الدولة السنية

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتعالى الاصوات في المناطق السنية تحديدا لغرض انشاء اقاليم ادارية ....هكذا هي البداية
والخطوة اللاحقة هي توحيد هذه الاقاليم ذات الغالبية السنية لتصبح اقليما سنيا بمواجهة اقليم كردي والخطوة اللاحقة هي الدولة السنية . ....بالمقابل سيضطر الكرد الى اعلان دولتهم وكذلك الشيعة .....اما السوال الكبير الذي يبحث عن اجوبة هو ما هي حدود هذه لدولة....هل نعود الى خرائط ما قبل عام 1967 ام سيتمسك البعض بالحدود الحالية التي وضعها صدام حسين واعطى للمحافضات السنية اراضي هنا وهناك ....!!!
في غياب المشروع الوطني نستطيع القول ان حروبا ونزاعات ستنشأ بين هذه الدول وستتدخل كل الدول الاقليمية والدولية ليكون العراق بؤرة نزاعات وتصفية حسابات ستستمر لعقود من الزمن ...وستذهب ثروات العراق نهبا وسلبا لهذه الدولة او تلك مما سيضطر غالبية المثقفين والمتعلمين الى البحث عن ملاذات امنة خارج حدود الوطن وستتبخر كل الاناشيد والقصائد التي كتبت حبا لمهد الحضارات (العراق )....وستنعق الغربان في كل ازاوية من زواياه ويتجول الموت والجوع بين طرقاته باحثا عن صيد .....وسوف لن تسلم هذه الحدود من اطماع الجيران الذين لم يدخروا جهدا للنيل من اقتطاع اجزاء من هنا وهناك ......
لو سلمنا جدلا ان دولة سنية اقيمت رغما عن كل الاصوات المطالبة بالعدول عن هكذا مشروع...ما هي مقومات نجاحها او فشلها وما هي النتائج التي ستحدث نتيجة لهذا ...
1- ستكون دولة دينية بامتياز. حيث ان التيارات الاسلامية المتشددة هي المنظمة اكثر من غيرها وهي التي تحضى بالدعم المعنوي والمادي الكبيرمن السعودية ودول الخليج .
2- ستكون بؤرة للتطرف وستشهد هذه الدولة عودة القاعدة لهذه المنطقة مرة اخرى بعد ان هزموا من قبل عشائرها....وستعود لتصفية اعدائها اولا ثم التوجه لمحاربة الاخرين .
3- ستكون هذه الدولة مشروعا للحل الصهيوني القاضي بتسكين عرب ال48 في البادية الغربية من العراق .وهذا مشروع قديم يراد له يحيا من جديد ؟؟
4- وستدخل في نزاعات مع الكرد ومع الشيعة ... لخوض حروبا حدودية وطائفية ....
5- كذلك ستنشب صراعات داخلية بين القوى الديمقراطية والمتشددة .
6- سيشهد هذا الاقليم عودة البعثين من سوريا واليمن وليبيا بعد ان ضاقت بهم السبل وتقطعت وسيعملوا على ترتيب اولوياتهم والعمل على قيادة التحولات واستثمار نتائجها ..للعودة للسلطة .
7- وهنا نسأل هل بامكان مثل هكذا دولة ان تتمكن من تقديم اية خدمات لمواطنيها ...
8- ما هي موارد هذه الدولة واين هي البنية التحتية التي تسهم في اقامة دولة ....وكم من الوقت مطلوب لتهية البنى التحتية..واسئلة اخرى .....!!!!
9- ما هو البرنامج الذي تقدمه النخب المطالبة باقامة الدولة السنية . ما هي هويتها واهدافها و ما هي مبررات اقامة دولة ... !!!
ان الدول العربية وخاصة السعودية ستحاول ان تجعل من هذه الدولة تبعا لها من خلال تقديم الاموال الطائلة لها وستعمل على تسليحها لتحويلها الى حائط الصد الاول لها مقابل التمدد الشيعي وستجعل منها بؤرة للتأمر على الشيعة وجعل الحرب ضد الشيعة حربا مقدسة لتوجه الجماهير الى الخطر الجديد القاد م من الشرق وسيؤجل هكذا خطر اي مطالبه بالديمقراطية والحريات العامة ....واي تغير في شكل البنية السياسية والاقتصادية والمجتمعية . كما ان دولة اسرائيل سيكون لها رؤيا في المنطقة ولا يمكن ان نتصور ان مصالح اسرائيل ستكون بمنأى عن ما يجري من تغير في الخارطة الادارية والسياسية في المنطقة ... خاصة اذا ما عرفنا ان امن اسرائيل هو من اولويات السياسة الامريكية والاسرائيلية...فهل سنشهد حل مشكلة لاجئين ال48 وما هو الثمن واين موقع الاردن من كل ما يجري على الساحة اذا علمنا ان هناك فرضيات منح الاردن للفلسطينين كوطن بديل ...لانه في السترتيجية الصهيونية انه لا تنازل عن شبر من القدس وان القدس عاصمة الدولة اليهودية الابدية ... من خلال هذا الاستعراض البسيط ....نستطيع ان نقول ان اقامة دولة سنية في العراق هو بداية لصراعات وسياسات ستتغير الخارطة السياسية والادارية للعديد من الدول التي تعتقد انها ستكون بمنأى عن اي تغير .....كما لا يمكن ان نتصور ان الرابح ستكون شعوب المنطقة ...بل ستكون وقودا لكل الحروب التي ستنشب .وسنشهد تمددا ايرانيا وتركيا حيث لا يعقل ان اكبر دولتين اقليميتين في المنطقة لا يكون لها اذرع في العراق المقسم الى ثلاث دول ... او ان تترك مصالحها وتبقى تتفرج ....انها حتما ستسعى من خلال اذرعها ان تدافع مصالحها ..
ليس من الغريب ان كل ما يحدث اوسيحدث في المنطقة تجد مصلحة اسرائيل اولا هي المتحققة دوما .......

كما انه ليست من مصلحة السنة العراقيين ان يهرولوا خلف انشاء الدولة السنية ...هذا المشروع يؤسس الى فرط العقد الذي جمع بين الشيعة والسنة في العراق الموحد ولا يمكن تصور ما ستؤل اليه الحال اذا علمنا ان العشائر العراقية تجمع بين المذاهب في بنيتها المجتمعية وانها ترفض اي تقسيم للعراق .
بالمقابل كم اتمنى ان يطبق الشيعة (شيعة السلطة) قولة النبي الاكرم...... لأهل مكة ...اذهبوا فانتم الطلقاء ......وان احتواء اتباع النظام السابق ومسامحتهم هي اكبر خدمة يقدموها للبلاد......!!

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات