أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خليل - بالصلاة علي النبي















المزيد.....

بالصلاة علي النبي


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3539 - 2011 / 11 / 7 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


بالصلاة علي النبي
المدينة الفاضلة
هذه القصة حقيقية. هي قصة خيالية لكنها حقيقية. و أنا لست مؤلفها. هي "حدوتة" سمعتها عن جدتي رحمها الله. و هي كانت سيدة حادة الذكاء ذات ذاكرة لاقطة و نشاط لا يكل رغم أنها لم تتلقي من علوم المدرسة إلا شيئا قليلا.الحدوتة خيالية لكن قصة الحدوتة حقيقية حدثت لي حينما كنت طفلا صغيرا. و لا أدعي أن لي مثل ذاكره جدتي لكنني حفظت الخطة الرئيسية للحدوتة و الشخصيات الرئيسية و معظم الحوادث. كما أن العنوان هو نفسه الذي سمعته بأذني من جدتي "بالصلاة علي النبي". و هي ليست الحدوتة الوحيدة التي روتها لي حينما كنت أقيم معها في تلك الفترة المبكرة من حياتي. لكن ما علينا من هذا لنروي حدوتة جدتي مباشرة. علي أنني أحب أن أوضح قبل ذلك للقارئ أن جدتي روت لي علي لسان رواة آخرين أجهلهم و غالبا تجهلهم هي أيضا. فكانت تقول يحكي أن حدث كذا و كذا و لم يحدث لمرة أن أدعت أن هذه الرويات العجيبة و الوقائع الغريبة من صنعها هي و أنما تنقلها لي عن آخرين و أنا بدوري أنقلها لك أيها القارئ و لكنني أعرف و أؤكد لك أنها عن جدتي

تقول جدتي

كان صديقين يرتحلان في بلاد الله بحثا عن مدينة غريبة سمعا عنها من العجائز و البحارة و المسافرين. مدينة لم يرها أحد منهم قط و لكنهم سمعوا عنها. و سار الصديقان في مغامرات عديدة بحثا عن مدينتهم (و هذا الجزء من الحدوتة قد نسيته تماما و هو يتضمن مغامرات في الغابات و في الصحاري و البحار)
كان الأعياء و الشقاء بلغ بالصديقين كل مبلغ و نفذت نقودهما و تهلهلت ثيابهما و ضعفا جدا حتي اشرفا علي الموت و الصحراء تحيط بهم من كل جانب. فاستسلما للنوم علي الرمال في الظلام الدامس تلفحهم ريحا ساخنة و تضربهم حبيبات الرمال المتطايرة بلا أنقطاع. ثم أستيقظ أحدهما في جوف الليل فكانت الريح قد هدأت و الجو قد ترطب و اصبح منعشا فزحف أعلي تلة صغيرة مجاورة لمكان نومهما. و حينما بلغ قمة التلة هاله أن رأي أنوارا متلألئة و ما يبدو أنها مدينة عظيمة ذات مآذن و قباب و بيوت كثيرة تسطع منها الأنوار و خلفها غابة عظيمة من الأشجار تحيط بالمدينة من كل الجهات إلا الجهة التي ينظر منها صاحبنا. فاسرع صديقنا عائدا إلي صاحبه و أيقظه و قال له لقد كتب لنا عمرا جديدا. فأسرع الصديقين قدر طاقتهما صوب المدينة العجيبة.
