سيدة عشتار بن علي
الحوار المتمدن-العدد: 3540 - 2011 / 11 / 8 - 07:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اهداء:الى الذي منه تعلمت ان التحايل والتزويق في تبليغ الكلمة لا ينتج الا فكرة مشوهة,الى الكاتب والشاعر الحر واصف شنون
ابي الحبيب
كم كنت احس بالامان والطمانينة وانت تمسك بيدي لتاخذني معك الى المسجد كي احفظ القران واتشبع يتعاليم ديننا الحنيف
كنت صفحة بيضاء وانا الهو داخل بهو بيت الله كما كان يطلق على ذلك المكان المقدس,وهناك ترسخت في ذهني ثوابت لم يكن في مقدور عقلي الصغير ان يناقشها او يعارضها:النساء ناقصات عقل ودين,الانثى كائن نجس حتى ان الصلاة تبطل اذا مر كلب اسود او امراة,المراة عورة من راسها حتى اخمص قدميها..........
كنت اتلقى هذه الثوابت فيتالم قلبي الصغير ,واحس بالخزي والاسى لان الله لم يخلق عضوا ذكريا اتباهى به ويمنحني الكمال,فقد كان شعور الذنب بالانتماء الى جنس الانثى يعذبني دون ان افهم اي ذنب ارتكبت
وهاقد كبرت يا ابي,وتلبستني لعنة القراءة والتحليل والنقاش والمعارضة,فاعذرني يا من كنت سببا في وجودي لان السؤال لاحقني واخترق عقلي الناقص
اتساءل :لم الحجاب ولم النقاب وقد خلقنا الله عاريات???
وما خلفية فرضه على اجسادنا وعقولنا???
كنت دائما تردد امامي انت وصحبك الملتحين ان الحجاب ستر وحفظ للكرامة,فاتساءل بيني وبين نفسي:اين الكرامة وقد خلقنا من دونها??
رسخت في ذهني ان الحجاب فرض اسلامي بحت وان الاسلام تفرد بهذا التكريم للمراة لكن ها اني اكتشف ان الحجاب الاسلامي يتطابق تماما مع الحجاب الاشوري الذي انتقل الى اليهودية والمسيحية,بل ان اغلب الديانات دعت الى حجب جسد المراة ومنع الرؤية عنه,ومعنى هذا ان اعتبار الانثى عورة ومصدرا للاثارة والغواية فكرة متوارثة وليست خاصية تفرد بها دين دون اخر فلماذا تخلصت بقية المجتمعات من هذا القيد في حين مازلت انت وصحبك تصرون على التمسك به???
لقد عرفت من قراءاتي ان الحجاب فرض على المراة الحرة في الاسلام لكنه كان ممنوعا على الامة اي الجارية ارتداءه لانها مبذولة للجميع ولذلك منع عليها الحجاب كي لا تتساوى بالحرائر ,وكي تظل متنفسا جنسيا للرجال حتى لا يطمعو في جسد الحرة.
حين سالتك منذ ايام عن هذه المعلومة جن جنونك واتهمتني بالادعاء والكذب,واتهمتني باني وقعت في فخ المشركين بالله ورسوله مع اني قصدت ان اجد اليقين كما كنت اجده لديك في الماضي
لقد قرات في مجموع فتاوي ابن تيمية ج3ص371ان (الحجاب مختص بالحرائر دون الاماء,كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي(ص)وخلفاءه ان الحرة تحتجب والامة تبرز...)
وهذا يتطابق جوهريا مع ما ورد في القانون الاشوري بخصوص الحجاب من حيث تحديد النساء المفروض عليهن ارتداءه,فهو فرض على زوجة كل سيد والجواري المرافقات لها,اما العاهرات والاماء فقد كان محرما عليهن,بل ان سادة اشور كانوا يعاقبون الامة التي تتجرا على لبس الحجاب بالجلد وقطع الاذن.وتقدم (جيردا ليرنر)تحليلا مفصلا عن القوانين والتقاليد في بلاد اشور(.....)وتوضح كيف ان الحجاب كان يفرض لتمييز الطبقات العليا,والتفرقة بين النساء.
