مجيد القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 20:26
المحور:
الادب والفن
لماذا احن اليك
انت التي ضيعتني في متاهات الزمان ...
اطوي المحطات غريبا بين خوف وأمان
قاطرة تمضي واخرى قادمة ...
فكرة تسرح واخرى عائمة ...
ربما تأتي الحقائب يوما ..راغبة
او ربما ترجع ليلا نادمة
اضحت خيول المجد صامتة
واضحى السيف لا يقوى على النطق
أبيت ان اراك (( محررة ))
وسط الظلام ..عارية انت
ابيت ان ارى حزن عينيك
لماذا احن اليك
الجسر غريب على النهر
السمك يشك بطعم الماء
مرتابة تلك الضفاف ...
خلال الظهيرة ...مفتاح ذاكرتي ...
فراشات الربيع حقل طفولتي
مدارات العصور .. قلق النخيل
رجفة العناقيد ..دوي يهز الشبابيك
يفزع العصافير ..يشتتها في فضاءات الجدار ...
في لجة الازدحام قوارير تشحذ عطف الناس باسماء الله الحسنى
اطفال تبيع قناني الماء حافية
تتوسل الحافلات ..دون ان تخشى المرور
عند الظهيرة تموت الفراشات .. ثم تحيا في المساء دواليك
لماذا احن اليك
ذابلة انت ..يابسة انت
لم يبق شيئ من رائحة العطر
سوى بعض مساحات الطفولة
اراجيح معلقة للعيد ..
حدائق كنت ارتادها في موسم الحر ...
في موسم الامتحان حين يلح الزمن ..
حين يضيق المكان خلف الجدران الطينية
كانت دراجتي تشاركني الظلال ...
كان الكتاب جليسا بيننا
وكان السلم رسما بعينيك
لماذا احن اليك
احن الى المدارس...
الى الجامعات ...
الى صحبة الدرس ...
الى الحارات ...الى الزفة والعرس
الى فاتنة كنت اعشقها
الى الموقد المهجور ...
احن الى خبز امي ...
الى السطح ...
الى باحة التنور
الى ساقية تعلمت العوم فيها
الى النقيق ورائحة الجرف
الى التوت ..والليالي المقمرات
احن الى الشمس في الشتاء
احن اليك ..
يا مدينة السلام
د مجيد القيسي
#مجيد_القيسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