات هى افرازا لحالة الاستضعاف والتى تعبر عنها الآية 68 من سورة الانعام تعبيرا صادقا حيث تقول (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚوَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) . واليك ايها القارئ نماذج اخرى من آيات فترةالاستضعاف ( لكل جعلنا لكم شرعة ومنهاجا, ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) ( المائدة 48) .( لكم دينكم ولي دين ) ( الكافرون 16 ) . ( افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ( يونس 66 ) . ( لا إكراه في الدين ) ( البقرة 256 ) ( وإن تولوا فإنما عليك البلاغ ) ( أل عمران 20 ) ( إن أنت إلا نذير ) ( فاطر 27 ) ( إنما أنت نذير ) ( هود 12 ) ( فأعرض عنهم وعظهم ) ( النساء 63 ) ( فاعرض عنهم وتوكل علي الله ) ( النساء 81 ) وسنرى فيما بعد ان كل هذه الآيات تتغير بآيات مضادة ومختلفه تماما بعد فترة المدينة وانتصار بدر . وعن الموقف من اهل الكتاب كانت المغازلة لليهود والمسيحيين واضحة جلية فى آيات : ( كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ) ( المائدة 43 ) ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور ) ( المائدة 14 ) ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) ( المائدة 47 ) ( الإنجيل فيه هدي ونور ) ( المائدة 41 ) ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) ( العنكبوت 46 ) ( وقفينا بعيسي بن مريم وآتيناه الآنجيل ، وجعلنا في قلوب الذين أتبعوه رأفة ورحمة ) ( الحديد 27 ) . وعندما يضيق الحصار عليه وعلى انصاره فى مكة بعد موت خديجة وجده عبدالمطلب ، يسمح لمعظم اتباعه بالهجرة الى ملك الحبشه المسيحى يحملون معهم سورة مريم بكل مافيها من توقير وتعظيم لهذه السيدة وابنها المسيح عيسى بن مريم كلمة الله التى القاها الى مريم .... بل انه ( ( وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة ) ( أل عمران 55 ) . وسنرى فيما بعد ايضا آيات اخرى تتناقض مع هذه الآيات عندما تغير الظرف الموضوعى على الارض ، ليصبح الذين اتبعوا المسيح كفارا ( كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ) ...!! وبعد ان ضاق به الخناق بمكة اتجه الى القبائل المحيطة ، فمنهم من صرفه بادب ومنهم من اراد اشراكه فى الدعوة ،او وراثة النبوة من بعده ، ومنهم من سلط عليه الاطفال ليرشقونه بالحجارة ( الطائف – ثقيف ) ولم يدرى ماذا يقول لاتباعه عند العودة فجاءت سورة الجن لتقول ان ثقيف لم تؤمن بى ولكن الجن آمنوا .......!! واستمر يعرض نفسه على القبائل فى موسم الحج يلتمس المؤازة والحماية من القبائل العربية حتى كان وفد يثرب . والحلف الذى قام بينه وبينهم ، لتنتقل الدعوة الى مسار آخر بعد اثنى عشر عاما قضاها فى مكة مستضعفا ولم يؤمن به الا من 70 – 90 من الرجال والنساء وجلهم من العبيد عندما نادى فيهم ( اتبعونى اجعلكم انسابا ) . وفى المقالة التالية سنعرف لماذا المدينة ، وماذا حدث بعد الهجرة الى المدينة ومدى ارتباطه ايضا بالعلاقة الجدلية بين النص والحدث الارضى ، وبين النص والظرف الموضوعى على الارض .
#هشام_حتاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السعودية : الشقيقة الكبرى لمصر ....!!
-
احداث ماسبيرو .. وتحديد الولاءات
-
من البكباشى عبدالناصر الى اللواء الفنجرى - ياقلب ماتحزن - ..
...
-
نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 2/5
-
الى المجلس العسكرى : دستور ياسيادنا ..!!
-
نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 1/5
-
الى المجلس العسكرى : سقوط هيبة الدولة والقانون باعلان امارة
...
-
سيادة المشير طنطاوى : السلفيين يختطفون ثورة مصر
-
نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 4/4
-
حبس الرئيس مبارك بالقانون الذى رفضه ..!!
-
نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 3/4
-
نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 2/4
-
نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 1/4
-
بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟
-
ثورة اهل الذمة وانتهاء الحلم الاخوانى
-
الشباب يصنع الثورة والشيوخ يسرقونها : القرضاوى نموذجا
-
عفوا استاذى سيد القمنى : ماالفرق بين المفكرين والعوام ..؟
-
الشكر والحمد للشباب.. والشعب أكبر
-
نائب الرئيس يلوح بالعصا الغليظة
-
الى السيد الرئيس : اسألك الرحيلا
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|