ولذلك فان الاعتقاد بان الحجاب تقليد او واجب اسلامي اعتقاد خاطئ,فقد استورد من حضارات ذكورية توارثت عادة الغاء شخصية المراة وهويتها,واقامة حاجزا فاصلا ما بينها وبين مجتمعها ,فكيف يمكن لهيكل مغطى بكامله ان يمارس حقوقه وواجباته في المجتمع المدني,وهو مجهول الهوية,فهي اشبه بالمجرمين الذين يتقنعون تخفيا وهروبا من جريمة ما,ولا جريمة لها في الحقيقة الا جسدها وما يحيط به من تصورات واستيهامات وغموض ارق نفسية الرجل عبر العصور,فقرر ان يمتلكه,ويمارس عليه من القمع والاضطهاد والنرجسية ما يمارسه القوي على الضعيف
ثم ان اصرار بعض المشايخ على فرضية الحجاب واعتباره من اهم اركان الاسلام فيه رفض لاعمال العقل,وتشبث بالنقل فنجدهم ياتون بالنصوص في غير موضعها ويفسرونها حسب ما تمليه اهوائهم,فيجعلون من تفسيراتهم مقدسا لا يجب المساس به,ولا مجال للجدال فيه او وضعه في سياقه التاريخي,ولذلك جاءت ادلتهم متخبطة بل متنافرة احيانا,وهذا ما يفسر تباينهم واختلافهم الى مذاهب متعددة مما حدا بالكثير من الايمة الى الاعتراف بنسبية صحة تفسيراتهم وتاويلاتهم,فالامام الشافعي يصرح في مقولته الشهيرةقائلا:(رايي خطا يحتمل الصواب ,ورايي صواب يحتمل الخطا),بينما قال الامام ابن حنبل:(لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي,ولا الثوري,وخذوا من حيث اخذوا),اما ابو حنيفة فقد كان تصريحه اكثر موضوعية حين قال:(حرام على من لم يعرف دليله ان يفتي بكلامي,فاننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا
انه لمن الغريب حقا ان نجد كبار الايمة يصرحون بنسبية تاويلاتهم ويعترفون بضرورة مراعاة الاطار التاريخي الذي وردت فيه الاحكام,في الوقت الذي نجد فيه اغلب شيوخ هذا العصر يتشبثوت بقوالب فقهية قديمة ويجمدونها ليسقطوها على عصر بلغ من التحول ما يمكن ان يبلغه فارق اربعة عشر قرنا من الان,ولذلك من الواجب ايراد السياق التاريخي الذي فيه نودي بضرورة الحجاب وان اختلفت التاويلات والتفسيرات بخصوصه ,فما هو هذا السياق التاريخي??
اختلفت الاراء والروايات والتفسيرات بخصوص الظرف التاريخي الذي فيه نزلت اية الحجاب,فمن الرواة من ذهب الى القول انها نزلت حين تجرا احد شيوخ القبائل على التغزل بجمال السيدة عائشة,ومنهم من ذهب الى القول ان الاية نزلت ليلة زواج الرسول بزينب بنت جحش التي كانت زوجة لابنه بالتبني...ووردت الاية كالاتي:(يا ايها الذين امنوا لا تدخلو بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام.......ولكن اذا دعيتم فادخلو فاذا طعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث لحديث ان ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق.واذا سالتموهن متاعا فاسالوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم ان تؤذو رسول الله ولا ان تنكحو ازواجه من بعده ابدا,ان ذلك كان عند الله عظيما)-الاحزاب53-
ونفهم من هذا ان الحجاب هنا قد ورد بمعنى الستار او الجدار العازل بين الواردين على بيت النبوة من الذكور وبين زوجات الرسول اي امهات المؤمنين كما اصطلح على تسميتهن,وهو مصطلح فيه تحريم للزواج او محاولة الاقتراب منهن في حياته اوبعد مماته,ففي رواية لمسروق عن عائشة ام المؤمنين ان :(امراة قالت:يا اماه,فقالت:لست لك بام,انما انا ام رجالكم)فبان هنا ان معنى الامومة الذي كان يطلق على زوجات النبي هو تحريم نكاحهن فقط-زاد المسير ب5ج5ص122-
وفي روايات اخرى وقع تفسير سورة الاحزاب وتحديدا الاية59تفسيرا اخر,كما ان الاطار الذي بسببه كان نزولها يختلف عما ورد مما ذكر من قبل,فهاهو ابو الفضل السيوطي المتبحر في سبعة علوم من تفسير وحديث وفقه...وغيرها يفسر الاية59من الاحزاب:(يا ايها النبيء قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين)قائلا-والكلام للسيوطي-:يعني بالجلباب حتى تعرف الامة من الحرة-ثم يضيف-:كان عمر رضي الله عنه لا يدع جارية تتقنع(تتحجب)ويقول-عمر-:انما القناع للحرائر لكي لا يؤذين(...)راى عمر جارية مقنعة فضربها بدرته(عصاه)وقال:القي القناع لا تتشبهين بالحرائر(..)وكانت المملوكة يتناولونها(..ينكحونها)فنهى لله الحرائر ان يتشبهن بالاماء)-السيوطي,الدر المنثور في التفسير الماثور ص:413,414,415,416
وارى من الضروري ايراد وذكر الظروف التاريخية التي فرضت هذا الفصل والتفرقة بين زي الامة وزي الحرة,فحسب ما ورد في الدر المنثور ج6ص659ان (نساءالنبي-ص-وغيرهن اذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل فانزل الله الاية حتى تعرف الامة من الحرة)
وهذا يتطابق مع ماورد من رواية في طبقات ابن سعد:141/8فقد ذكر ان نساء النبي كن(يخرجن بالليل لحاجتهن,وكان الناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين,فشكوا ذلك الى الني,فقيل ذلك للمنافقين فقالوا:انما نفعل ذلك بالاماء!!فنزلت هذه الاية اي الحجاب)كي تخالف الامراة الحرة زي الامة:(ويدنين علهن جلابيبهن)
ماذا يمكن ان نفهم من هذا??
