مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 22:06
المحور:
كتابات ساخرة
ما ان يأتي موسم الحج حتى يجهز الاغنياء الغالي والنفيس من مستلزمات لاسرهم وسفرهم ، ويستعدون لاداء فريضة الحج التي فرضها الاسلام على من استطاع له سبيلا من المسلمين.
من بين من يستطيع له سبيلا ، اعضاء مجلس النواب والوزراء ومن وسع عليه الله بمنحه منصبا او مكانا في قائمة عراقية او غير عراقية ، او مقعدا في الدار – عفوا اقصد البرلمان – او في حزب من احزاب العراق الحلال لا الحرام .
سوف لانقترب من فئة التجار ومن يعمل عملا حرا لوجه الله ، ونترك حسابه الى يوم القيامة ، يوم يقف الناس أمام ربهم عراة الا من اوزارهم وحسناتهم ، حين ذاك سوف يستلمون كتبهم .
سعيد من يستلمه بذات اليمين و تعيس من يستلمه بذات الشمال ، وسينالون ثوابهم او عقابهم ، يوم لا ينفع مال ولا بنون.
اما من أدمنوا أكل حقوق المواطنين و الاستحواذ على المال الحرام ، سواء اتى من رشوة او خيانة او استغلال لمنصب ، فسوف يكون حسابهم عسيرا ، على الاخص اولئك الذين يكذبون على شعبهم وامتهم .
ولغرض تعليم رجال الدولة قول الحق وممارسة الصدق ، فستصدر الحكومة قرارا يصادق عليه مجلس النواب مفاده ان على كل من ذهب لحج بيت الله الحرام وعاد الى أهله ومنصبه وعمله خالصا من الذنوب والخطايا ، ان يستمر على حقيقة مظهره ، وان لا يصبغ شعره او لحيته ، لنعلم هيئته الحقيقية كوننا لا نعلم سريرته ، فعلم ذلك عند علام الغيوب.
فالاعتياد على صبغ الشعور واللحى بداية لتزييف السرائر ، اضافة الى ما جاء في الحديث من ان خضاب اللحية بالسواد حرام ، وغير سائغ شرعا ، لما ينجم عنه من غش وتغرير بالمرأة المخطوبة واهلها ، يوهمهم انه شاب قوي والحقيقة هو أشيب ضعيف ، لذلك نامل من رجال حكومتنا التوقف عن تزييف هيئتهم مثلما اعتاد رجال عصابة صدام فانكشفت حقيقتهم مباشرة بعد السقوط وبانت لحاهم البيض وبان الشيب الذي عرفوا كيف يخفوه عن المواطنين ولكنهم لم يتمكنوا من اخفاء سرقاتهم وجرائمهم ، فاصبحوا هدفا للرجم ، بعضهم بالحجارة والاخر بما تيسر بيد ابي تحسين و المواطنين الذين ابتلاهم الله بمثل هؤلاء الساسة الفاسقين .
ونأمل ان يكون الشيب عند رجال دولتنا جلال يزين طلعتهم ، على حد قول محمود الوراق :
واشكر لشيبِك حُسن صُحبتهِ / فلقد كساك جلالة الفضلِ
او كما قالت بدعة وهي جارية للمعتضد حين وفد من الشام :
ما ضرك الشيب شيئا / بل زدت فيه جمالا
قد هذبتك الليالــــــي / وزدت فيها كمـالا
فعش لنا في سـرور / وأنعم بعيشك بــالا
في نعمة وحبـــــــور / ودولــة تتعالـــــــى
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