أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - برومثيوس موجوعاً














المزيد.....

برومثيوس موجوعاً


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 07:43
المحور: الادب والفن
    


(القصيدة كُتبتْ عام 1984 وتُنشرُ لأول مرة إذا لم تخنّي الذاكرة )

مرَّ اللظى
والليلُ أوغلَ نصفُهُ في الشوقِ
والنصفُ أدارَ الخدَّ للرؤيا ووهجِ العينِ
والصمتِ المحرِّقِ صمتُهُ ،

هذا أنا ،
لا الريحُ تلوي سفني
لا الشمسُ تحرقُ منْ شراعي ، إنّني
أبحرُ فوق الصوتِ والرنينْ ،

أرتقي
سلّمَ الدمعِ ، أصولُ
بين هذا الوجعِ النابتِ أسنانَ الرزايا
في زوايا القلبِ ، أشتاقُ اليكِ
أنتِ يامبخرةَ الأشواقِ ، أنتِ
يا صهيلَ ريحِ الليلِ
في زاويةٍ ترقى العيونَ والشفاهَ والرؤيا التي
تنامُ في هواجس الرغبةِ ، تستلُّ أنينَ المحرقهْ ،

يا أيها الطالعُ في العيونِ موروثاً
يشلُّ الحبَّ والرغبةَ والتألقَ النابتَ
في قعر الضلوعْ

أزفُّ في سمائك اللونَ
أذوبُ في حرارةِ الوجدِ
أداري قمري الغارقَ في اللوعةِ
في اللهفةِ
في الحرقةِ
في مواجعِ الروحِ
لأنتِ الروحُ ، يا لغاتِ كلِّ العاشقينْ !

أشترطُ الشوقَ صدىً
في أغنياتِ الطيبينْ
أشترطُ العشقَ رؤىً
في أمنياتِ الخيّرينْ

أسطورةُ الحبِّ ذوتْ في غربةِ الحنينْ ،
الحبُّ سطرٌ منْ محيطِ الهائمينْ
لا يرتوي الظلَّ المدى الغارقُ
في دوّامةِ السنينْ ،

لمّوا البقايا منْ شرابِ الساهرينْ
كأسٌ تروحُ تذوبُ في الوجدِ
وأنفاسٌ تلي تغرقُ في مواقدِ العيونْ ،
إنّي أنا أسيرُكِ المليونُ في المليونِ يا مرارةَ الحلمِ ،
ويا دهشةَ كلِّ العاشقينْ !
إنّي أنا صوتُ الإلهِ الغارقِ الأبصارَ في بحر النتائجِ
يرتوي خفقَ الضلوعِ رؤى الأحاديثِ التي
تسبحُ في بحرِ الظنونْ ،

"إنّي أنا النايُ الذي لا تنتهي
أنغامُهُ ما دامَ في الأحياءِ" *

أغلِقْ شبابيكَ الهوى
واحملْ صدى الانسانِ
تغريبَ المكانِ
خطى الزمانِ
صخرةً فوق هوى الأحزانِ !
أغلِقْ شبابيكَ الهوى ،
ولْيزحفِ النسرُ الموشّى بالمكارهِ
واقترابِ الموتِ منْ زاويةِ الأكبادِ
والأحداقِ
والأشواقِ
والدنيا الكسيرةِ منْ طِعانِ الماهدينْ ،
أغلِقْ شبابيكَ الهوى !
ليس الهوى إلا اقترابَ القلبِ من وهجِ الصحارى
واقترابَ اللونِ منْ لونِ السهارى
والرسومِ المارقهْ ،

يا أيها الموجُ المُعبّقُ بالعيونِ المارقهْ
أنتَ اللظى والحرفُ والسيفُ الذي
يُكوَى بلونِ الحارقهْ
ضاعتْ سنينُ الوجدِ
واستلّتْ نصالُ النارِ انجيلَ الندامى القادمينْ
عبرَ الليالي والأماني والزوايا
خلفَ أشداقِ طقوس الميتينْ
العشقُ لوحٌ في كتابِ الهائمينَ النائمينْ
ما بينَ أحداقِ التواريخ التي ازدهرتْ
بوجدِ العاشقِ الولهانِ
السارقِ نارَ الشوقِ ، الغارقِ في
ولَـهِ السقاةِ الزاحفينَ على سطورِ اللونِ ،
لا العشقُ يفكُّ الرمزَ ،
لا الشوقُ يقودُ خطى السكارى
صوبَ أقداحِ المحبةِ والرؤى والدفقِ والموجِ الذي
يغرقُ في موجِ عيونِ الراقصينْ ،

راقصةٌ تعرى وتشتاقُ الى الرغبةِ
لكنْ ترتضي قمرَ الرزايا
تقبلُ الرأسَ هو المذبوحُ فوق أكفِّ عشاقِ المنايا
يرتوون الظلَّ والأرزاءَ ، سطحَ الماءِ ، حبَّ النومِ
في أجفانِ آلافِ الحروفِ السُودِ والصُفرِ وأفواهِ الذينَ
يحملون التوقَ صوبَ اللغةِ الخرساءِ والعمياءِ والعرجاءِ
لكنَّ الذي يطغى على كلِّ الردى القادمِ
عبر العينِ والدنيا ، يزفُّ الموتَ عرساً
في طقوسِ الميتينَ
هو التولُّهُ ، احتراقُ الضلعِ في نارِ التوقّعِ
في أتونِ المارقينْ ،

أغلِقْ شبابيكَ الهوى ،
يا أيها الملعونُ باللونِ ،
ويا مطعونُ بالتوقِ ،
ويا مذبوحُ بالرؤيا ،
ويا مستورُ بالأحداقِ ،
صُبَّ الكأسَ شوقاً إثرَ شوقِ
فالنبيذُ العينُ حُمى
في سرابِ الهادرينَ السمرِ والبيضِ
ولا يروونَ أخباراً عن الماضينَ والآتينَ
لا يحكونَ أصداءَ المنايا والرزايا
والمحاصيل التي اخضرّتْ على وجهِ الكريمةِ
والنديمةِ ،
أنتَ مذبوحُ هوى العشاقِ
والمرذولُ في دنيا الموداتِ
شهابُ السحبِ الداكنةِ اللونِ
ضياعُ اللونِ في اللونِ ...

* من قصيدة أبي القاسم الشابيّ "هكذا غنّى برومثيوس" والتي مطلعها:
سأعيشُ رغمَ الداءِ والأعداءِ
كالنسرِ فوقَ القمةِ الشمّاءِ

عبد الستار نورعلي
السبت 12/5/1984



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر العاشق
- الهجرة
- قصائد قصيرة لتوماس ترانسترومر*
- قصائد لتوماس ترانسترومر
- مدينة العطور والدماء
- الرواية الأولى
- السقوط في أرض الموت
- من الذاكرة/ باب الشيخ 1
- الجوُّ رماديٌّ
- ثرثرة غير فارغة
- يهوذا الاسخريوطي
- صحوة في الوقت الضائع
- يوميات مدينة/ الجزء الثاني
- بن لادن
- خصخصة العراق
- قصائد للشاعرة السويدية لينا أكدال
- هل أخطأ الفيليون في التشبث بالوطن
- هذا هو الدرب
- ولّى الشبابُ!؟ فلا ، وحقِّ قصيدكم !
- السرّاج


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - برومثيوس موجوعاً