ان البيئة الصحراوية البدوية في الجاهلية وصدر الاسلام كانت بيئة اقرب الى البدائية,فقد انتفت مظاهر الحضارة حتى ان سكان الجزيرة كانوا يلجؤون الى التغوط في الخلاء,فلم يكن هناك دورات للمياه او حتى مراحيض ,وهذا ما كان يعرض النساء الى التحرش او المهاجمة من طرف المتغولين جنسيا من الرجال,دون تمييز بين الحرة والامة,ولذلك نودي باعتماد زي خاص يمكن من خلاله التعرف الى الحرة حتى لا تتعرض الى الاذية والاعتداء الجنسي وهذا معنى قول(ادنى ان يعرفن فلا يؤذين)
كان ذلك قبل اربعة عشر قرنا من اليوم,اما في زمننا الحاضر فلا يوجد جواري وعبيد,كما ان المجتمع العربي البدوي تحول الى مجتمع متحضر واصبح الكنف داخل البيوت,ثم ان انسان هذا الزمن يختلف عن انسان ذلك الوقت لان الاختلاط بين الجنسين غير نظرة كليهما للاخر,فلم تعد الغريزة الحيوانية البدائية والجوع الجنسي هو الذي يحكم طبيعة العلاقة بين المراة والرجل الا في حالات شاذة تعتبر مرضية,وغير سوية,وليس الاختلاط بين الجنسين والسفور هو السبب في هذه الحالات بل العكس هو الصحيح,ففي العديد من الاحصائيات اثبت ان حالات الاغتصاب والشذوذ الجنسي نجدها متفشية في المجتمعات المحافظة والمانعة للاختلاط اكثر بكثير مما هي في المجتمعات المتحررة التي يتعامل فيها الذكر مع الانثى بصفتها انسانا ذو كيان وروح وعاطفة,على عكس المجتمعات المحافظة التي نجد فيها الرجل تتعاظم دقات قلبه وتحتقن اوردته ويتصبب عرقه بمجرد الوقوف امام انثى
اسئلة كثيرة تلح على عقلي الناقص,وتحاصرني وحاولت تجاهلها,لكن فشلت فهل ستغضب مني وتلعنني يا ابي ان انا بحت بما يخنق صوتي,ويحرمني متعة النوم الهادئ??
هل حقا اعترف الاسلام بالعبودية وكرسها??
صوت عمر بن الخطاب يقتحم ذاكرتي حين كنا نسمع عن سؤاله الشهير
(امتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار??)
اذن ما معنى ان يعنف مردد صوت الحرية جارية لانها تشبهت بالحرة في ملبسها??
ما معنى ان يعمل على رفع الاذية عن الحرة وتستثنى الامة من ذلك??
الم تكن تلك الامة يوما ما حرة عفيفة في بلدها قبل ان يقع سبيها??
واني اتساءل هنا وتتملكني الحيرة:هذه القوانين ليست بالغريبة عن مجتمع وثني,لكن المفروض ان الاسلام يختلف عنها ,وعن بقية الديانات الميتة??
