فؤاده قاسم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 13:53
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اختلستُ من العمر دقائق قليله كل يوم لاكتب في أهم المواضيع التي جعلت نساؤنا لا يتمكنون من عمرهم ولا من حياتهم فهي مُسّخره اغلبها اذا لم تكن جميعها للزوج والاولاد . في هذه الدقائق يخف حملي الذي ارهقني به مجتمعي وديني , لأجد رغبة فى تسجيل كل ما تعانيه نساؤنا من متاعب جمه وأعلم جيدا بأن قضايا المرأه متداوله وبكثره من الكتاب ومن ما يهمهم الامر بشأنها لكني ارى بأننا نحتاج الى المزيد والمزيد منها كون ما نكتبه غير مستوفي لحقها فى الحياة والكرامة من جهة ولما لها من تأثيرات كارثيه على مجتمعاتنا من جهة أخرى بأعتبار أن المسؤولية تقع على عاتقها فى تربية وإعداد الأجيال القادمة كونها الام التي تهتم بالابناء دون الرجل ,فحمّلها المجتمع مسؤوليه كبيره وبنفس الوقت حرمها من الكثير وحصرها بدائره ضيقه فكيف لهذه المسؤليه ان تحتمل مع هذا الحرمان كله .
قضية المرأه اراها من القضايا المهمه لغد افضل , فلا نستطيع ان نرتقي إذا لم نتجاوز هذه البديهيات التي لو اهملناها ستؤدي بنا الى الشلل والاعاقه فلا نستطيع اغفال العواقب الوخيمه المتأتيه من تهميش نساؤنا واهميتها من خلال بث الوعي الشعبي , فقضيتها لم تأخذ قسطها الكافي امام ما تعرضت له ولا تزال تتعرض له من تهميش جعلها مشلوله الاراده والفكر وبالتالي تكون الخساره فادحة لمجتمع يفيض بخسائر لا طائل لها .
قضايا المرأه كثيره لا أستطيع ان استوفي حقها بمقال واحد , والسلبيات كثيره منذ القدم من ضمنها موضوع تعدد الزوجات الذي حلله الدين الإسلامى
القضية الأولى:-
( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَه)
حلمت قبل ايام في منامي بأن زوجي قد تزوج بإمرأة أخرى لمدة اسبوع وطلقها !( هكذا كان الحلم ) .. لا استطيع وصف ما انتابني في الحلم من شعور مزري نحوه ونحو تعاليم دين ومجتمع سمح بأن يتعاطى بمثل هذه االتشريعات .
أصرخ بكل قوتي لكن صوتي لا يخرج بالقوه التي أريدها فمن فداحة الالم أحيانا لا نستطيع الصراخ ..
آهات وصرخات عاليه لوضع لا يتقبله العاقل السوي ..
صحوت على واقع ليس بأفضل من الحلم ..
واقع تتقبل فيه المرأه مجبره على الانتقاص من شخصها , وأحيانا تسمح لنفسها ان تكون نص او حتى ربع انسان بفعل حكم الإستقواء عليها ,وخوفا من رجال ترى رجولتها فى ممارسة حقوق كثيره عليها تتمثل فى إهانة و ضرب وتأديب وحبس والخ .....من عقوبات بلا ذنب سوى ان الرجل قد أصابه الملل منها ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ) نعلم اليوم جميعنا بأن الضرب مرفوض تربويا للطفل فكيف لانسان بالغ !
وعلى اعتبار ان المرأه لا تعي من امرها شيء فيعظها زوجها وأذا لم تتعض فليضربها كما يحلو له !!!هل فكر الرجل الذي يضع هذه التعاليم امامه هل فكر لماذا تنشز زوجته قبل ان يضربها ؟لكنه كعادة رجالنا لا يستخدم فكره ليتوصل لحقائق هي ضروريه له قبل ان تكون لها , والآيه امرته بأن يضربها لمجرد انه يخاف نشوزها ! فأي عدل هذا واي حقوق ومساواة بضربها ومعاملتها كطفل ؟والضرب جميعنا نعلم بأنه مرفوض من ناحية التربيه للطفل فكيف لانسانه بالغه بل وربما وصلت لمراحل من التطور والعلم ,او كانت طبيبه او عالمه او حتى مفكرّه وهو لا زال لم يخرج من دائرة المجتمع ألضيقه , فهل يُعقل هذا ؟؟!!