وصل الصديقين للمدينة في مطلع الصبح فإذا بها مدينة كبيرة تعج بالناس و البيوت و الطرقات و المتاجر و المساجد و الخانات. و الناس فيها تتحرك بنشاط و حمية و المتاجر و خانات الصناعة عامرة بالمصنوعات و الدواب لا تكف عن الحركة حاملة الناس و المصنوعات من مكان لمكان. كان الصديقين لم يأكلا منذ يومين و الجوع ينهش أحشائهما. فقال أحدهما للأخر هيا نشتري شيئا نأكله قبل أن تفيض روحنا. و بحث الصديقين فلم يجدا معهما إلا درهم واحد. و وجدا مطعما كبيرا عامرا بالطعام و الشراب. من كل نوع و لون. و صاحب المطعم يقف في بابه بشوشا مبتسما يحيي زبائنه و يسرع لتلبية مطالبهم. فاستراحا لوجه الرجل و قال أحدهم للأخر يبدو أنه رجل طيب و لن يبخل علينا بالطعام. فقصدا إليه مباشرة و سأل أحد الأصدقاء صاحب المطعم هل يمكن أن تطعمنا بدرهم هو كل ما معنا نحن الاثنين. فابتسم الرجل أبتسامة عريضة و سالهما أنتم أغراب أليس كذلك؟ فقالا نعم. فقال لهما و ما تريدان من ألوان الطعام سارعا بالإجابة أي شيء. فقال لهما هل اللحم الضاني يناسبكما؟ فقالا نعم فرد الرجل و ماذا عن الطيور ؟ قالا عظيم جدا أي شيء فقال صاحب المطعم و الأسماك هل تحبونها؟ فقالا جدا ثم قالوا بصوت خفيض لكن ليس معنا سوى درهم واحد. فقال لهما أنتم تريدون أن تأكلوا بالصلاة علي النبي أليس كذلك؟ فردا متلهفين نعم نعم بالصلاة علي النبي. غاب صاحب المطعم و عاد يحمل أطباقا بها صنوف الطعام المختلفة و مشروبات متنوعة وضعها أمامهما و قال تفضلا و أن احتجتم لشيء أنا هنا بباب المطعم. أكل الصديقين طعاما شهيا لم يسبق لهما أن ذاقا مثله قط و شربا شرابا مثلجا منعشا رد الدم لعروقهما. و لاحظ الصديقين أن المطعم غاية في النظافة و النظام و أن الزبائن كلهم يرتدون أفخر الثياب و يتحدثون معا بلطف و بشاشة كما لو كانوا أصدقاء قدامي. و حينما شبعا تماما حتي لم يعودا قادرين أن يأكلا شيئا أخر ذهبا لصاحب المطعم. فسألهم هل أحضر الحلويات؟ فقال لا لقد أكلنا كثيرا جدا من طعامك اللذيذ و نشكرك جزيل الشكر و ها هو الدرهم و نحن نأسف لأن ليس معنا غيره و لكننا يمكن أن نعمل عندك في المطعم حتي نوفي حق أكلنا. ضحك الرجل بصوت عال و قال احتفظا بدرهمكم. أنتم غرباء .هذه مدينة الصلاة علي النبي يمكنك أن تبتاع أي شيء تريده بالصلاة علي النبي.و أنتم أكلتم بالصلاة علي النبي و لا تدينون لي بشيء. أستغرب الصديقين حديث الرجل و رحلا. ثم قررا أن يختبرا صدق كلامه. فوجدا تاجرا يبيع الأثواب و الملابس فذهبا إليه و قالا له نريد جبتين بالصلاة علي النبي. فهش لهم التاجر و أراهم الجبب التي عنده ليختارا منها ثم طلبا عمامتين و حزامين و عباءتين فأحضر لهم التاجر كل ما يريدون و كلها مصنوعات فاخرة الصنعة راقية الذوق. أخذ صديقينا الملابس و قبل خروجهم قالوا للتاجر لقد كنا في المطعم و أخبرنا صاحبه أننا يمكننا شراء أي شيء بالصلاة علي النبي. فاستغرب التاجر و سألهم و هل هناك طريقة آخري؟ فسالاه لكن كيف تحصل أنت علي الملابس التي تبيعها فقال لهم و علامات الدهشة علي وجهة أشتريها من الصناع بالصلاة علي النبي.فاخرجا له الدرهم و قالا ألا تتعاملون بالدراهم و الدنانير؟ فقال التاجر ما هذا؟ أنني لا افهم شيئا.