جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3537 - 2011 / 11 / 5 - 21:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ثمة مقولة المانية تقول الافكار حرة طليقة Gedanken sind frei لا تستطيع ان تمنعها و لكن ماذا تعني هذه المقولة بالضبط؟ تنشأ الافكار في دماغ الانسان لما يريده او يعتقده او يهواه و ليست هناك قوة او سلطة تستطيع ان تغييرها او تمنعها و لكن الافكار لا تعكس بالضرورة ما يقوله الانسان دائما لدرجة يمكن ان يقول الانسان شيء لارضاء الاخرين فقط او يكذب بسبب مصلحة. و لكنك لا تستطيع مهما كان قوتك او سلطتك او جبروتك ان تمنع افكار انسان اضعف منك اذا لم تكن هناك قناعة باطنية لديه. لا يمكن لاي حاكم متسلط ان ينسى هذه الحكمة باي حال من الاحوال.
نعم الافكار حرة تستطيع ان تتجاوز جميع حدود و قيود الزمان و المكان و الاخلاق و الاداب والعرف و التقاليد الخ لدرجة قد يصاب الانسان الذي يتكون عنده هذه الافكار دون ارادته اذا كانت غير اخلاقية و بذيئة بصدمة و يحاول بشتى الوسائل منعها او طردها دون جدوى كما حاولت Louise بكل قوة طرد افكارالسعادة التي نشات لديها فجاة لحظة وصول خبر مقتل زوجها الحنون في حادث في قصة قصيرة رائعة في ساعة واحدة The Story of an Hour للكاتبة الامريكية Kate Chopin. استسلمت Louise لافكارها القذرة الرهيبة عندما فقدت قدرتها و بدات تهمس تحت ضغط هذه الافكار الجبارة: حرة - حرة جسديا و روحيا - حرة الان. ارتفعت صوتها تدريجا و هي جالسة لوحدها في غرفة الجلوس تحس كيف يبلغ جسدها قمة النشوة الجنسية الى ان وقعت منهمكة على كرسيها المريح لتصطدم بخبر تكذّب الخبرالاول و رجوع زوجها سالما اليها و موتها اللاحق بسبب هذه الصدمة الثانية.
نعم قد تتحول الافكار خاصة المجرمة و القذرة و اللااخلاقية منها الى افكار قسرية compulsive thoughts بسبب مرض نفسي يصيب الانسان لا يستطيع الفلات منها اطلاقا فهي تستمر في تعذيبه لانها تعارض مايراه مقبولا فالاكار هنا نعم حرة طليقة و لكنها مدمرة و لا ارادية. حكت سيدة بانها سجينة افكار تريد منها طعن ابنها الرضيع بسكين المطبخ و هي تخاف ان تستسلم لها و تقتل ابنها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