صحوت وجسدي يرتجف والحلم عالق بي حتى بعد صحوتي ... وفكرت بنساؤنا سابقا واليوم كيف يتجرعن حقيقة الالم والمرار هذا في واقع اغرب من الخيال عند بعض الدول المتحضره كيف تحمّلن عندما يجدوا ازواجهن تزوجوا من ثانيه وثالثه كما شرع الدين لهم , وما هو شعورهن ؟ ولماذا هذا الامتهان الذي خصها به الدين وبأي ذنب ؟ وكيف ترضى لكرامتها كل هذه السخرية والإهانة بإعتبارها ربع انسان ؟
أسئله كثيره ولا جواب مقنع عليها لدى المسلمين !
دخلت فى نقاش مع زوجي المؤمن شكلا ً فقط وهو مثال لكل المتدينين الذين لا يستطيعون بعقلهم الباطن استيعاب تعاليم الدين والاقتناع بها , لكنهم يطبقوها دون تفكير .
سألته :- لماذا كان تعدد الزوجات موجود في زمن الرسول وذُكر بالقرآن لكننا نراه اليوم قد اضمحل ؟
فقال لي :- لان الحياة صعبت من ناحية المعيشه اي يقصد أعباء الحياة من جراء ازدياد النسل.
فقلت له كمحاوله مني للتسلل فى اعماق هذه القضية :- يعني الحياة متغيره بل واصبح الرجل يفكر بالزواج من امرأه مقتدره ماديا لكي تعينه على صعوبة الحياة وهذا ما لم يحسّب له الله , فكيف أذن تريد لهذه التعاليم ان تكون ثابته , ونحن هنا نتكلم فقط عن تعدد الزوجات ليس الا فالتعاليم كثيره .
فأجابني مضطراَ:- نعم هي تتغير لكن تعاليم اسلامنا لا تتغير فهي كلام ربنا العظيم تكون ثابته ونحن لا يحق لنا ان نسأل , فالرب يعلم احسن مني ومنكِ وله به اراده , فلماذا نرهق ادمغتنا ؟!!!! هكذا كان جوابه وحرفياَ .!!
فقلت له : يعني المنطق يقول ان اي تعاليم عليها ان تتجدد وفق لمتغيرات الزمن ؟.
فأجاب : بأنه لا يدري المهم انه يعلم بأن تعدد الزوجات مسموح للمسلم وبنفس الوقت فاشل (مما يراه طبعا من تجارب فاشله وعلى قلتها )
رفعت نظريّ للسماء علها تنجدني , لكن لا حياة في من تنادي فنقاشاتي عقيمه بعقم تفكيره , ففكرت اكتب ما يدور بخلدي في هذا الموقع الاكثر من رائع بكتابه وبفكرهم والذي انا على يقين بأن هذا الموقع حقق نجاح باهر في نشر الفكر السامي .
بدأت افكر وأدون ما يتم إدعاءه بأن الإسلام عزز من شأن المرأه المسلمه كما يتحدث المتدينون , لأجد العكس فهو رسخ بداخلها أنها كيان ناقص وهذا قدرها , علموها الصبر وعدم الشكوى والانقياد والقناعه بكل ما آلت اليه أمورها ووضعت سنة الاسلام على قدر حجمها آنذاك , فنراها اليوم منقاده على اثر ما رُسِخ بداخلها دينها .
هكذا تعاليم الاسلام تحط من شأنها ليكون انحطاطها في اكثر المدن المتخلفه و كنتاج لميراث وموروث الماضي وتخلف الرجل ايضا , وألا لما تقبلت بأن يكون لها شريكه,وأن تكون راضيه ومستكينه بل والقسم سعيدات بهذا الحجم الذي قولبها به الدين , فمكانتها الصحيحه بالحياة هي محصوره بالمنزل والزوج والاولاد وهذه المسؤليات الكبيره تتكلّل بإلغاء حقوقها ايضا ,(وجزاء لتعبها هذا يكون زواج زوجها من اٌخرى غيرها )وهي بذلك لا تعلم بأن هذه المكانه تقتل بداخلها وفى أعماقها كل حس وفكر وأمل , فمن اين لها بالدرايه والخروج من هذه الدائره الجهنمية وهي محصوره وساكنه فيها بل اصبحت ناقصه من جراء شعورها هذا ,والأدهى من هذا كله أنها ستجد أن إبنها حين يبلغ من الأعوام قليلها يبدأ بفرض فكره وإرادته عليها كنتيجه طبيعيه لوضعها المتدنى ...وهذا سبب رئيسي من اسباب تخلف المرأه .
