آدم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 08:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(( 1 ))
ان قتل القذافي بالطريقة الهيستيرية التي رأيناها من خلال الصور الدموية التي عرضتها الفضائيات هو عبارة عن اغتيال منافي للأعراف الأنسانية , كان الأجدر بثوار ليبيا الحفاظ على حياة القذافي و تقديمه لمحاكمة عادلة , الجرائم البشعة التي ارتكبها القذافي اكثر من كافية لأصدار حكم عادل بأعدامه مئة مرة .
لكن ... ما السبب وراء اغتيال القذافي بهذه العجالة ... !!
انه الخوف الذي رافق العقل الجمعي الثوري الغوغائي الذي تشكل في تلك اللحظة الرهيبة التي وجد الثوار انفسهم فيها وجها لوحه امام الطاغية الذي ارهبهم طيلة عشرات السنين ... !!
الليبي كان ينظر الى القذافي بأعنباره شخصية مخيفة مرعبة , شخصية كابوسية دموية , هذه الشخصية هي التي بثت الخوف في نفوس الثوار الذين اعتقلوه , الخوف ساهم في تشكل ذلك العقل الجمعي القاتل , لقد قتلوه لأنهم كانوا خائفين منه , لقد قتلوه لأنهم كانوا خائفين من المجهول الذي قد يأتي لأنقاذه و يعود القذافي مرة اخرى للسلطة ليبطش بهم بطشة لم يروها من قبل .... فقتلوه ليشعروا بالأمان .... !!
و بعد ان اصبح الطاغية جثة هامدة رفع الثوار الخائفون شارات النصر و بانت علامات الفرح على وجوههم .... !!
حقا ان الخوف لطاقة همجية ... !!
(( 2 ))
حين اعتقل الأمريكان صدام حسين في تلك الحفرة الحقيرة تصرفوا معه بطريقة اعتيادية جدا لأن ليس في داخل نفوس الجنود الأمريكان الذين اعتقلوه عقدة الخوف من صدام .
لقد صرخ صدام و هو في داخل حفرته مناديا الجنود الأمريكان و باللغة الأنكليزية (( انا صدام حسين ... لا ترموا ... سأخرج )) و خرج صدام من الحفرة و قام الجنود الأمريكان بأعتقاله بكل هدوء .
لنتصور نفس الموقف و نفس صدام و هو في نفس تلك الحفرة لكن الجنود كانوا عراقيين .
آليس من المتوقع هو اقدام الجنود العراقيين على اغتيال صدام دون تردد و هو داخل الحفرة , لا يسمحوا له بالخروج الا بعد ان يحولوه الى جثة هامدة مدمات ممزقة من كثرة الرصاص الذي اخترقها , يغتالوه و اياديهم تمسك بالرشاشات وهي ترتجف من شدة الخوف , كيف لا يرتجفون و امامهم صدام الرهيب .... !!
و بعد ان يتـأكد الجنود العراقيون من موته الأكيد و بعد ان يتيقنوا من انه لم يعد هنالك من مجهول ممكن ان يأتي لأنقاذ صدام ليعود مرة اخرى للسلطة ليبطش بهم بطشة صدامية جديدة لم يسمعوا بها من قبل .... !!
عندها سيرفع الجنود العراقيون الخائفون شارات النصر و يدبكون و برقصون حول جثة صدام بفرح همجي ... !!
من يقول عكس ذلك لا يعرف كيف استطاع صدام زرع الخوف العميق في نفوس العراقيين بعد ان قتل منهم مئات الألاف بطرق وحشية مختلفة ... !!
من يقول عكس ذلك لا يعرف شيئ عن وحشية و اجرام و دموية صدام حسين .... !!
#آدم_الحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