فشكراه و انصرفا. فرح الصديقين فرحا بالغا بثيابهم الجديدة و بحظهم الذي ساقهم إلي هذه المدينة و سألا شخصا عابرا عن الحمام فسار معهما حتي بلغ حماما كبيرا أرضه مزينة بالفسيفساء الملون و تتصاعد الأبخرة و العطور من جنباته. قالا للقائم علي الحمام نريد أن نستحم و نستبدل ملابسنا بالصلاة علي النبي.فأخذهما حيث اغتسلا و تعطرا و وضعا ملابسهما الجديدة. ثم قالا للرجل و كان رجلا عجوزا ألا تتعاملون بالدينار و الدرهم؟ فقال لهم ببساطة لا نحتاج لهذه الأشياء فسالا لكن كيف تحصلون علي حاجتكم من المصنوعات و المواد و العطور فقال الرجل بالصلاة علي النبي هكذا هي مدينتنا فأخرجا له درهمهما و سألاه هل رأيت مثل هذا من قبل؟ قال نعم حينما كنت شابا رأيته عند شيخ التجار كان رجلا يحب الاحتفاظ بالأشياء الغريبة. فأنصرف صاحبينا و بات ليلتهما في خان بعد أن أكلا مرة أخري بالصلاة علي النبي. و في اليوم الثاني جلس الصديقين في حان يحتسيان أقداح من القرفة و يتحدثان عن مستقبلهما. فقال أحدهما للأخر هذه مدينة عظيمة و سأبقي هنا و لن أعود لبلدنا. فقال الآخر و أنا كذلك. و بينما هم يتجاذبان أطراف الحديث مرت فتاتين رائعتي الجمال فشغفا بهما الصديقين و سألا عن بيتهما و ذهبا لأسرة الفتاتين. و الفتاتين أخوات. أستقبلهما الأب في منزله الرحب الواسع يتبدى الغني فيه في كل زاوية من السقف المرتفع للنافورة التي تحيط بها حديقة في وسط المنزل. و طلبا أن يتزوجا الفتاتين. فسالهما الأب عن عملهما فقال أحدهما أنه خطاط و الآخر أنه تاجر. فطلب منهما الأب أن يمهلاه حتي يعرف رأي الفتاتين و الأم. و في اليوم التالي عادا للمنزل و أعلن لهما الأب الموافقة و حددا ميعادا للزوج يوم الخميس القادم. و فيه تزوجا في عرس بهيج و كان المهر هو الصلاة علي النبي. و أقاما في بيت العروسين حتي يقيما لهما بيتا. ثم حصلا علي قطعتي ارض في ناحية من المدينة بها طرقات واسعة مشجرة و عهدا إلي البنائين بالبناء. و حينما أكتمل المنزلين سأل أحدهما شيخ البنائين. أنكم لا تتقاضون أي ثمن عن عملكم و رغم ذلك صنعتكم متقنة دقيقة فكيف ذلك؟ فقال البناء كيف أننا نتقاضى الصلاة علي النبي؟ فقال نعم لكن لما تتقنون صنعتكم؟ فقال البناء أن أي رجل يمكنه أن يعهد لأي بناء بالبناء فلا فرق بيني و بين غيري فلابد أن أتقن صنعتي حتي يأتي لي زبائن. فقال له و لما لا تجلس في بيتك فضحك الرجل و قال إذا فعلت هذا فمن يصلي لي علي النبي؟ ساعتها لن يكون للناس حاجة بي و لن يصلي لي أحدا علي النبي.
عاشا الصديقين شهورا هانئين راضين سعيدين بحياتهما الجديدة و زوجتيهما الجميلات و منزليهما الفاخرين. ثم قرر أحدهما و هو الخطاط أن ينشط و يفتح محلا له. فقد سئم عيش الدعة و سئم أن يصلي علي النبي للناس و لا يصلي له أحدا علي النبي. فأفتتح محلا يكتب فيه بخط بديع آيات القرآن يزين بها الناس المساجد و البيوت و يعلم فيها الصبيان أسرار حرفه الخط و أنواعه و الألوان و غير ذلك. و جاء له كثيرا من الناس يقصدونه طالبين خدماته سواء أن يزين لهم جدران البيوت أو المساجد أو أن يعلم أطفالهم. و أصبح صديقنا الخطاط مشغولا جدا يستيقظ مبكرا و يسرع لعمله يكدح فيه حتي المساء و هي قانع راضي فصنعة الخط هي هوايته المفضلة و هو يجيدها و يجتهد في أجادتها أكثر. و أصبح له أصدقاء عديدين من زبائنه و من الخطاطين مثله يلتقون في أيام الجمع و يتبادلون الحديث و الزيارات بل و يتنافسون في من منهم أحسن خطا و من منهم يصنع شكلا جديدا مبتكرا من كلمات الله.