كلنا يعلم بأن الزواج هو لاجل بناء اسره وغريزة الانسان كونه كيان اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده ولبقاء النسل دون انقراضه فقط .ليكون سؤالي :- ما نظرة الدين للزواج ؟
هل هو لاجل اشباع حاجة الرجل الجنسيه فقط بتعدد زوجاته فهو لا يكتفي بواحده فحلل له مثنى وثلاث ورباع وبذلك يتم تشجيعه على ان يفلت غرائزه الحيوانيه وحصر رجولته فقط في قدرته الجنسيه بتعدد زوجاته والافتخار بذلك .؟
حيث يجيبنا المتدينون بأنه افضل من الخيانه !! فهل يوجد هراءآ وسخفآ اكثر من هذا ؟ولماذا الخيانه ؟ وهل لا يوجد في الحياة غير الجنس ؟ ام انه محصور في دائرة الدين الضيقه حيث لا يستطيعون النظر ابعد من ما غرائزهم ؟
وماذا عن المرأه وحاجاتها ؟.. وما السبب في تحميل المرأه هكذا اعباء من جميع الجهات ؟
فعلا ما السبب !
هل خلقها الرب دون كرامه ومتطلبات , ولارضاء الرجل فقط ولخدمته او بالأحرى ليتسلى بها ؟!!
ما توصلت اليه من جراء تفكيري بأن تعاليم الدين المفروض انها ثابته وكلام الرب العظيم المفترض به ان يكون واحد لا يتغير , لكن ما نراه بحكم تغيير الزمن بأن هذه الشريعه من تعدد الزوجات بدأت ينحصر بحكم متغيرات الزمن , حيث لكل زمان ومكان إعتباراته وبقيت شكليات لهذه الشريعه تتزايد في مكان وتنقص في آخر لكنها ما زالت موجوده .
فأساس بلائنا هو الفكر المحصور , فحينما يفكر الرجل بالزواج اليوم من اخرى تقوم الدنيا عليه هذا اذا تجرأ ونطق امام زوجته برغبته بالزواج وهذا طبعا في المدن التي انفتحت فيه المرأه وأخذت جزءا ً من حقوقها كالعمل والاستقلال المادي والذي هو شرط من شروط تحررها من قيد الإحتياج الذى كبلها به الرجل .
معنى ذلك بأن كلام الله متغير في المكان الذي يتطور اكثر , واصبح من الصعب العمل بهذه الجزئية ... فهل السبب يا ترى بأن الرب لم يسبق بتفكيره الزمن أوكان تخمينه خاطىء أو لم يضع فى اعتباراته حجم التغيير الذي سيحدث من تغير الظروف وقدرة المرأة على العمل والتواجد .
وكيف أصبح من يفكر بالزواج مره اخرى كأنه يكفر ولا يرضى عليه احد ولماذا اصبح تطبيق بعض التعاليم صعب يا تُرى ؟
اوجه كلامي وسؤالي للذين توصلوا الى قناعات مَرضيه لهم لكنها غير مُرضيه لفكرهم لو حاولوا ان يوقظوه من سباته , وأقول لهم بأن القناعه توأم الموت وليس كنز لا يفني , بل هي من تفني صاحبها .
سؤال اوجهه لكل من يقول بأنني مقتنع بهذه التعاليم ويتحدث عن حقوق المرأة .. ودام بخير كل من ايقظ فكره لكي نرتقي لباقي الشعوب
وانتظروني في باقي القضايا .. فللقضايا تتمه
ولنهزم التخلف ولننصر الانسانيه
#فؤاده_قاسم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