لقد علمتني يا ابي ان الناس في الاسلام سواسية كاسنان المشط,ورسخت في ذهني ان لا عبودية في الاسلام,وكم تفاعلت مع فيلم الرسالة حين وقع تحرير رقبة بلال من عبودية امية,كنت سعيدة وفخورة بذلك
لكن ها اني اكتشف من خلال قراءاتي البسيطة ان الرق والتفرقة بين العبيد والاحرار ظلت كما كما هي في المجتمعات الوثنية والاديان الاخرى)
عن زياد بن جزء الزبيدي قال في فتوح مصر:(لما فتحنا باب اليون-بابليون-......ارسل صاحب الاسكندرية الى عمرو بن العاص:اني كنت ادفع الجزية الى من هو ابغض الي منكم معشر العرب,الفرس والروم,فان احببت ان اعطيك الجزية على ان ترد علي ما اصبتم من سبايا ارضي فعلت,فكتب عمرو بن العاص بذلك الى عمربن الخطاب فاجابه:اما بعد,فاني قد جاء كتابك....ولعمري لجزية قائمة لنا,ولمن بعدنا من المسلمين احب الي.......اما من تفرق من سبيهم بارض العرب فبلغ مكة والمدينة,فانا لا نقدر على ردهم,ولا نحب ان نصالحه على امر لا نفي به)-الطبري ج2-احداث سنة 20دار الكتب العلمية ص512-522
تساءلت كثيرا وتعمقت حيرتي.وحاولت اقناع نفسي بان كل هذا ماهو الا مؤامرة دنيئة من مؤامرات خبثاء المستشرقين والملحدين الذين كرسوا اقلامهم لتشويه اسلامنا ومحاربته لكن ما خرجت به من قراءاتي ان العديد من المفسرين المسلمين اكدوا على هذه التفرقة بين الامة والحرة,بين السيد والعبد,فالنساء في الاسلام لسن سواسية,والعورة تختلف من امراة لاخرى حسب انتماءها الطبقي وهي كالاتي:
-1-الجارية تتحجب بستر مابين ركبتيها وسرتها,وقد اتفق الائمة الاربع على ان عورة الامة مثلها مثل عورة الرجل مهما بلغت درجة جمالها وفتنتها,وكل ما يباح النظر اليه يباح مسه منها لتيسير عملية الفحص والتقليب عند البيع والشراء في الساحات العامة واسواق النخاسة وحتى بالقرب من الجوامع في مكة ودمشق وبغداد والقاهرة
-2-الحرة تتحجب بستر كامل جسدها ما عدا الوجه والكفين
_3زوجات النبي يتحجبن بتغطية كامل الجسد بما فيه الوجه والكفين
وقد كان الرجل في ذلك العصر بفضل شراء جارية,اذا كان لديه مال على ان يتزوج,لما في الزواج من اعباء,ويقول الفخر الرازي بشان اقتناء الاماء:(ولعمري انهن اقل تبعة,واخف مؤنة من المهائر-اي الحرائر المدفوع لهن مهر-,لا عليك اكثرت منهن ام اقللت,عدلت بينهن في القسم ام لم تعدل,عزلت عنهم ام لم تعزل...)
امام تضارب الاقوال واختلاف التاويلات فيما يخص مسالة الحجاب نخرج بنتيجة ان حكمه في صلب المنظومة الاسلامية مسالة خلافية,وقد كان الفقهاء يحددون مسالة ما بانها خلافية عندما يكون الخلاف فيها جائز وبالتالي يكون الاجتهاد فيها واجبا وليس مدعى للتكفير كما يفعل اغلب شيوخ اليوم,حيث شاع منطق التكفير والتخوين والتجريم لكل من حاول تحرير العقل وعتقه من لائحة من الاوامر والنواهي شبه العسكرية,فتفنن هذيانهم المرضي في المنع والنهي,والتكفير وفق ما تفرضه تراكماتهم النفسية ا
والغريب انهم يطالبون بضرورة الالتزام بقوانين تعود اقدميتها الى اربعة عشر قرنا من الزمن,قوانين تخص المراة ومعنى الفضيلة والزواج ونوعية العلاقة بين المراة والرجل,مع العلم ان هذه القوانين قد وقع التمرد عليها اثناء قيام الدولة الاسلامية, وليس بعد سقوطها,فكلنا نعرف وقرانا عن التحرر الذي شهدته فترة الحكم العباسي,وما شهدته هذه من ازدهار في مجال الفن والشعر تمتع به الذكور كما الاناث,الم تفتح النساء الصالونات الادبية انذاك لتجالس الرجال وجها لوجه دون نقاب او حجاب,فمن منا لم يسمع عن ولادة بنت المستكفي التي كانت تقيم السهرات في حضرة الشعراء,والادباء,ومعنى هذا ان المراة تجاوزت ما يسمى بالنقاب او الحجاب وهي في ظل الحكم الاسلامي فكيف يطالبون باسدال الستار من جديد بعد كل هذه الحقبة الزمنية
#سيدة_عشتار_بن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