أما صديقنا التاجر فقد تفتق ذهنه عن خطة جرئية عزم علي تنفيذها دون أبطاء و هي أن يجمع أكبر قدر ممكن من المصنوعات الغالية الثمن و يرحل بها لبلده حيث يعيش سعيدا بالثروة العظيمة التي سيكونها من بيع هذه الأشياء. و في كل يوم يخرج صديقنا إلي محلات الذهب و الصاغة يجمع منها أكبر قدر ممكن بالصلاة عيل النبي و يعود بها لمنزله يخزنها حتي يأتي ميعاد الرحيل. ثم قرر التوسع فأخذ يحضر الحرائر و التوابل و العطور و الملابس و مصنوعات الجلود و الأصباغ. فامتلاء بيته بالبضائع حتي فاض فوضعها في حديقة المنزل مكدسة بعضها فوق بعض. فسالته زوجته لما يجمع كل هذه الأشياء. فشرح لها خطته و ما ينويه و وعدها بحياة ناعمة هانئة في بلده. فقالت له أنها لا تريد أن تترك أسرتها و أن حياتهما في المدينة لا ينقصها إي شيء و لا يوجد شيء جديد عليهما سيجلبه لهما الانتقال لبلده.لكن صاحبنا لم يأبه لها و واصل خطته عازما علي ترك زوجته و أبناؤه منها أذا أقتضي الأمر. و في يوم قرر صاحبنا الرحيل فذهب إلي السوق و أبتاع مئة جمل و لكنه لم يكن قادرا علي قيادتهم وحده. فبحث عن شخص يساعده . و وجد رجلا شابا عفيا فطلب منه أن يساعده. فسأله الشاب أساعدك في ماذا فقال له أنه تاجر و لدي بضائع في بيتي أريد أن أحملها علي الجمال إلي المتجر. فقال له الشاب و لما لا تكلف الجمالين بهذا سينقلون بضائعك إلي حيث تشاء و لا تتحمل أنت مشقة الحفاظ علي الجمال و تربيتها و قيادتها. فقال له أن هذا ما قد كان و أريد مساعدتك. وافق الشاب بالصلاة علي النبي و ذهب معه يقود الجمال لمنزله. و حينما رأتهما الزوجة أدركت أن زوجها سيرحل فقالت له لن أرحل معك و سأذهب لبيت أبي و أولادي. سمع الشاب حوارهما و فهم منه حقيقة ما يجري. فقال للرجل كيف تقول لي بالصلاة علي النبي ثم تكذب علي؟ أنني لم أري مثلك من قبل قط و سوف أذهب أشتكي للقاضي. ذهب الشاب للقاضي. و أرسل القاضي رسوله لصديقنا بالحضور. و ذهب صديقنا للقاضي فوجد جمعا غفيرا من الناس عنده فليس من المعتاد أن تقع مثل هذه الحوادث. و سأله القاضي هل كذبت علي الشاب الذي شكا منك؟ فقال صديقنا لا لم أكذب لقد كنت أريد أن أنقل البضائع من منزلي لمتجري. فقال له القاضي و أين متجرك؟ فأرتبك صاحبنا و لكنه تذكر صديقه الخطاط فقال عند صديقي الخطاط نعمل سويا.فأستدعي القاضي الخطاط للحضور فورا. لم يكن صاحبنا الخطاط يعلم شيئا عن صديقه و لا عن نواياه فقد كان كلما سأله عما ينويه يتهرب منه مرة يقول أنه سيتاجر و مرة أنه ما زال يفكر و مرة أنه سيتعلم صنعه. لكنه حينما وصل لدي القاضي فهم حقيقة خطة صاحبه. و حينما مثل أمام القاضي قال له القاضي هل تقسم علي قول الحق قال الخطاط أقسم بالصلاة علي النبي. فقال له القاضي هل يعمل هذا الرجل تاجرا معك؟ فقال الخطاط لا أنني أعمل وحدي. فقال القاضي هل تعرف أن لديه بضائع يريد وضعها لديك في دكانك فقال الخطاط لا لا أعرف فشكره القاضي و عاد لصاحبنا التاجر و قال له هل لديك متجر آخر في مكان آخر كنت تنوي نقل بضاعتك إليه؟ فشعر صاحبنا بأن حيلته انكشفت و أخذ يبكي و قال نعم لقد كذبت علي هذا الشاب و كنت أنوي أن أخذ الجمال و أرحل بها إلي بلدي الذي جئت منه. فقال له القاضي و لما لم تقل هذا له؟ فقال له لقد جمعت أشياء ثمنية و بضائع كثيرة دون أن أدفع لها ثمنا و كنت أنوي أن آخذها و أبيعها في بلدي. فقال القاضي ألم تشتريها بالصلاة علي النبي؟ قال نعم و لكنني لم أدفع. فهز القاضي رأسه و صمت واجما. فقال صاحبنا التاجر للقاضي أستحلفك ألا تقضي علي حياتي. فابتسم القاضي ابتسامة صغيرة و قال لكن ليس عندنا سياف. فقال له و لا تحبسني حبسا طويلا فقال القاضي بصوت خافت و ليس عندنا سجن أيضا. فأستغرب التاجر اشد الاستغراب و قال أستحلفك أن تخفف عني الحكم. فقال له القاضي و من قال لك أنني سأحكم عليك؟ فتعجب الرجل و قال له و لكنك القاضي. فقال له نعم أنا القاضي أفصل في القضايا و لكنني لا أحكم علي الناس.و في قضيتك هذه أقضي بأنك لا تصلي علي النبي. فقال التاجر مستغربا ثم ! فقال القاضي هذا كل شيء يمكنك أن تذهب.فرح التاجر فرحا عظيما بنجاته و أسرع خارجا من دار القضاء يكاد يطير من الفرح. و قرر الذهاب لمطعم أو مشرب كي يحتفل بنجاته فذهب لمطعم صغير و طلب بعض الطعام و قال لصاحب المطعم أعطني طبقا من الحلوي بالصلاة علي النبي. فقال له الرجل و لكنك لا تصلي علي النبي. و رفض أن يعطيه شيئا. أخذ صاحبنا يفكر أذن هذا هو الحكم لن يبيعوا لي أي شيء. و بينما هو كذلك جاء شخص أبلغه أن زوجته تطلب الطلاق منه. فذهب للقاضي الذي قال له أنك لا تصلي علي النبي و لذا سأطلق زوجتك منك. خرج الرجل و سار متجهما حزينا و قد أدرك ما يحيط به من كارثة. فحاول الذهاب إلي منطقة بعيدة ربما لا يعرفه فيها أحد لكنه حيثما ذهب وجد الباعة و الصناع يعرفونه و يعرفون أنه لا يصلي علي النبي و يرفضون التعامل معه بل حتي الحديث إليه.فقرر الرجل أن يعيد المصنوعات التي خزنها في منزله لعلهم يرأفون لحاله. فحمل الذهب و المصوغات إلي الصاغة و عرضها عليهم لكنهم أبوا التعامل معه و لم يقبلوا أخذ بضائعهم منه ثانية. اصبح صاحبنا التاجر يأئسا حزينا فذهب لصديقه الخطاط بيته يطلب نصيحته. فلم يرضي الخطاط أن يسمح له بدخول البيت و لكنه وقف معه أمام المنزل أكراما لأيامهما الماضية. و قال له لا يمكنني أن أفعل لك شيئا و لا أريد أن أفعل لك شيئا و لكنني سألت أصدقاء فقالوا أن لا نصيب لك في مدينة الصلاة علي النبي و أن ما عليك إلا أن ترحل للغابة المحيطة بالمدينة تعيش فيها فلا يمكنك العودة إلي بلدك و أنت تعلم حجم المخاطر التي تكبدناها حتي وصلنا هنا.ثم لن تجد أحدا و لا شيء تستعين به كي تتجهز لرحلة طويلة مثل هذه. خرج صديقنا التاجر من أسوار المدينة و ذهب للغابة يعيش فيها و يقتات مما يلتقطه من الأشجار و بني لنفسه كوخا من الأغصان. ثم أكتشف أن الغابة بها أشخاص آخرين يعيشون مثله و يتصارعون سويا و يصارعون وحوش الغابة. و عاش صديقنا الخطاط حياة هانئة بالصلاة علي النبي.



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ما بعد؟ مقدمة لخريطة طريق لانتصار الثورة
- بين الانتخابات المصرية و الحرب الإمبريالية الأولي
- مرة ثانية الإسلاميين
- تكتيك النظام و تكتيك الثورة
- التمييز الديني والعولمة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خليل - بالصلاة علي النبي